مصدر حكومي في بعقوبة: سياسات المالكي الطائفية تقف وراء عودة القاعدة
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الحكومة الأمريكية تدعم سرا الحكومة العراقية وتزودها بصواريخ "هيلفاير"، وأجهزة رقابة كي تعين نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي على مواجهة التفجيرات والعمليات اليومية التي تنسب لتنظيم القاعدة الذي يوسع من مساحات سيطرته في غرب العراق وسوريا.
وتقول الصحيفة إن التحرك الأمريكي جاء بعد مناشدة من الحكومة العراقية التي طلبت المساعدة في مواجهة المتشددين، وذلك أثناء زيارة المالكي لواشنطن الشهر الماضي، واجتماعه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
ولا يعرف مراقبون ومحللون عسكريون إن كانت تلك المساعدات كافية لوقف التردي في الحالة الأمنية التي يشهدها العراق، والتي أدت إلى مقتل 8 آلاف عراقي هذا العام؛ منهم 952 من قوات الأمن، وهي أعلى نسبة من العنف يشهدها العراق منذ عام 2008.
وتقول الصحيفة إن القاعدة، أو ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق قد تحولت إلى قوة لا يستهان بها في شمال غرب العراق، حيث يقوم أفرادها بالتحرك في قوافل عسكرية، وقام التنظيم باستفزاز أهالي المدن في هذه المناطق، وتفجير الكنائس واغتيال المسؤولين، واستخدمت الأسبوع الماضي العبوات المزروعة والانتحاريين لقتل قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي، وعدد من قادته وجنوده عندما كانوا يحاولون الهجوم على معسكر للقاعدة في منطقة الرطبة.
وتقول الصحيفة إن الزيادة في حدة العنف تتناقض مع تصريحات المسؤولين الأمريكيين من أن العراق يسير على الطريق الصحيح للديمقراطية رغم انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011 دون توقيع اتفاقية أمنية بين البلدين.
وتشير الصحيفة إلى تصريحات أنتوني بلينكن، نائب مستشار الأمن القومي الحالي، والتي قال فيها "في العراق اليوم عنف أقل". وهو ما يتناقض مع تصريحات جين بساكي، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، والتي حذرت فيها من محاولات القاعدة "السيطرة على أراضٍ في العراق"، مؤكدة أن القاعدة تمثل عدوا مشتركا للولايات المتحدة والعراق. وتظل جهود مكافحة الإرهاب الأمريكية مع العراق محدودة الأثر.
وكان وزير الخارجية العراقي طرح فكرة قيام الولايات المتحدة باستخدام طائرات بدون طيار لملاحقة مقاتلي القاعدة، لكن المالكي الذي تقول إنه يخطط للترشح لولاية ثالثة لم يتقدم بالطلب رسميا. وترى الصحيفة أن فكرة استخدام طائرات بدون طيار تثير تساؤلات حول تصريحات أوباما التي قال فيها إنه وضع "نهاية مسؤولة" للحرب، وتلقى الفكرة نفسها معارضة من داخل البيت الأبيض. وتنقل عن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي قولها "لم نتلق طلبا رسميا لعمل الطائرات بدون طيار فوق العراق، ولا نخطط لتحويل عملها إلى الأجواء العراقية".
وفي الوقت الحالي أرسلت الولايات المتحدة 75 صاروخ "هيلفاير" تم شحنها الأسبوع الماضي، ويتم تثبيت الصواريخ تحت جناح المقاتلات الحربية، وتطلق بمساعدة من السي أي إيه التي توفر المعلومات عن الأهداف. وتخطط الإدارة لبيع العراق 10 طائرات بدون طيار صغيرة الحجم لجمع المعلومات، وهي أقل حجما من تلك التي كانت تحلق فوق العراق أثناء الوجود الأمريكي فيه. ويتوقع تسليمها في آذار/ مارس المقبل.
ويقول الأمريكيون إنهم رسموا مناطق وجود شبكة القاعدة في العراق ويتشاركون في المعلومات مع الحكومة العراقية. ويحتاج العراق إلى سلاح جو فاعل كي يكون قادرا على مواجهة القاعدة، ولا يزال موضوع إعارة العراق مجموعة من طائرات أباتشي يناقش في الكونغرس. وفي الوقت الحالي تسيطر القاعدة على مناطق واسعة من الموصل. وتنقل الصحيفة عن موظف حكومي في بعقوبة قوله إن سياسات المالكي الطائفية تقف وراء عودة القاعدة.