قال الفلسطيني إبراهيم
صبح (51 عاما): "إنه نجح في استخراج
وقود نقي، عن طريق تحليل المواد المكونة لـ"
البلاستيك" حراراياً.
وحوّل الفلسطيني صبح غرفة صغيرة أعلى سطح منزله في مخيم "
النصيرات"، وسط قطاع
غزة، إلى "مصنع صغير" لاستخراج "الوقود النقي" من البلاسيك، بعد تحليله وصهره في درجات حرارة عالية.
ولمعت فكرة "استخراج الوقود في ذهن صبح، الحاصل على شهادة دبلوم في "الكهرباء"، منذ أربعة أشهر، عندما توصل إلى أن الدخان الناتج عن احتراق الخشب، يمكن تكثيفه وتحويله إلى مواد بترولية سائلة، على حد قوله.
وبين صبح أنه "خلال بحثي على الانترنت، توصلت إلى أن الدخان الناتج عن احتراق القش يُنتج وقودا، وهذه الآلية تستخدم في الولايات المتحدة الأمريكية لإنتاج الوقود، ومن هنا بدأت بحثي عن المواد المتوفرة في غزة، والتي يمكن أن تحترق وتنتج لنا الوقود، حتى توصلت إلى مادة البلاستيك".
وتتكون مادة البلاستيك من سلسلة "الهيدروجين والكربون" الكيميائية، والتي يمكن تحليلها تحت درجة حرارة معينة، وعبر مرورها في أنابيب لتكثيف الغازات يمكن إعادتها إلى حالتها الأولية "الوقود"، كما ذكر صبح.
ومنذ ذاك الوقت، وضع صُبح في غرفته الصغيرة الموجودة أعلى سطح منزله "فرن معزول عن الهواء" (رياكتور) سعته الاستيعابية محدودة، ويعمل تحت درجة حرارة "دقيقة" قادرة على تحليل المركبات الكيميائية المكونة لمادة البلاستيك وتحويلها إلى غازات.
وحول آلية عمل الجهاز، قال:" أضع كميات من قطع البلاستيك الصغيرة في فرن معزول عن الهواء، ويعمل تحت درجة حرارة قادرة على تحليل مواد البلاستيك"، رافضاً الافصاح عن درجة الحرارة وذلك لأنها "سر اختراعه" كما يقول.
وأضاف أن "احتراق البلاستيك يؤدي إلى خروج الدخان المكون من غازي الهيدوجين والكربون، فيسير هذا الدخان عبر أنبوب مباشر يحتوي على المكثفات الغازية هوائية، تعمل على تبريد الغاز الناتج من عملية الاحتراق، ويحولها إلى سائل (وقود)".
وبعد تكثيف الغازات الناتجة من دخان احتراق البلاستيك، ينتج مخرجات عملية التكثيف من الأنبوب المباشر، فنحصل على "الوقود" النقي.
وتابع: "الغازات الهاربة من عملية التكثيف الهوائي يتم تكثيفها (مائياً) باستخدام برميل يعمل على تبريد الغاز"، مشيراً إلى أن هذا الجهاز صديق للبيئية بحيث يقوم بإعادة استخدام غاز الميثان الناتج عن الاحتراق في تشغيل الفرن.
وأوضح صبح أن الوقود النقي الذي يحصل عليه من خلال تحليل المواد البلاستيكية حرارياً، يمكن فصله عبر جهاز -لم يصنعه حتى اللحظة- بسبب تكلفته المرتفعة، إلى مواد "البنزين، والكيروسين، والسولار".
ولفت إلى أنه يخرج عبر جهاز التحليل، كمادة مترسبة، شمع (البرافين) المستخدم في تشحيم السيارات.
وذكر أن الآلات الكهربائية والميكانيكية المخصصة للعمل على مادة "الديزل" البترولية نجح تشغيلها على هذا الوقود الناتج، كما أنه نجح في تشغيل المركبات التي تعمل على مادة "البنزين".
وبدأ صبح تجربته الأولى، باستغلال حوالي كيلوغرام ونصف الكيلو من مادة البلاستيك، والتي أنتجت نصف لتر من الوقود.
يذكر صبح أن تكلفة اللتر الواحد من الوقود المستخرج من مادة البلاستيك، وصلت إلى شيكل واحد و(7) أغورات، أي ما يعادل "ربع" دولار.
واقتربت التكلفة الأولية للجهاز، الذي وصفه صبح بـأنه "بسيط للغاية"، من (3) آلاف دولار، مشيراً إلى أن تطبيقه على أرض الواقع لإنتاج وقود يكفي قطاع غزة يحتاج إلى تكلفة "مالية" مرتفعة جداً.
ودعا الجهات المعنية، بتبني اختراعه لإنتاج الوقود بشكل دائم، لتخفيف آثار الحصار المفروض للعام الثامن على التوالي على قطاع غزة.
ويتم بيع لتر وقود البنزين، المورد من إسرائيل، بسبعة شواقل تقريبا (2 دولار أمريكي)، في حين كان لتر الوقود المهرب من مصر يباع بثلاثة شواكل ( 85 سنتا).
وكان الغزيون يعتمدون على إمدادات الوقود المهرب من الأراضي المصرية، عبر الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المصرية الفلسطينية، قبل عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي، وإغلاقه لغالبيتها.