عادت قيادات من حركة "
فتح" التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مساء الثلاثاء إلى قطاع
غزة، لأول مرة منذ أحداث الانقسام الفلسطيني في حزيران/ يونيو 2007.
ووصل النائبان عن حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني، ماجد أبو شمالة وعلاء ياغي، بالإضافة لعضو المجلس الثوري للحركة سفيان أبو زايدة عبر معبر بيت حانون (إيريز) شمال قطاع غـزة مساء الثلاثاء.
وكان مكتب النائب أبو شمالة أعلن في تصريح صحفي سابق، أن عودته تأتي عقب سماح الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة لقيادات وعناصر فتح بالعودة.
وأوضح أبو شمالة أنه سيبقى في قطاع غزة لمدة عشرة أيام، للقاء أفراد عائلته وأصدقائه وقيادات وعناصر حركة فتح.
ومن جانبه، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح سفيان أبو زايدة، إن زيارته لقطاع غزة الثلاثاء، جاءت تنفيذاً لمبادرة رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية.
وأضاف على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "غزة يا نقطة ضعفي و يا وجعي الدائم سأكون على موعد معك اليوم".
وأكد أبو زايدة الذي خرج من قطاع غزة إثر أحداث 2007 أن هذه القرارات خطوة في الاتجاه الصحيح، وطالب بإتباعها بخطوات أخرى في نفس الاتجاه.
ودعا أبناء فتح ممن يعنيهم الأمر إلى عدم تفويت الفرصة والعودة إلى القطاع، مشيراً إلى أن الثقة بين حركتي
حماس وفتح "قد تحطمت بالتراكم، وأن إعادة بنائها تكون أيضا بالتراكم".
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، أعلن في 6 كانون ثاني/ يناير الجاري، عدة قرارات قال إنها مقدمة لرأب الصدع الداخلي وتحقيق المصالحة، من أبرزها السماح لأبناء حركة فتح الذين خرجوا من قطاع غزة إثر الأحداث الداخلية عام 2007 بالعودة إليه، وإطلاق سراح معتقلين سياسيين، والسماح لنواب من "فتح" بزيارة ذويهم في غزة.
وفي صيف حزيران/ يونيو 2007 اندلعت اشتباكات دامية بين حركتي فتح وحماس، وانتهت بسيطرة الأخيرة على القطاع.
وبدورها رحبت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة على لسان الناطق باسمها بعودة قيادات حركة فتح.
وقال إيهاب الغصين الناطق باسم الحكومة في تصريحات نقلتها وكالة الرأي الحكومية في غزة إن حكومته "ترحب بعودة كلٍّ من عضو المجلس الثوري لحركة فتح سفيان أبو زايدة، والنائبين ماجد أبو شمالة وعلاء ياغي".
وأضاف: "غزّة أرضهم ووطنهم، فأهلاً بهم بين أبناء شعبهم، آملين أن تكلّل هذه الخطوة الإيجابية بخطوات أخرى تعبّر عن نيّة فتح الجدية بطيّ صفحة الانقسام".
وأوضح أن حكومته ماضية في إطلاق عدد من المبادرات المحرّكة لعجلة المصالحة الوطنية الفلسطينية، مطالباً في ذات الوقت حركة فتح بتلقّف هذه المبادرات والتعامل معها بإيجابية.
وطالب الغصين الحكومة الفلسطينية في
رام الله بالبدء في خطوات المصالحة، أهمها الإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، نافياً وجود أي فرد من حركة فتح على خلفية سياسية في سجون قطاع غزة.
وسبق أن توصلت "فتح" و"حماس" لاتفاقيتين للمصالحة، الأولى في أيار/ مايو 2011 برعاية مصرية، والثانية في شباط/ فبراير 2012، برعاية قطرية. وإلى اليوم ما زالت المصالحة تراوح مكانهارغم المبادرات المتتالية التي تصدر عن الحكومة الفلسطينية في غزة، في حين أن الأطراف الأخرى تحكمها ضغوط خارجية وتنسيق لا ينقطع مع الاحتلال واعتبارات أخرى، بحسب محللين ومراقبين.