قتل ثلاثة من
المسلمين في بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى، الثلاثاء، في هجوم شنه مسلحون يشتبه أنهم ينتمون إلى ملشيات "أنتي- بالاكا" ذات الأغلبية المسيحية، بحسب شهود عيان.
وأفاد شهود أن الحادثة وقعت في حيّ "كوكورو" بالدائرة الثالثة بالعاصمة بانغي، عندما داهمت المجموعة الحيّ، وأطلقت النار، ما أسفر عن مقتل شقيقين وشاب آخر كان يقف على مقربة منهما.
لكن زعماء الميلشيات المسيحية جنوب غربي العاصمة، نفوا مسؤوليتهم عن تلك الحادثة، واتهموا "شباب الحيّ الغاضب" بأنهم هم من ارتكبوا هذه الجريمة.
وتعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها التي تضرب منطقة "الكيلومتر 5" بالدائرة الثالثة، آخر مكان يتواجد فيه المسلمون في العاصمة بانغي، وذلك بعد أن طردوا واضطهدوا من الدوائر السبع الأخرى.
وتأتي الحادثة، بحسب مراقبين، في خضمّ التوتّر الذي يسود عاصمة أفريقيا الوسطى منذ فترة بين مسلمين ومسيحيين، ولا سيما أنّ قوات حفظ السلام الأفريقية أو الفرنسية غالبا ما تصل متأخّرة لمنع الاعتداءات، تماما كما حدث الإثنين، حيث لم تتمكّن القوات البوروندية من منع الجريمة لوصولها بعد سقوط الضحايا الثلاثة.
ويتواجد حاليا في البلاد، التي تجتاحها موجة من أعمال العنف والقتل الطائفي منذ أشهر، نحو 1600 جندي فرنسي، بالإضافة إلى ستة آلاف جندي من قوات حفظ السلام الأفريقية، وكثيرا ما يتهمهم المسلمون بالفشل في نزع سلاح ميليشيات "انتي- بالاكا" التابعة لمتشددين مسيحيين.
ويواصل المسلمون الفرار من منازلهم في بانغي، ومختلف أنحاء البلاد إثر تصاعد الهجمات الطائفية، حيث زاد استهداف الأقلية المسلمة منذ تنصيب "كاثرين سامبا-بانزا" المسيحية، رئيسة مؤقتة جديدة للبلاد الشهر الماضي، خلفا لـ "ميشال دجوتوديا"، أول رئيس مسلم للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، الذي استقال من منصبه بفعل ضغوط دولية وإقليمية.
ودمرت العديد من المساجد في بانغي، ونهبت العشرات من منازل المسلمين، وقتل الكثيرون منهم وأحرقت جثثهم في الشوارع بعد التمثيل بها، إذ يتهمهم المسيحيون، بدعم مسلحي "سيليكا" المسلمة.
ولجأت الأغلبية المسيحية إلى العنف، ما أفضى إلى تصاعد التوترات الطائفية، وتطور الأمر إلى اعتداءات طائفية من مسيحيين على مسلمين، شارك فيها مسلحون متشددون ما أسقط مئات القتلى، وفقا لتقديرات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ومن جهتها حذرت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، الثلاثاء، من المخاطر المحدقة بحياة المسلمين المحاصرين على أيدي ميليشيات "
أنتي بالاكا" المسيحية في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، في بيان لها صدر، الثلاثاء، أن "غالبية المدنيين المسلمين يخضعون لحصار مشدد في نحو 18 موقعا مختلفا في شمال غرب وجنوب شرق أفريقيا الوسطى، بما في ذلك العاصمة بانغي".
وجددت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين مناشدتها جميع العناصر المسلحة في جماعة "أنتي بالاكا" المسيحية، "وقف الهجمات العشوائية ضد هؤلاء المدنيين"، ودعت إلى "ضرورة الإسراع بنشر مزيد من القوات الدولية في إفريقيا الوسطى لضمان حماية المحاصرين المسلمين".