تسود في
الصحافة المصرية حاليا موجة ملحوظة من إبداء الإعجاب بقائد الانقلاب وزير الدفاع عبد الفتاح
السيسي، وتملقه إلى درجة غير مسبوقة في "النفاق"، تناشده النزول على "رغبة الشعب" في ترشحه للرئاسة، في وقت حذر فيه كتاب آخرون من "مغبة التزلف والنفاق"، واعتبروه خطيرا على السيسي نفسه.
وعبّرت بعض الصحف المحلية ببعض العبارات، مثل "أنت قريب إلى الله.. كلامك أوامر.. منّ الله علينا بك.. أنت مصدر ثقتنا، ومبعث فخرنا، ومحقق أحلامنا.. أنت منحة من الله للحفاظ علي أمن مصر، وشعبها".
وفي المقابل، حذر فريق آخر من حملة "النفاق" هذه، وهاجمها، وحذر من مخاطرها، ومن أي "محاولات حمقاء" لصناعة ديكتاتور، أو التبشير بالسيسي كأنه دين جديد، أو "إله يجب أن نعبده"، بحسب تعبيرات أحد الكتاب.
ويقول بعض المتابعون إنه "لا يكاد يخلو يوم في الصحافة المصرية من وجود كلا الفريقين، وكلتا الرسالتين، على صفحاتها".
وفي عدد الاثنين، عبر الكاتب الصحفي مصطفى بكري في صحيفة "الأسبوع" مخاطبا السيسي: "اعقلها وتوكل يا سيادة الفريق". مضيفا "أدرك أنك زاهد، وعفيف النفس.. أعرف ويعرف المصريون جميعًا، أنك لم تسع إلى منصب، ولا إلى أي من ملذات الدنيا.. فأنت قريب إلى الله، وتقتدي بسيرة الرسول وصحبه في الزهد".
وبعد هذه المقدمة خاطبه بالقول: "أيها المقاتل الجسور، نناشدك..ثق يا سيادة الفريق أول السيسي، أن شعب مصر العظيم عندما يعطيك ثقته، وقد منحها لك، فهو يقول إنه سيكون شريكك في المسؤولية.. كلامك أوامر، لأننا نثق بك.. الناس يدركون إخلاصك ووطنيتك.. لقد منّ الله علينا بك يا سيادة الفريق أول لتعيد لهذا الوطن مجده بعد طول انكسار.. ثق أننا سنتحمل معك شظف العيش، وسنصطف في صفوف متراصة لنخوض معك المعارك الواحدة تلو الأخرى".
ومن جهته اختار الكاتب الصحفي جلال السيد لمقاله بجريدة "الأخبار" في عددها، الإثنين، عنوانا يقول فيه إن "السيسي منحة من الله لشعب مصر".
وأضاف الكاتب "وجدناك بقلب وطني تحطم أسطورة المعونة الأمريكية واحتكارها لتوريد السلاح، ففتحت بقوة الباب لكي تتعاون روسيا معنا في تنويع السلاح.. أياد بيضاء قدمتها للشعب المصري الذي وجد فيك الأمل والرجاء في قيادة مصر لكي تبنيها من جديد.. بعد كل هذا هل سترفض لـ90 مليون مواطن رجاء أن تكون رئيسنا".
في المقابل كتب الصحفي محمود مسلم مقالا، الاثنين، تحت عنوان "ارهاب السيسى وابتزازه" في جريدة "الوطن"، تناول الكاتب فيه ترشح السيسي للرئاسة من زاوية مختلفة، محذرا في الوقت ذاته من أن "الفريق السيسي يتعرض لإرهاب، وابتزاز".. موضحا "بدأت عملية ابتزاز وإرهاب السيسى من قِبل شباب سرقوا ثورة يناير، والآن يفرضون شروطهم، برغم أن الشعب، وفي قلبه الشباب قد قال كلمته.. ومع ذلك يخرج أعداء ثورة 30 يونيو «الإخوان» وتجار ثورة 25 يناير «بعض الشباب» ليروّجوا فرية العزوف، وتصدقهم الحكومة «الخايبة»، وتدللهم لتؤكد من جديد أنها ليست حكومة ثورة 30 يونيو، ولا الدولة المصرية.. وليؤكدوا أنه لا أمل في استعادة الدولة إلا في «السيسى» الذي يتعرض الآن لأكبر عملية نصب وابتزاز وإرهاب باسم الشباب".
"محاولات حمقاء لاستنساخ ناصر أو صناعة ديكتاتور!" عنوان لمقال طارق الغزالي حرب في جريدة "المصري اليوم"، تنبأ فيها بأن "انتهاك هذا الدستور الذي استفتي عليه يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين على وشك البدء إن لم يكن قد بدأ بالفعل.. ليستقيل السيسى من منصبه العسكرى، ويقدم برنامجه السياسى وأفكاره، ونرى من سيكونون مستشاروه وبطانته واختياراته، ودعوا الشعب يحكم، إلا إذا كنتم تريدون صناعة ديكتاتور لن يقود حكمه إلا إلى الخراب كما يخبرنا التاريخ على مر العصور".
وتساءل محمد فتحي في جريدة "الوطن"، الإثنين، في مقاله تحت عنوان "ماذا سيفعل «السيسى» مع منافقيه؟"، منتقدا ممارسة بعض مؤيدي السيسي "عنفاً لفظياً حيث لا يطيق كلمة على الرجل حتى لو فهمها خطأ، ويعتبر نقده خيانة وعمالة أو موالاة للإخوان، حتى لو جاء من أعداء حقيقيين للإخوان".
وأضاف فتحي أن "بعضهم يمارسون إقصاء أشد من هذا الذي مارسه الإخوان، مراعين أن يكون الصوت الواحد هو الغالب على اعتبار أنها حرب حقيقية، وبعضهم يمارس تبشيراً بالرجل كأنه دين جديد أو إله يجب أن نعبده لدرجة تدعو آخرين للكفر".
ونشرت صفحة منسوبة للشؤون المعنوية الأحد على الفيس بوك صورة للسيسى معها الآية الكريمة: "وهزم الأحزاب وحده".