مقالات مختارة

خطر التطرف الليبي يتعاظم

1300x600
كتب عماد الدين حسين: هل كنا جميعا سذجا بشأن ليبيا وما فعله بها حلف الناتو وبعض العرب بحسن أو سوء نية؟! حتى وقت قريب كنا في حيرة بشأن من هي القوى الحقيقية التي تحكم ليبيا.

الآن نكتشف شيئا فشيئا أن ائتلافا واسعا من قوى الإسلام السياسى يشمل الإخوان والسلفيين ومقاتلين محسوبين على تنظيم القاعدة له الكلمة العليا فى ليبيا.

ما سبق ليس اجتهادا شخصيا لكنه اعترافات قادة ومسئولين ليبيين كثيرين كان أولهم محمود جبريل رئيس الوزراء الأسبق وآخرهم فوزى عبدالعال وزير الداخلية الليبى الأسبق الذى قال قبل أيام على صفحته على الفيس بوك إن تنظيم القاعدة تغلغل فى كل البلاد تعليقا على اختطاف السفير الأردنى وأحد الدبلوماسيين التونسيين فى العاصمة طرابلس.

هل نحتاج للتذكير بأن القبائل المتحالفة مع التنظيم خطفت السفير المصرى وأربعة دبلوماسيين آخرين قبل أسابيع بعد اعتقال السلطات المصرية للقيادى ابوعبيدة، ما اضطر القاهرة لإطلاق سراحه فورا لأن ثمن اعتقاله سيكون مكلفا للغاية.

يومها طلبت السلطات المصرية من رئيس الوزراء الليبى على زيدان العمل على إطلاق سراحهم فقال لهم بمرارة إن حكومته لا تسيطر على الأرض، وسبق للميلشيات الإسلامية أن اختطفونى كما اختطفوا نائب مدير المخابرات. وقبل أسابيع تم إقالة زيدان وهرب إلى أوروبا قبل القبض عليه وخلفه عبدالله الثنى الذى قيل أن جماعة الاخوان تدعمه أو إنه محسوب عليها.

يقول البعض إن تنظيم القاعدة مجرد أفراد وجماعات مستقلة تعمل بمفردها وتضع لافتة «القاعدة» فقط لمجرد إلقاء الرعب فى صفوف خصومها.

وفى المقابل هناك قوى سياسية كثيرة تعارض تيار الإسلام السياسى وبعضها مسلح، وهناك قوى قبلية وأخرى من بقايا انصار القذافى لديها ميلشيات مسلحة وتسيطر على مناطق محددة، بل وحقول انتاج نفط، وتجرأ بعضها حد محاولة تصدير النفط.

أغلب الظن أن ليبيا ــ للأسف الشديد ــ لم تعد دولة بالمعنى المتعارف عليه دوليا.

الأوضاع فيها صارت أكبر خطر يهدد الأمن القومى المصرى والعربى، السلاح ينتشر بكل أنواعه والتقديرات شبه الرسمية تتحدث عن 23 ألف قطعة سلاح، وعشرات الآلاف من المسلحين العقائديين أو بالإيجار وعشرات أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية تعمل علنا وسرا وغالبيتها لا يكن أى نوع من الود لمصر.

بطبيعة الحال أن الشعب الليبى الشقيق هو الذى يدفع الثمن الأكبر، ونحن معه فى مصر ندفع ثمنا فادحا متمثلا فى الأسلحة النوعية التى تتدفق من هناك. إذن ما هو الحل؟!.

سؤال صعب وليس هناك وصفة جاهزة خصوصا فى ظل السيولة الشديدة التى تتميز بها الأوضاع وغياب سلطة مركزية قوية أو حتى جيش موحد أو قوى سياسية معروفة للكافة.

علينا أولا أن نجتهد لنعرف الخريطة السياسية والميلشياوية والفكرية فى ليبيا وما هى المفاتيح الرئيسية هناك.

علينا أن نتأكد من قصة ما يسمى بجيش مصر الحر بدلا من ترك الأمر لاجتهادات صحفية عرف عنها المبالغة الشديدة فى كل شيء.

وفى اللحظة التى يتم التأكد فيها من وجود أخطار تهدد مصر بالفعل ينبغى التحرك بحسم حتى تصل الرسالة لمن يهمه الأمر..

وفى كل الأحوال كان الله فى عون الشعب الليبى الشقيق.. ولا سامح الله القذافى سبب كل المصائب.


(الشروق)
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع