"قيادة حملتي الانتخابية ستطعن في نتائج
انتخابات الرئاسة، بسبب الانتهاكات العديدة التي ارتكبت في سياق الانتخابات؛ كما أنني أطالب بإعادة فرز الأصوات لحدوث انتهاكات تمثلت في تصويت المجندين في الانتخابات في مخالفة واضحة للقانون..".
هكذا جاءت تصريحات المرشح في انتخابات الرئاسة
المصرية عام 2012، حمدين
صباحي، إثر مؤشرات على تقدم محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، وأحمد شفيق رئيس وزراء مبارك السابق، في السباق الرئاسي الذي جرى عام 2012.
السباق الرئاسي الذي وصل من خلاله مرسي إلى سدة الحكم،
طعن عليه صباحي، آنذاك، عن طريق محاميه عصام الإسلامبولي، مستندا على 3 ركائز تمثلت في السماح لـ 117 ألف مجند بالتصويت، في مخالفة لنص القانون الذي يحظر على أفراد مؤسستي الشرطة والجيش المشاركة في العملية الانتخابية.
أما الركيزة الثانية لطعن صباحي على نتائج رئاسيات مصر 2012، فكانت اكتشاف 15 بطاقة تصويتية لصالح حمدين صباحي ملقاة في زراعات القصب بمحافظة قنا، جنوب مصر.
والركيزة الأخيرة، كانت ترشح الفريق أحمد شفيق، رغم صدور قانون العزل السياسي، الذي لم تكن المحكمة الدستورية بتت في مدى دستوريته آنذاك.
وعقب ظهور مؤشرات أولية لنتائج انتخابات الرئاسة في مصر لعام 2014، والتي أظهرت تفوق منافسه وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي بنسبة تتجاوز 90 بالمائة، في حين بلغت نسبة المصوتين لصالح صباحي فيها نحو 3 بالمائة، فقد أقر صباحي بهزيمته.
في 2014 اعترف صباحي المحسوب على التيار اليساري، بنتيجة الانتخابات، رغم ما شابها من "عدم نزاهة وتحيز"، واضطراره لسحب مندوبيه من مراكز الاقتراع، حرصا عليهم، و"استبداد من أداروا العملية الانتخابية"، هكذا رأي صباحي في "خطاب الاعتراف بالهزيمة".
رغم أن نتائج الانتخابات الرئاسية 2014 لم تكن مفاجئة، بحسب مراقبين محليين ودوليين، يقول صباحي في خطابه الذي ألقاه وسط حشد من أنصاره، لم تبد فيه علامات الهزيمة أو الانكسار عليه، إن "مصر كانت تستحق انتخابات أفضل من تلك التي جرت عقب ثورتها العظيمة في 25 يناير وموجتها الثانية في 30 يونيو"، على حد تعبيره.
صباحي الذي كان عضوا بارزا في "جبهة الإنقاذ الوطني" المعارضة، التي مثلت رأس حربة في معارضة نظام الرئيس المنتخب محمد مرسي وجماعته التي ينتمي إليها خلال عام حكم فيه مرسي (حزيران/ يونيو 2012 إلى حزيران/ يونيو 2013)، أعلن أنه سيخوض بكيان سياسي جديد معركة ضد الاستبداد والإرهاب.
وقال صباحي، إنه سيظل يناضل كي يكون المصريون سادة في وطنهم يختارون من يحكمهم دون توجيه إعلامي أو رأسمالي؛ دون إشارة لأي طعون على النتيجة من جانبه أو حتى انتظار إعلان النتيجة رسميا من قبل اللجنة العليا للانتخابات.
استحقاقان رئاسيان مرا بمصر بعد ثورة 25 يناير، خاضهما حمدين صباحي كمرشح، حملت نتائجهما اختلافا يتضمن التناقض في مواقف الرجل، ما بين الطعن والإقرار بالهزيمة.. ولكن الخطوات القادمة لمن ادعى المعارضة في عهد مبارك وأفرغ مخزون أحقاده على الإسلاميين في عهد مرسي، كما يرى محللون محايدون، قد تحمل تفسيرا لهذا الاختلاف، يحدده موقعه الذي سيأخذه في "نظام السيسي".