لقي أكثر من 40 عنصراً من الثوار حتفهم بانفجار سيارة مفخخة حضروها في محاولة لفك الحصار عن مدينة حمص، في حادثٍ هو الأسوأ لدى مقاتلي المعارضة السورية، من حيث الخسائر بدون قتال.
وأفادت مصادر ميدانية في مدينة حمص الأحد بأن انفجارا وقع في المدينة المحاصرة منذ قرابة العامين، أودى بحياة العشرات من الثوار وقيادات في
الجيش الحر والكتائب الإسلامية.
وأكد ناشطون أن الانفجار "حدث أثناء محاولة مجموعة مؤلفة من 50 عنصرا القيام بعملية لفك الحصار عن المنطقة المتواجدين فيها بتفخيخ سيارة وتفجيرها، إلا أن السيارة انفجرت بالمجموعة وأدت إلى انهيار ثلاثة أبنية ومقتل من كان في المكان".
ونفى ناشطون معارضون من حمص أن يكون التفجير ناجما عن كمين لقوات النظام، فيما عرف من القتلى قائد المجلس العسكري في المدينة خالد عبد القادر جمعة وقائد كتيبة "المرابطون" إياد غازي زغيب.
من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني، بأنه "استشهد ما لا يقل عن 13 مقاتلا من الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة، بينهم اثنان من قادة الكتائب، إثر انفجار عربة في أحياء حمص المحاصرة في سوق الدجاج الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة".
وأوضح أن "عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات المفقودين وأشلاء لشهداء في منطقة الانفجار".
براميل متفجرة على حلب ودرعا وأرياف حماة واللاذقية ودمشق
وفي سياق متصل، اشتد القصف الذي تقوم به قوات النظام السوري، ضد المناطق الرئيسية للمعارضة، حيث أمطرت بالبراميل المتفجرة والصواريخ كلا من حلب ودرعا وريفي اللاذقية ودمشق، ولا سيما المليحة التي لم ينجح النظام في اقتحامها حتى الآن، مع تقدم للثوار في حماة، وقصف قام به الجيش السوري الحر لقيادة الأركان ومركز للشبيحة، في ساحة الأمويين وسط العاصمة.
وقتل خمسة أشخاص وجرح عشرات نتيجة قصف بالبراميل المتفجرة على حي الشعار في مدينة حلب، وألقت ثلاث طائرات حربية تسعة براميل متفجرة على بلدة عندان في ريف حلب، ما أدى إلى سقوط أربعة قتلى وعدد من الجرحى، كما ألقت الطائرات الحربية براميل متفجرة على دوار الجزماتي وأحياء هنانو والمدينة الصناعية والميَسّر في مدينة حلب، وبلدات دارة عزة وإعزاز وتل جبين ودوير الزيتون في ريف حلب، وهو ما أسفر عن دمار واسع في الأحياء السكنية.
وتشهد حلب وريفها حملة قصف بالطيران الحربي تستهدف الأحياء والبلدات الخارجة عن سيطرة النظام.
وفي درعا قال ناشطون إن سلاح الجو السوري ألقى براميل متفجرة على حي طريق السد بدرعا صباح الأحد، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة آخرين بجروح.
وتتعرض مدينة درعا لقصف عنيف في الأيام الأخيرة بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على حواجز الصوامع وسجن غرز المركزي واقترابهم من المنشية، وهي الحي الوحيد الذي تسيطر عليه قوات النظام في درعا.
وفي ريف حماة، أعلن مركز حماة الإعلامي أن الجيش السوري الحر سيطر على حاجزين للنظام، هما حاجز العمية بالريف الشرقي وحاجز الجلمة بالريف الشمالي الغربي. وأسفر ذلك عن مقتل أكثر من 15 فردا من قوات النظام وتدمير عدد من الآليات.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي على حواجز الشيلوط وجسر شيزر والقرامطة والجديدة، مع سعي قوات المعارضة للتخفيف عن جبهة مدينة مورك التي تتصدر واجهة الأحداث العسكرية منذ شهرين.
وشهدت مورك تجددا للاشتباكات العنيفة على مشارفها بين مسلحي المعارضة وقوات النظام، وبخاصة على الجهة الجنوبية في ظل قصف عنيف تتعرض له المدينة.
وقال مركز حماة الإعلامي، إن قوات النظام قصفت بالقنابل العنقودية قريتي المهاجرين وقبر فضة في سهل الغاب بريف حماة، ما أسفر عن دمار كبير. كما أن مدينتي كفرزيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي، تعرضتا لقصف صاروخي ومدفعي عنيف في ساعات الصباح الأولى.
وتحدث المركز عن تجدد القصف الصاروخي من مطار حماة العسكري باتجاه بلدات عدة في ريف حماة. وشنت قوات النظام حملة اعتقالات عشوائية طالت عددا من المدنيين إثر مداهمتها حي وادي الحوارنة وأحياء أخرى في المدينة.
وفي إدلب استهدف الطيران الحربي بلدة معرة مصرين في الريف الشمالي، وقرية الصالحية شمال مدينة خان شيخون بالريف الجنوبي، في حين ألقت مروحية برميلا متفجرا على بلدة ربيعة في جبل التركمان بريف اللاذقية.
وفي ريف دمشق، قال اتحاد التنسيقيات، إن قوات النظام قصفت براجمات الصواريخ مدينة المليحة. وبث ناشطون صورا تظهر اندلاع النيران في منازل المدنيين جراء القصف. كما تعرضت مدينة الزبداني لقصف عنيف بالمدفعية.
وقصفت المعارضة السورية قيادة أركان عسكرية تابعة للنظام السوري في ساحة الأمويين وسط دمشق. في حين أعلنت وسائل إعلام رسمية الأحد، أن شخصين قتلا وأصيب ثمانية عندما سقطت قذائف مورتر على دار للأوبرا بالعاصمة السورية دمشق.