نقل المعلق الأمريكي ديفيد إغناتيوس عن مسؤول أمريكي قوله، إن التهديد الإرهابي القادم من سوريا والعراق، يمثل تطورا مثيرا للقلق أكثر مما كان عليه الواقع في عقد السبعينيات من القرن الماضي.
وكتب إغناتيوس في صحيفة "
واشنطن بوست" عن الخطر القادم من الدولة الإسلامية في العراق والشام، التي قال إنها تقوم بتعزيز وجودها في شمال سوريا وتنمو -كما يقول- في المنطقة المظلمة بين المعارضة المعتدلة الضعيفة والنظام السوري المحاصر.
وقال: "في غرفة الرعب في الحرب الأهلية السورية ولدت جماعة إرهابية متطرفة جدا، لدرجة أنها
رفضت من تنظيم القاعدة. هذه الجماعة السامة تقوم بإنشاء ملجأ آمن لها في مدينة
الرقة في شمال سوريا والتي يمكن أن تستخدم قريبا للهجوم على أهداف أجنبية".
وتحدث الكاتب عن الخلافات التي أدت بزعيم القاعدة أيمن الظواهري إلى التخلي عنها وإعلان
جبهة النصرة ممثلة لتنظيم القاعدة في بلاد الشام. وهو القرار الذي لم يلتفت إليه زعيم "
داعش"، أبو بكر البغدادي الذي وصفه تقرير لمجلة "تايم" الأمريكية بالوريث الحقيقي لأسامة بن لادن.
وكشف الكاتب عن جهود أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي تنسق مع مخابرات الدول في الشرق
الأوسط وأوروبا، لتتبع ناشطي جبهة النصرة و"داعش" ومراقبة المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إليهما.
وتوصلت المخابرات في مراقبتها للجماعات الجهادية، إلى أن عدد مقاتليها قليل مقارنة مع الجماعات الأخرى المقاتلة على الساحة السورية، فمن بين 110 آلاف مقاتل ضد نظام الأسد يقاتل في صفوف "داعش" عدد يتراوح بين 5 و10 آلاف، فيما لا يتجاوز عدد مقاتلي جبهة النصرة الستة آلاف مقاتل.
وكشفت الاستخبارات الأمريكية والأجنبية عن وجود ما بين 10 و15 ألف مقاتل أجنبي، جاءوا من أماكن متعددة من الشيشان وأستراليا وليبيا وبلجيكا.
ومن بين هؤلاء الأجانب، هناك 1500 مقاتل من حملة الجوازات الأوروبية، وهو ما يسمح لهم بالتحرك والسفر بحرية لأوروبا ودخول
الولايات المتحدة بسهولة.
ويقول الكاتب، إن المخابرات الأمريكية تعتقد بقيام "داعش" بتقديم خبرات تكتيكية ومعسكرات تدريب للمقاتلين الأجانب، وبناء بنى تحتية لهم، مشيرا إلى أن البغدادي وقادة التنظيم أصدروا خلال العامين الماضيين تصريحات هددوا فيها بشن هجمات ضد الغرب. ويقول مسؤولون إنهم "أفشلوا" عددا من الهجمات في طور التنفيذ، مع أن بعض الخبراء يقولون إن الجماعة تركز نشاطها حاليا على النظامين في بغداد ودمشق.
ويضيف إغناتيوس أن "داعش" تسيطر على مدينة الرقة التي يعيش فيها حوالي 22 ألف مواطن، وتتحكم بها بالكامل، وتستخدم حقول النفط حولها، وتبيع النفط لتمويل عملياتها. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن "داعش" تعتمد في التمويل على نفسها، ولم تعد بحاجة لدعم المتبرعين ومؤيديها في دول الخليج.
وقال الكاتب إن "داعش" تطمح في توسيع مراكز نفوذها في سوريا والعراق، وهي تقدم نفسها على أنها البديل لمواجهة الحكومة الشيعية في بغداد، لكن المسؤولين الأمريكيين يخافون من قيام "داعش" والفروع التي نبعت من "القاعدة" باستهداف اللاجئين السوريين في لبنان وتركيا والأردن.