عرض الرئيس
الإسرائيلي شمعون بيريس، الجمعة، عددا من الصور تظهره وهو يتقمص شخصيات غير حقيقية للتخفي خلال لقاءاته السرية مع الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال في عمان، قبل أكثر من 40 عاما.
وقد عرض بيريس على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الصور بمناسبة حلول عيد "البوريم" اليهودي، وهو العيد الذي يعتبر التخفي والظهور بغير السمت الحقيقي، وهو أحد مظاهر احتفال اليهود به.
وكان غرض التخفي هو عدم إحراج الحسين والنظام الأردني، حيث أن اللقاءات كانت تتم في الوقت الذي كان الأردن من ناحية رسمية في حالة عداء وحرب مع إسرائيل، ولم تكن ثمة علاقات دبلوماسية بين الجانبين.
وقد زخرت مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل بالصور التي توثق أنماط التخفي التي كان يتبعها بيريس في لقاءاته مع الحسين.
وقد كتب بيريس في صفحته: "ليس فقط في البوريم يمكن التخفي، هكذا كنت أتخفى في مطلع السبعينات من القرن الماضي عندما كنت أصل عمان للقاء ملك الأردن الحسين قبل أن يتم التوقيع على اتفاقية السلام بيننا".
وعلى الرغم من أن اللقاءات بين بيريس والملك الحسين كانت تتم قبل فترة السبعينات، إلا أنه اختار نشر آليات التخفي التي كان يتبعها خلال زيارته العاصمة الأردنية عمان للقاء الملك، حيث كان يشغل وقتها منصب وزير للدفاع في حكومة إسحاق رابين الأولى 1974-1977.
وقد كانت أشهر لقاءات بيريس السرية مع حسين عام 1987، عندما كان بيريس يشغل منصب وزير الخارجية في حكومة إسحاق شامير، حيث هدفت اللقاءات بشكل خاص إلى التوصل لاتفاق "سلام".
وقد فشلت هذه اللقاءات بسبب تعنت اسحق شامير الذي رفض منح بيريس تفويضاً لمواصلة اللقاءات مع حسين.
ويذكر أن الجنرال أهارون ليبران نائب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية خلال حرب 1973 قد كشف النقاب عن أن الملك حسين دأب على توجيه إنذارات لإسرائيل بشأن نوايا واستعدادات كل من مصر وسوريا العسكرية عشية الحرب.
وفي مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" بتاريخ 10-9-2013، ذكر ليبران أن الملك حسين قدم إنذارات بشأن نوايا سوريا ومصر الحربية ثلاث مرات على الأقل في الأشهر: مايو ويوليو وسبتمبر من العام 73.
وأشار ليبران إلى أنه في اللقاء السري الذي جمع الملك حسين برئيس وزراء إسرائيل غولدا مائير في 25 أيلول/ سبتمبر 1973، والذي حضره ليبران شخصيا، قام الملك حسين بإبلاغ مائير بأن الجيش السوري وضع في حال تأهب قصوى، حيث استخدم الملك مصطلح "Prejump position".
وأضاف ليبران أنه قام مع رئيس الموساد تسفي زمير بإطلاع الملك حسين على مجريات الأمور خلال الحرب.
وأكد ليبران إن الملك حسين دخل الحرب بشكل ظاهري وبالتنسيق مع إسرائيل، حيث إنه قام بإرسال لواء المدرعات 40 لمساعدة السوريين فقط بعد ستة أيام من اندلاع الحرب، كما أنه أرسل لواء المدرعات 60 للسوريين عندما أوشكت الحرب على الانتهاء.
من ناحيتها كشفت الدكتورة أوريت كيتف الباحثة في جامعة "بار إيلان" الإسرائيلية النقاب عن إن اللقاء الذي جمع الملك حسين ومائير والذي قام خلاله حسين بتزويد إسرائيل بمعلومات حول نوايا الحرب العربية تم في وسط إسرائيل، بإحدى مقرات الأجهزة الاستخبارية.
وفي مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" بتاريخ 15-9-2013، نوهت كيتف إلى أن اللقاء بين حسين ومائير كان تاريخيا، وتم بمبادرة شخصية من الملك، الذي جاء قبل أيام من اندلاع الحرب لتحذير إسرائيل من أن فشل مبادرة روجرز دفع القيادتين المصرية والسورية لاتخاذ القرار بشن الحرب.
وحسب كيتف، فإن الملك حسين قد أبلغ مائير بأن هدف مصر وسوريا من الحرب هو استعادة الأراضي التي احتلت عام 1967، مشيرة إلى أن حسين أبلغ مائير إنه التقى قبل أسبوعين بكل من الرئيس المصري أنور السادات، والرئيس السوري حافظ الأسد، الذان أبلغاه أن صبرهما نفذ بسبب تعنت إسرائيل وأنهما قررا فتح حرب ضد إسرائيل على جبهتين.
وذكرت كيتف أن الملك حسين أبلغ مائير بأنه رفض عرضا من السادات والأسد بالانضمام لهما في الحرب، مشيرة إلى أن الملك حسين قدم معلومات تفصيلية عن الاستعدادات المصرية والسورية، وقدم تفاصيل كبيرة حول انتشار سلاحي المدرعات والجو السوري.
وأوضحت كيتف إن الملك حسين حاول الاطمئنان على مدى استعداد إسرائيل للحرب.