علمت "عربي 21" أنه على الرغم من التفاؤل الذي عبر عنه مسؤولون في حكومة غزة وأعضاء في اللجنة المركزية لحركة "فتح" بشأن فرص إنجاز المصالحة، إلا أنه لم يحدث أي تقدم حقيقي يضمن تحقيق اختراق في هذا الشأن.
وأكد مصدر فلسطيني واسع الاطلاع لـ "عربي 21"، أن اللقاءات التي أجراها وفد اللجنة المركزية لحركة "فتح" مع قيادات حركة حماس خلال زيارته الحالية لقطاع غزة لم تسفر عن أي تفاهم حول الخطوات الضامنة لتحقيق المصالحة.
ونوه إلى أن أحد أهم معيقات تحقيق المصالحة تتمثل في رفض قيادة السلطة الفلسطينية تقديم التزام لحركة حماس، بعدم مواصلة استهداف قياداتها وعناصرها في الضفة الغربية، وهو ما حدا بقيادات كبيرة في الحركة في الضفة الغربية، إلى إعلان رفضها أي توجه لإبرام تفاهم مصالحة بدون تقديم هذا الالتزام.
وأوضح المصدر أن قيادة السلطة ترفض وقف التعاون الأمني مع سلطات الاحتلال، وهو ما يعني مواصلة تعرض نشطاء الحركة وقيادتها ونشطاء المقاومة بشكل عام لحملات الاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة.
وأكد أن أحد المشاكل التي تعترض تحقيق اختراق في جهود المصالحة تتمثل في الخلاف حول البرنامج السياسي الذي ستحتكم إليه الحكومة الفلسطينية التي ستشكل بعد تحقيق المصالحة.
وأشار المصدر إلى أن حركة حماس تخشى أن يوظف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أي اتفاق مصالحة في إضفاء شرعية على اتفاق تسوية مع "إسرائيل" يتضمن تنازلات كبيرة، منوهاً إلى أن قيادات في حركة حماس وقفت ملياً أمام التصريحات التي أدلت بها وزيرة القضاء "الإسرائيلي" تسيفي ليفني بالأمس (الأحد)، والتي أكدت أن السلطة الفلسطينية ستفاجئ الجميع وتعلن اعترافها بإسرائيل كدولة يهودية.
وأكد أن قيادة السلطة الفلسطينية ترفض تقديم أية التزامات بشأن الخطوط العامة لتوجهاتها إزاء حل الصراع، وهو ما يجعل حركة حماس تخشى أن يتم توظيفها كـ "شاهد زور" على الاتفاق.
ونوه المصدر إلى أن حركة حماس مستاءة جداً من رفض قيادة السلطة الرد بخطوات مماثلة على إجراءات بناء الثقة التي أقدمت عليها حكومة هنية، مثل السماح بعودة قيادات حركة "فتح" التي فرت من قطاع غزة في أعقاب الحسم العسكري في يونيو 2007، والذي قاد إلى سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.