يسود قلق لدى المنظمين قبل يومين من انعقاد
القمة العربية الخامسة والعشرين في
الكويت من مستوى التمثيل.
وعلى رغم تصريح وزير الإعلام الكويتي سلمان الصباح بأن 13 رئيس دولة أكدوا حضورهم، بالإضافة إلى رئيس القمة أمير الكويت صباح الأحمد، فإن إعلان دولة الامارات ترؤس حاكم الفجيرة الشيخ حمد الشرقي وفدها إلى القمة، وترجيح اعتذار عدد من القادة عن الحضور، واختيار دول اخرى تمثيلاً منخفضاً، قد يؤثر في مستوى النتائج والقرارات.
وكشف مصدر دبلوماسي خليجي مطلع عدم وجود أي مبادرة لوساطة كويتية حتى الآن بشأن الخلاف بين
السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى، والذي أدى إلى سحب سفراء الدول الثلاث من الدوحة قبل أسبوعين. وفق صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.
واستبعد المصدر أن تشهد القمة العربية وساطة كويتية بين دول الخليج المعنية، مشيرا إلى أن هناك اتجاها لإبعاد
الأزمة الخليجية عن قمة الكويت، ووجود رغبة في حل الأزمة ضمن الإطار الخليجي - الخليجي. وتوقع المصدر أن تنطلق آلية الوساطة الكويتية بعد الانتهاء من القمة العربية نهاية الأسبوع الحالي.
وذكرت مصادر أنه مع استبعاد تضمن جدول أعمال القمة بنداً بشأن الخلافات الخليجية، إلا أن حضور أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني مترئساً وفد بلاده ولقائه أمير الكويت، قد يفتح المجال أمام تخفيف حدة الخلافات بين بعض الدول الخليجية خلال الاجتماعات الثنائية.
وذكرت مصادر عربية أن الخلاف القطري الخليجي سيعالج في إطار مجلس التعاون، وأن القضايا المدرجة على القمة لن تتأثر بهذا الخلاف.
ويرى الوزير والنائب الأردني السابق ممدوح العبادي إن عقد مؤتمر القمة العربي في الكويت، هو "إنجاز كبير" في ظل تفاقم الخلافات العربية ـ العربية، وغياب عدد من قادة الدول بسبب الأزمات في بلادهم أو مرضهم، إلا أنها لن تستطيع إيجاد "حلول جدية" للأزمات التي تشهدها مختلف الدول العربية.
وأضاف لـ"عربي21" أنه "كان في السابق يعقد مؤتمر القمة والأمة منقسمة إلى محورين ولكننا الآن نشهد محاور كثيرة".
وتابع العبادي إنه لأول مرة يأتي مؤتمر القمة والخليج منقسم على نفسه.
وأشار أن الموقف العربي منقسم حيال الكثير من القضايا بدءا بما يحدث في سوريا فمنهم مع الأسد والبعض الآخر ضد بقاء بشار الأسد في السلطة. وكذلك المحور الفلسطيني مختلف ما بين رام الله وغزة، وشمال أفريقيا مختلف فيما بينهم.
وبالنسبة لتوقعاته بشأن قرارات القمة، قال العبادي إن مؤتمر القمة "لن يخرج بأي شيء جديد، وأتمنى أن نبقى على حالنا ولا نرتد للأسوء".
وطالب العبادي مؤتمر القمة برفض مقترحات كيري بشأن خطة الإطار ويهودية الدولة، وأن تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعرب.
وتجدر الإشارة إلى أن التباين بين دول المجلس التعاون الخليجي إزاء الوضع المصري أدى إلى قيام السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر مؤخرا.
وتقاطعت المصادر حول مسألة حسم تمثيل مقعد سوريا الشاغر، فبينما رأت مصادر عربية أن يرحل الحسم إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، توقعت مصادر أخرى أن تحسم قمة الكويت المسألة وتقرر من سيمثل سوريا في جامعة الدول العربية، خاصة أن الجامعة قررت تعليق عضوية سوريا منذ اندلاع الثورة السورية قبل ثلاثة أعوام.
وفيما يعارض كل من العراق والجزائر ولبنان تسليم المقعد للائتلاف، تؤيد السعودية وقطر والسودان والكويت تسليمه.
وكان أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، قال يوم الجمعة الماضي أن مقعد سوريا "سيبقى شاغرا" في القمة، إلا أنه أوضح أن رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا تمت دعوته لإلقاء كلمة خلال أعمال القمة "باعتباره ممثلا شرعيا ومحاورا أساسيا مع جامعة الدول العربية كما أقر ذلك مجلس الجامعة على مستوى القمة وعلى المستوى الوزاري".
اللافت أن دولا مثل مصر والمغرب والأردن وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة واليمن وغيرها التزمت الصمت ولم تدل بدلوها، الأمر الذي دفع بن حلي نائب الامين العام للجامعة باللجوء الى حل “هروبي” أي ترحيل هذه المسألة إلى اجتماع الزعماء.