في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" من العاصمة الليبية طرابلس قالت فيه إن الليبيين بدؤوا يحددون مواقفهم بعد قيام الجنرال خليفة
حفتر بشن هجمات في بنغازي وطرابلس. وجاء في التقرير أن "بلدات وقبائل وجماعات مسلحة في كل أنحاء
ليبيا حددوا مواقعهم يوم الاثنين في رد على هجمات الجنرال المرتد على الميليشيات الإسلامية وأعضاء المؤتمر الوطني".
وقالت الصحيفة إن الجنرال خليفة حفتر هدد بانقلاب بل وحتى بحرب أهلية، على الرغم من أنه ليس من الواضح إن كانت لديه القوة لتحقيق هذا. ولكن حفتر حمل الكتل الإسلامية الكبرى في المؤتمر الوطني المسؤولية واتهمها بالعجز والتغاضي عن تصرفات الميليشيات.
وأشارت الصحيفة لما ينظر إليه على أنه تنازل من الحكومة الانتقالية التي اقترحت، الاثنين، انتخاب رئيس وزراء جديد، وتعليق عمل المؤتمر الوطني حتى يتم عقد انتخابات جديدة، والتي لم يحدد موعدها بعد، كما أنه ليس من الواضح الطريقة التي سيرد فيها البرلمان على الأزمة ولا توجد هناك فرصة لنجاح الاقتراح.
وكان حفتر (65 عاما) وهو جنرال متقاعد انشق على نظام الرئيس معمر القذافي قد عاش عددا من الأعوام في الولايات المتحدة حيث تعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في محاولة فاشلة للإطاحة بالقذافي. وعاد عام 2011 لليبيا للانضمام للثورة ضد النظام السابق.
وبدأ تمرد حفتر الجديد يوم الجمعة، وقد ضرب على وتر حساس لدى الكثير من الليبيين القلقين من عجز المؤتمر الوطني والميليشيات خاصة في مدينة بنغازي، شرق ليبيا، والتي تشهد عمليات اغتيالات وتفجيرات.
وفي المعارك التي قتل فيها 70 شخصا في بنغازي وجرح المئات، فيما هاجمت ميليشيات معادية للإسلاميين مقر البرلمان الليبي، يدعي كل طرف أنه الحامي الشرعي للدولة الليبية الضعيفة، حيث يطلق حفتر على مجموعاته المسلحة اسم "الجيش الوطني الليبي"، ويصر كل طرف على النظر إلى أعدائه باعتبارهم مجموعات من المجرمين، فيما تصطف الجماعات المسلحة المتعددة والتي تشكلت من الجنود السابقين في الجيش الليبي أو القبائل الليبية إلى جانب هذا الطرف أو ذاك.
وتشير الصحيفة إلى ونيس بوخمادة قائد أكبر وحدة سابقة في الجيش الليبي في بنغازي، ويخوض بوخمادة الذي انشق بوحدته عن القذافي حرب عصابات مع الجماعات الإسلامية. وأعلن بوخمادة يوم الاثنين، أنه يقف ضد "العدو المشترك" ولم يعلن الولاء لحفتر. وقال بوخمادة "ستستمر المعركة حتى يتم التخلص من الإرهاب" مشيرا إلى أن "الخيار واضح إما نحن أو هم". وحصل حفتر على دعم الميليشيات من غرب البلاد الزنتان، والميليشيات الجهوية التي سيطرت على ميناء نفطي قرب بنغازي.
ويقف ضد حفتر، البرلمان والحكومة الانتقالية وعدد كبير من الميليشيات الإسلامية والميليشيات الأخرى القوية مثل كتيبة مصراتة.