تناولت صحيفة "التايمز" البريطانية، الأربعاء، ما وصفته بـ"رعب
السجون السرية"، التي أقامها نظام قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي.
وتروي كاثرين فيليب في التقرير الذي أعدته قصة أحد المعتقلين، قائلة إن "الرجال الذين جاءوا لاعتقال مالك (أحد رافضي الانقلاب) لم يعرّفوا على أنفسهم"، مشيرة إلى أن أصدقاءه راقبوا ما جرى من خلف باب مقهى وهم يقومون بدفعه في سيارة وانطلقوا بها بعيدا.
وتتابع فيليب: "بعد أسابيع جاءت مكالمة عبر الهاتف المحمول من شخص قال إنه اعتقل في سجن سري مع مالك، حيث أفرج عنه من السجن العسكري بعدما اشترك مع مالك في نفس الزنزانة التي كان فيها عدد آخر من السجناء".
وعندما حاولت عائلة مالك البحث عن ابنها بسجن في شمال شرق القاهرة، طردهم الحرس وقالوا "لا يوجد سجن هنا"، مع أن المعسكر- واسمه الجلاء- هو مركز اعتقال لعشرات الأشخاص وواحد من "السجون السرية" التي اختفى فيها الآلاف من الشبان
المصريين أثناء عمليات القمع التي تبعت الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب محمد مرسي.
وتضيف الصحيفة: "هذه المواقع تظل بعيدة ولا يمكن للعائلات أو المحامين الوصول إليها وحتى لا يصل إليها النظام القضائي الضعيف".
العنف يولد العنف
ويحذر محامون وناشطون في مجال حقوق الإنسان من أن هذه الإجراءات القضائية والقمعية "لن تؤدي إلى الإستقرار ولكن تعمل على زيادة نزعة التشدد بين الإسلاميين، خاصة أن السجون المصرية ظلت مركزا لتفريخ الجهاديين بمن فيهم أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة".
كما نقلت الصحيفة عن رئيسة قسم العدالة الجنائية في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، ديانا الطحاوي قولها "أظهر التاريخ أن هذا بالضبط ما حدث". ودعت الحكومة لوقف هذه الممارسات، وتابعت: "واجب على الحكومة وقف العنف، لكن هذا القمع يزيد منه"، حيث لاحظت تصاعدا في العنف منذ الحملة على الإخوان المسلمين.
ويقول ناشطون في مجال حقوق الإنسان إن هناك أشكالا متعددة في استخدام السجون السرية حيث لا يتم تسجيل المعتقلين إلا بعد نقلهم للسجون الرسمية ويتم تعذيبهم حتى يعترفوا وبعدها يتم تسليمهم للهيئات القضائية كي تتولى التحقيق معهم. وفي العادة ما يتم تقديم وقت اعتقالهم في الوقت الذي يتم فيه ترحيلهم إلى السجون الرسمية.
ونقلت عن حسيبة حاج صحراوي من منظمة أمنستي قولها إن هذه الممارسات مرتبطة بالأيام السوداء في عهد مبارك.
وقامت عدة منظمات حقوق إنسان بتسجيل عدة حالات من الإختفاء والتعذيب في السحون السرية. حيث قال أحدهم إنه ضرب بالعصي البلاستيكية والكهربائية، فيما مات شخص اعتقل من شبه جزيرة سيناء عندما عذب بسيخ ساخن.
وتقول صحراوي إن ما يحدث داخل هذه السجون من تعذيب نقل من كتب التعذيب الرسمية وأساليبها.
وسواء تغير شيء أم لا عند تولي السيسي الذي أدار عملية القمع ضد الإخوان إلا أن القيادي الإخواني السابق عبد المنعم أبو الفتوح اتهم النظام بتوليد العنف و"في حالة عدم توقف الإضطهاد والظلم فستتوسع دائرة الإرهاب".