تعكف "
إسرائيل" على شن حملة دعائية كبيرة ضد وسائل الإعلام ومناهج التعليم
الفلسطينية، عبر إبراز "مظاهر تحريضها على إسرائيل واليهود".
وقال يوسي كابروفرسير، مدير عام وزارة الشؤون الاستخبارية والعلاقات الدولية، إن طاقماً متخصصاً من وزارته يقوم برصد يومي وعلى مدار الساعة لما تبثه وسائل الإعلام، وضمنها مواقع الإنترنت وحصر "المواد التحريضية" وترجمتها وإطلاع ممثلي دول العالم عليها.
ونقل موقع "إسرائيل بلاس" اليوم الخميس عن كابروفرسير قوله، إن وزارته تعرض "المواد التحريضية" على سفارات الدول الممثلة في تل أبيب، علاوة على أنه يتم إرسالها إلى قادة الإدارة وأعضاء الكونغرس، إلى جانب اطلاع كبار المعلقين والصحافيين في العالم على فحواها.
وأضاف كابروفرسير أن اهتمام وزارته يشمل رصد محتوى مناهج التعليم والأنشطة اللامنهجية التي تقدم في المدارس الفلسطينية، مشيراً إلى أن وزارته ترصد أيضاً ما تتضمنه المهرجانات والفعاليات التي تنظمها الفصائل الفلسطينية، من باب إبراز مكامن التحريض الذي تنطوي عليه الخطابات التي تلقى فيها.
ونوه كابروفرسير إلى أن فريقه يقوم بترجمة كلمات الأغاني والأناشيد التي تبثها وسائل الإعلام الفلسطينية، سيما تلك التي تدعو إلى عمليات التفجير التي تستهدف اليهود.
وكان وزير الحرب موشيه يعلون، هو من قرر تدشين مشروع "مؤشر التحريض"، الذي يعنى برصد مظاهر التحريض الفلسطيني ضد "إسرائيل".
ويذكر أن لجنة الموازنة في مجلس الشيوخ الأمريكي قد صادقت على مشروع قانون يربط بين تواصل المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية وبين وقف التحريض ضد "إسرائيل".
وأكد يوفال شطاينتس، وزير الاستخبارات والعلاقات الدولية "الإسرائيلي"، أنه هو الذي نجح في إقناع أعضاء الكونغرس بإصدار هذا القانون، مشيراً إلى أنه تفاهم مع الكونغرس على تشكيل طاقم لمراقبة وسائل الإعلام الفلسطينية وعرض تقرير كل شهرين عن مضامين التحريض في الإعلام والنظام التعليمي الفلسطيني.
من ناحيته، اعتبر المعلق عكيفا إلدار اهتمام الحكومة "الإسرائيلية" بمظاهر التحريض الفلسطيني مؤشراً يعكس "النفاق وازدواجية المعايير".
وفي مقال نشره صباح الخميس، في النسخة العبرية لموقع "مونتور"، استهجن إلدار أن تركز "إسرائيل" على التحريض الفلسطيني في الوقت الذي تشجع فيه على الإرهاب من خلال العفو عن الإرهابيين اليهود الذين قتلوا فلسطينيين لمجرد أنهم عرب.
وأعاد إلدار للأذهان حقيقة أن "إسرائيل" أصدرت عفواً عن أعضاء التنظيم الإرهابي اليهودي الذي قام بتفخيخ سيارات رؤساء بلدات فلسطينية عام 1984، ما أسفر عن إصابة اثنين منهم بإعاقات دائمة.
وأضاف إلدار أن جندياً يهودياً قام بقتل أربعة فتيان فلسطينيين لا ينظر إليه في "إسرائيل" على أنه "إرهابي"، ويرفض الجهاز القضائي إبقاءه في السجن لآخر عمره، كما يفعل بفلسطينيين يرتكبون "جرائم" أقل من ذلك بكثير.
وأشار إلدار إلى أن كلاً من رئيس الدولة شمعون بيريس ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لم يشاركا فقط في تشييع جثمان مئير هارتصيون منفذ مجزرة قبية 1953، بل إنهما طالبا الشباب اليهودي باقتفاء أثره.
ونوه إلدار إلى أن واحدة من الجرائم التي ارتكبها هارتصيون، تمثلت في قيامه بقتل عدد من الفتية البدو في مطلع ستينيات القرن الماضي انتقاماً لمقتل أخته في عملية للمقاومة الفلسطينية، منوهاً إلى أن أرئيل شارون، الذي كان القائد المباشر لهارتصيون رفض أن يتم اعتقاله ولو ليوم واحد.