طور فريق بحثي من الجامعة الأمريكية في بيروت، جهازا خاصا قد يمكّن الملايين من مرضى داء
الصرع من التنبؤ مسبقاً بنوبات المرض؛ ما يجنبهم القيام بأي نشاطات تشكل خطرا محتملا على حياتهم إذا ترافقت مع نوبات كهذه.
ويأمل البروفيسور زاهر ضاوي، الأستاذ المشارك في دائرة الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في كلية الهندسة والعمارة في الجامعة الأمريكية في بيروت، والذي يقود فريقا من الباحثين، في أن "يصبح المصابون بداء الصرع قريباً قادرين على التنبؤ سلفاً بنوبات الداء قبل أن تصيبهم، ما سيسمح لهم بتجنّب أية أنشطة قد تشكّل خطورة شديدة عليهم إذا وافتهم النوبة وهم يقومون بها".
ويسعى البروفيسور ضاوي وفريقه من خلال البحث الذي يعمل عليه بالتعاون مع شركة الأبحاث الطبية السويسرية نيروبرو (NeuroPro)، إلى تطوير "برنامج كمبيوتر لجهاز يمكنه التنبؤ بالنوبة قبل أن تصيب المريض"، حسب بيان صادر عن الجامعة الأربعاء ووصل الأناضول نسخة منه.
وقد صممت شركة نيروبرو جهازا يوضع على رأس المريض ويقوم بإرسال المعلومات حول نشاط دماغ المصاب بداء الصرع إلى برنامج إلكتروني في الهاتف الخليوي أو
جهاز كمبيوتر لوحي (tablet) حيث يُصار إلى معالجة هذه المعلومات وتحليلها على خادم إلكتروني بعيد، وتُرسل نتائج التحليل إلى جهاز الكمبيوتر أو الخليوي الذي ينبه المريض إلى خطر حصول النوبة.
وسيستشعر الجهاز بداية تحركات النوبة في الدماغ بواسطة إشارات تخطيط كهربائية. وبفضل المعادلات الخوارزمية الفائقة الدقة، سيتمكن الجهاز من التمييز بين الضجيج والأصوات في المكان الذي يتواجد فيه المريض وبين الإشارات الدماغية المنبّهة إلى قرب حصول النوبة.
ومع أن المعادلات الخوارزمية موجودة منذ زمن، فسيعمل البروفيسور ضاوي وفريقه على تفعيل دقّتها لمساعدة شركات طبية مثل نيروبرو، على تطوير أجهزة استشعار أكثر فاعلية. والمعادلات الخوارزمية هي وسائط حسابية تعالج البيانات وتحللها خطوة بخطوة.
وأوضح ضاوي أن هذا البحث "سيساعدنا على فهم أفضل للوظائف النظامية في الدماغ"، مشيرا إلى أنه بمجرد التحقّق من صحة الفكرة، "سنصبح قادرين على اختراع أجهزة جديدة لتَوَقع حصول النوبة فور انطلاق أنشطتها الدماغية".
وأبدى تفاؤله بأنه إذا نجحت الأبحاث "فسنتمكّن من مساعدة ملايين البشر على التمتّع بحياة أفضل".
ويواجه المصابون بداء الصرع الخطر عند قيادتهم السيارة أو تشغيل آلات واستعمال أدوات حادة أو منتجات كاوية، بل وصولا إلى عبور الشارع والاستحمام، وذلك بسبب عدم التمكن من التنبؤ بنوبات داء الصرع.
ويستمر هذا المشروع البحثي لمدة سنتين بتمويل مبدئي يبلغ نحو 125 ألف دولار، وهو واحد من عدد من المشاريع التعاونية بين الصناعة والوسط الأكاديمي في الجامعة الأميركية في بيروت.
ورأى عميد كلية الهندسة والعمارة في الجامعة الدكتور مكرم سويدان أن هذا المشروع "يأتي في الوقت المناسب، ونحن حاليا نقوم بتطوير برامج الدراسات العليا المتداخلة الاختصاصات في الهندسة الطبية الحيوية".