وجه السفير السوري في الأردن بهجت سليمان في خاطرة نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" رسائل تهديد إلى الأمريكيين والأردنيين مشيراً إلى وجود مخطط لفتح الجبهة الجنوبية في
سوريا لإسقاط النظام.
واعتبر السفير أن المخطط يدفع المنطقة لهاوية "ستبتلع الجميع"، وتأتي تهديدات سليمان بعد أن نشرت صحيفة سورية خبراً يتهم
الاردن بالمساعدة في التخطيط لهجوم للمعارضة السورية من جنوب البلاد، وهو ما ردّت عليه صحيفة أردنية أمس معتبرة إياه "تزييفاً للواقع".
من جهته قال علي أبو السكر رئيس اللجنة الشعبية لمناصرة الشعب السوري إن السفير السوري في عمان لا يمارس عمله كسفير، لكنه أحد شبيحة النظام السوري في الأرن. وهو يمارس نفس الدور الذي يقوم به النظام السوري ضد شعبه الأعزل الذي طالب بالحرية.
وأضاف أبو السكر لـ"عربي 21" أن "بهجت سليمان مارس دور التشبيح من قبل على السيادة والمؤسسات الأردنية".
وذكر أنه كان يجب على الحكومة الأردنية أن تتعامل بما يليق بما صدر عن سليمان من قبل من تهديد ضد الأردن وتطاول على الشعب ومجلس النواب وعلى شخوص وقامات أردنية.
وأضاف أن الشعب الأردني يدرك دور هذا النظام في محاولة زعزعة الاستقرار في الأردن، وهي عمليات مكشوفة وتم التصدي لها لأكثر من مرة".
وقال إن "الأردن آمن ومستقر ولن يسمح الشعب الأردني لشبيحة النظام السوري أن يمسوه بأي سوء".
وقد تناقلت صحف عربية وعالمية أنباء عن قيام الأردن بفتح الجبهة الجنوبية من سوريا بمحاذاة الحدود الأردنية الشمالية وامدادها بالمقاتلين والسلاح.
فقد نقلت صحيفة السفير اللبنانية (مقربة من حزب الله) عن مصادر أن وزارة الخارجية الأميركية أبلغت معارضين سوريين، في باريس، أن قراراً سعودياً – أميركياً مشتركاً قد اتخذ بفتح الجبهة الجنوبية مجدداً، بعد أربعة أشهر على الهجوم الأخير لرتل من ألفي مقاتل قدموا من الأردن عبر البادية، ولم يتمكنوا من اختراق الغوطة الشرقية نحو دمشق، حسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن قرار المعركة أتى بعد زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني إلى واشنطن وقبيل توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الرياض في 22 آذار المقبل.
وتوقعت الصحيفة أن تحشد الأجهزة الأمنية الغربية مع "هيئة الأركان" الجديدة ما يقارب أربعة آلاف مقاتل تم تدريبهم وإعدادهم، بشكل أفضل من السابق، في معسكر عبدالله الثاني للقوات الخاصة في السلط.
من جهته يحاول وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف، بحسب مصادر عربية لصحيفة "السفير" وهو المشرف على العملية، اختبار "هيئة الأركان" الجديدة، وقيادة معركة قد تكون آخر المعارك ضد الجيش السوري، إذا لم تتوصل المعارضة إلى تحقيق الأهداف المرجوة منها.
وذكرت "السفير" أن الأميركيون والأردنيين يشرفون على تدريب ما يقارب من 200 إلى 250 مقاتلاً سورياً في تلك المعسكرات شهرياً.
وفي وقت سابق حذرت صحيفة "الثورة" السورية الأردن من "اللعب بالنار" في مسألة التصعيد على الجبهة الجنوبية السورية، متهمة إياه بالتنسيق مع الولايات المتحدة في أحداث تصعيد على هذه الجبهة بعد انتهاء الجولة الثانية من مفاوضات جنيف-2.
وجاء في افتتاحية الصحيفة، الخميس 20/2/2014، "يكثر الحديث عن الجبهات حسب تقسيمها الجغرافي، وتتصدر الجنوبية منها المشهد، بعد أن أشبعت بحثا في الكنف الملكي الأردني"، متهمة الأردن بالموافقة "على مشروع الطرح الأميركي... في تسخين الجبهات".
وحذرت من أن "من يلعب بالنار تحترق أصابعه، فكيف بمن يوقدها بأصابعه المشتعلة"؟
تصعيد الهجوم الإعلامي على الأردن قابله سلسلة من بيانات للجيش الأردني عن إحباط محاولات تسلل من وإلى الجانب السوري، حيث كثفت قوات الجيش الأردني من عملياتها الرقابية على الحدود السورية.
ومن جهة أخرى نشرت صحيفة محلية باقتضاب أن الاردن مستعد لكل الاحتمالات، في رد على ما يبدو على الهجوم الإعلامي السوري، وقال مصدر رسمي رفيع لصحيفة محلية أن الأردن رفض منذ بدايات الأزمة في سوريا التدخل في شؤونها الداخلية أو مناصرة طرف على حساب طرف آخر.
وأضاف المصدر في تصريح ليومية "الدستور" الأردنية، السبت، ردا على ما نشرته صحيفة الثورة السورية، الخميس، من تحذير للأردن من تهريب أسلحة أو تدريب مقاتلين مناوئين للنظام أن الأردن قادر على حماية حدوده ومنع أية عمليات تهريب من خلالها كما أنه مستعد لأسوأ الاحتمالات وجاهز للدفاع عن أمن الأراضي الأردنية والقاطنين عليها.
وذكر المصدر للصحيفة أن "الأردن أوسع صدرا من الرد على افتراءات الصحف التي تحاول التشكيك بمواقفه، ولا ينظر بجدية لتلك التهديدات الصادرة عن مراكز تعلم جيدا أن الأردن دولة متينة ومحصنة بجبهتها الداخلية وأجهزتها الأمنية وجيشها الباسل".