خلال أقل من أسبوع واحد، اغتال مسلحون مجهولون 6 من أفراد
الشرطة في محافظة الشرقية أثناء عودتهم من عملهم، كان آخرهم أمين شرطة قتل الخميس الماضي بالقرب من مركز شرطة "كفر صقر".
وتم في كل الحوادث استهداف "الضحايا" بنفس الطريقة، عبر إطلاق نار من قبل مسلحين ملثمين يستقلون دراجة بخارية برصاصات في الرأس ثم يلوذون بالفرار قبل أن يتمكن أحد من ضبطهم أو معرفتهم هويتهم.
وأعلن مدير أمن الشرقية اللواء سامح الكيلاني حالة الاستنفار القصوى بجميع الأجهزة
الأمنية لضبط "الخلية الإرهابية" التي تستهدف رجال الشرطة بالمحافظة.
إضراب واتهامات بالتقاعس
ونظم المئات من أفراد الشرطة بمديرية أمن الشرقية السبت إضرابا عن العمل، للمطالبة بكشف غموض مقتل زملاءهم فى ظروف غامضة، وهددوا بغلق مراكز الشرطة بالمحافظة ومنع العمل بها لحين ضبط الجناة. وطالب الأفراد بإقالة وزير الداخلية الذي اتهموه بالتقاعس عن حمايتهم وعدم تسليحهم بشكل كاف.
وخلال جنازة أحد القتلى الأربعاء الماضي؛ رفض زملاؤه من أمناء وأفراد شرطة حضور مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الشرقية للجنازة.
وقال أفراد الشرطة المتجمهرون إنهم رفضوا حضور مساعد الوزير ومدير الأمن بسبب إهمال قيادات الداخلية في حماية أفراد الشرطة وعدم الاهتمام بأسر أفراد الشرطة الذين توفوا من قبل.
ووجه أعضاء نادي أفراد الشرطة بالشرقية انتقادات حادة لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، متهمين إياه بعدم الاهتمام بحياتهم. وقالت صفحة النادي على فيس بوك: "أين أنت يا وزير الداخلية من أفراد الشرطة بالشرقية بعد
اغتيال 6 منهم فى 3 أيام وبطريقة واحدة".
وطالب اللواء عادل رفعت، مساعد وزير الداخلية لشئون الأفراد، جميع رجال الشرطة بالتكاتف أمام هذه الحوادث "الإرهابية"، معترفا أن التسليح غير كاف لجميع افراد الشرطة.
وقال رفعت خلال مداخلة مع قناة "الحياة" الفضائية السبت أن الوزارة اتخذت اجراءات عاجلة لزيادة تسليح أفراد وأمناء الشرطة من خلال استيراد كميات من الاسلحة لتسليح جميع العناصر المعرضة للخطر، حسب قوله.
اعتقال الإخوان
وبينما لم تسفر التحقيقات حتى الآن عن اتهام أحد بقتلهم، ألقت أجهزة الأمنية بالشرقية القبض على طالب إخواني بعد اتهامه بنشر أسماء وصور وعناوين ضباط الشرطة بالمحافظة عبر فيس بوك، وأمرت النيابة بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.
كما ألقت أجهزة الأمن يوم الجمعة القبض على 11 من أعضاء الإخوان، بعد اتهامهم بالتورط في عمليات استهداف أفراد الشرطة بالشرقية.
وقالت مصادر أمنية رفيعة المستوى لصحيفة "اليوم السابع" إن استهداف أمناء الشرطة بالشرقية تمت جميعها بطريقة محترفة، وجميعهم تم قتلهم بطلقة واحدة في الرأس من سلاح واحد.
وتم تشكيل فريق بحث من من الأمن العام وجهاز الأمن الوطني لكشف غموض تلك الحوادث، لكن لم يتم التوصل إلى أي معلومة ذات قيمة حتى الآن.
الشرطة متوترة
ولم يتوقف استهداف رجال الشرطة في الشرقية عند هذا الحد، بل يقوم مجهولون بحرق السيارات الخاصة المملوكة لضباط الشرطة أثناء توقفها أسفل منازلهم.
وقال محمد فرج، أحد شهود العيان، إن رجال الشرطة في الحي الذي يقيم به يعانون من حالة من الخوف يبد تكرار حوادث الاعتداء عليهم وعلى سياراتهم، كما أصبح معظمهم لا يرتدون ملابسهم الرسمية بعد انتهاء وقت عملهم بقسم الشرطة.
وأكد فرج لـ"عربي 21"، أن أحد جيرانه وهو ضابط شرطة أصبح منذ عدة أسابيع متوترا للغاية ويمنع أبناءه من النزول للشارع تماما خوفا من تعرضهم للاعتداء، كما منع سيارة الشرطة التي كانت تقف دائما أسفل منزله من الانتظار قرب المنزل.
ويوم الخميس أيضا أُصيب السكان القريبين من مديرية أمن الشرقية بمدينة الزقازيق بحالة من الذعر بعد سماعهم إطلاق نار كثيف في محيط المديرية، تبين لاحقا أن إطلاق النار جرى خلال مطاردة الشرطة لشخص تخطى الحواجز الأمنية أمام المديرية وهو يستقل دراجة نارية، ما أسفر عن إصابة سيدتين تصادف وجودهما في المكان.
وقال مدير الأمن اللواء سامح الكيلاني إن شابا غير مسلح يستقل دراجة بخارية بدون لوحات معدنية عبر الحاجز الأمني الذي يحيط بالمبنى، فخشي أفراد الشرطة المكلفين بالتأمين أن يكون "إرهابيا"، فسارعوا بإطلاق النار عليه إلا أنه تمكن من الهرب.
ويقول مراقبون إن هذا الحادث يعكس حالة التوتر التي يعيشها رجال الشرطة في المحافظة وتجعلهم يطلقون النار على أي شخص يشبهون فيه.