قالت صحيفة "الديلي تليغراف" في مقال لمراسلها بالقاهرة ريتشارد سبنسر، إن عبد الفتاح
السيسي كان يدبر انقلابا عسكريا منذ وجود الرئيس المخلوع حسني مبارك في السلطة، وكان يرى نفسه دائما أنه منقذ
مصر.
وقالت الصحيفة نقلا عن مستشارين سابقين لمبارك، أن السيسي قد رسم خطة منذ عام 2010 لسيطرة الجيش على الحكم في حالة اندلاع ثورة ضد مبارك.
والسيسي الذي لم يكن معروفا في مصر والعالم قبل تعيينه وزيرا للدفاع في عهد مرسي، كان ينظر إليه داخل الجيش قبل ثورة يناير على أنه القائد المستقبلي في الوقت الذي تزايد فيه الخلاف بين الجيش وعائلة مبارك.
وكشفت الصحيفة أنه في أواخر عام 2010 تم تكليف السيسي بعمل دراسة حول مستقبل مصر السياسي، وتوقع السيسي في دراسته أن مبارك سوف يحاول تمرير السلطة إلى نجله جمال مبارك مع حلول شهر أيار/ مايو من هذا العام، وأن هذا ربما يؤدي إلى غضب شعبي. وأوصى السيسي في تقريره أن يكون الجيش على استعداد للتحرك من أجل فرض السيطرة وحماية دوره في الدولة.
وقد تسارعت الأحداث بشكل لم يكن يتوقعه أحد، واندعت الثورة في مصر متأثرة بنظيرتها التونسية عام 2011، وفي خلال أسبوع واحد قام الجيش بتنفيذ المخطط الذي اقترحه السيسي بنشر القوات في الشوارع، والإعلان أن الجيش وقف مع الشعب، وأنه يمكن التخلي عن مبارك وأبنائه ولكن لا يمكن التخلي عن الجيش.
وتقول الصحيفة إن ما يتم اكتشافه يوما بعد يوم حول دور الجيش في عزل مبارك، دفع الثوار إلى التشكيك في نجاح الثورة في إسقاط النظام، وأنها فقط عزلت رأس النظام القديم.
وفي حوار مع "التليغراف" قال حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية الذي اطلع شخصيا على تقرير السيسي: "عندما اندلعت ثورة 25 يناير كان لدى الجيش خطة مسبقة للانتشار. وقد استنتجت وقتها أن الجيش استغل الثورة للتخلص من مبارك ومخططه للتوريث، وربما كان الهدف التخلص من مبارك فقط بدلا من النظام بأكمله".
وتقول الصحيفة، إن تعيين السيسي وزيرا للدفاع بعد انتخاب محمد مرسي رئيسا للجمهورية كان مفاجئا، حيث كان وزير الدفاع السابق المشير طنطاوي يصفه بأنه ابنه، واختاره بنفسه ليكون خليفته. وبحسب أحد القادة العسكريين المقربين من السيسي، فقد توقع الجميع أن يصبح السيسي وزير الدفاع القادم، وأن طنطاوي لم يكن لديه طموحات سياسية، ولكنه كان مهتما باختيار من يخلفه.
ويقول نافعة تعليقا على اختيار السيسي، أنه تم تجاوز اللواء سامي عنان والذي كان معروف بأنه كان مستعدا للعمل مع الإخوان.
وتضيف الصحيفة أنه من المهم دراسة كيفية وصول السيسي إلى الحكم كي نعرف حقيقة الربيع العربي وحقيقة المكاسب الديمقراطية التي حققها.
وتضيف أن
التسجيلات المسربة للسيسي، وخاصة رؤيته للسادات وتنبؤه برئاسته لمصر، توحي بأن السيسي يعتقد بأن لديه تفويضا آخر أبعد من كونه تفويضا سياسيا.
وتقول الصحيفة، إنه على الرغم من تحقق حلم السيسي، إلا أن شرعيته مهددة بسبب ضعف المشاركة في الانتخابات والتشكيك الدولي في نزاهتها.