يرى
الإسرائيليون أن وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري يستعمل الآن تكتيك التخويف والتهديد الذي استعمله وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر في سبعينيات القرن الماضي ليضغط على إسرائيل لتنسحب من سيناء برغم اختلاف الظروف الإقليمية والدولية اليوم عما كانت عليه في ذلك الوقت.
ويقول الكاتب الإسرائيلي أبراهام بن تسفي أنه وبرغم الفرق السياسي والإيديولوجي العميق بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وهنري كيسنجر الذي تولى هذا المنصب قبل أربعة عقود، فإن تناول كيري الأخير لخطر سلب الشرعية الدولي الذي يواجه إسرائيل مستمد مباشرة من كيسنجر كثير الدسائس والتلاعب.
كما يشير تسفي في مقاله المنشور في صحيفة "إسرائيل اليوم" إلى أنه وبرغم الاختلاف الواضح في الظروف الإقليمية منذ تلك الأيام السيئة في تاريخ الحلف الأمريكي الإسرائيلي، بقي كيري مخلصا للتكتيك الذي يختبئ معه وراء تحليل "موضوعي" بادي الرأي لمكانة إسرائيل السياسية والإستراتيجية.
ويضيف "إن كيري مثل كيسنجر أيضا يريد أن يمنح الإجراءات التي يلاحظها وفي مركزها إجراء
المقاطعة، يريد أن يمنحها التعجيل والشرعية وأن يبقي إسرائيل مكشوفة مستهدفة في ذروة عملية المساومة الشديدة".
ففي عام 1975 فشلت جهود كيسنجر وتبين أن تنبؤاته المثيرة للقشعريرة عن "سير إسرائيل إلى فنائها مباشرة"، تبين أنها جوفاء، ويعمل كيري اليوم بخلاف كيسنجر في محيط دولي أشد عداءا لإسرائيل.
والى ذلك فانه في حين لم يكن ينوي وزير الخارجية الأمريكي في 1975 إلى أن يُشرك في خطة التسوية لاعبين آخرين، أصبح كيري يعمل في تنسيق كامل مع جهات دولية كالاتحاد الأوروبي هي من وجهة نظره أداة مريحة لاستعمال ضغط مباشر على إسرائيل.