قالت صحيفة
الغارديان البريطانية، إن حادثة الاعتداء الجنسي في ميدان التحرير، يوم تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر، أعادت الجدل حول مسألة
التحرش الجنسي التي عادة ما يلقى فيها اللوم على الضحية.
وذكّرت الصحيفة بتصريح جابر ناصر مدير جامعة القاهرة الذي أثار جدلاً واسعاً، حينما قال إن الضحية ملامة بنفس القدر الذي يلام فيه المعتدون عليها.
وقالت الصحيفة إن "الاعتداء على الفتاة في أثناء حفل التنصيب جاء في وقت أكد فيه السيسي على أهمية دور المرأة، حيث تعتبر من أشد الداعمين له".
وأشارت إلى أن السيسي أثنى في حملته الانتخابية القصيرة على دور المرأة، ما أحيا آمال البعض بحدوث تحول في وضعها أثناء رئاسته. مع أن الكثيرين لاحظوا لهجة فوقية في طريقة حديثه عن المرأة التي وصفها بعبارات رقيقة وأنها تمثل هدوء البيت وصوت العقل فيه، بحسب الصحيفة.
وتؤكد الصحيفة أن
مصر تعاني من مشكلة التحرش التي لا تسلم منها فتاة في الشارع، والحافلة، والقطار في الجامعة والمدرسة.
وأظهرت دراسات قبل الثورة عن تعرض معظم السائحات لمصر لحالات تحرش إما بمحاولة اللمس أو الغمز او الهمس، وحاول ناشطون في مجال الدفاع عن المرأة القيام بحملات وملئ الفراغ الذي شغر بسبب عدم وجود قوانين لحماية المرأة أو الدفاع عنها وطالبوا الحكومة بإصدار تشريعات قضائية.
وتشير "الغارديان" بالقول " في الماضي كان الناشطون يحاولون ملء الفراغ الذي تركته الشرطة ولكن حادث اعتداء الأحد، أظهر أن الشرطة حاولت بجهد لمساعدة الضحية".
ونقلت الصحيفة عن إباء التمامي، عضو لجنة مكافحة التحرش الجنسي "وهذا هو الفرق لأنه من النادر تدخلهم".
وتضيف التمامي "نشاهد أنهم حاولوا ولكن لم تكن لديهم فكرة كيف يتدخلون ولم يستطيعوا بسبب العدد الكبير" من المعتدين.
وعادة ما يقوم العامة والرعاع بالاعتداء على الفتيات في أثناء الاحتفالات العامة والحفلات الموسيقية وحفلات نهاية شهر رمضان، ومما يزيد من مشكلة ميدان التحرير كما تقول التمامي أنه أصبحت له سمعة بكونه المكان الذي تحدث فيه الاعتداءات الجنسية. و"يذهب الشباب إلى هناك للمشاركة في هذه الأفعال".
وكانت لجنة مكافحة التحرش الجنسي وحرس الميدان قد أرسلوا في حوادث سابقة فرقا لإنقاذ الضحايا، ولكنهم الآن يخشون من تصنيفهم كمسلحين من قبل قوات الأمن، ولهذا لم يكن أي منهم حاضرا في المكان.
ونقلت الصحيفة عن ثريا بهجت، المسؤولة السابقة لحرس ميدان التحرير قولها "لا نستطيع الذهاب إلى هناك مثلما كنا نفعل من قبل، خشية أن يتم تصنيفنا كجماعات مسلحة أو الشك بمحاولتنا تنظيم مقاومة مسلحة".
وتقول كل من التمامي وبهجت إن الحادث كشف عن الحاجة لاستراتيجية رد مناسبة للمشكلة، وتطبيق كل القوانين المتعلقة بالاغتصاب والمعمول بها حاليا، وضرورة تطبيق الشرطة كل التشريعات المنصوص عليها في كل حالات الاعتداء الجنسي.
وتقول بهجت "هناك فرقة خاصة لمكافحة المخدرات ولمراقبة السياحة، ونطالب الآن بفرقة مكرسة ومدربة جيدا يتم نشرها في المواقع التي تحدث فيها هذه الهجمات، مما يرسل رسالة واضحة "لكل من تسول له نفسه التحرش".
وغطي حادث الاعتداء على الفتاة الذي ظهر فيه شبان وهم يحيطون بجسد فتاة عارية وملوثة بالدم، ورجل شرطة يحاول التدخل وإبعاد الشبان عن الفتاة.
وانتشر شريط الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم اعتقال سبعة أشخاص لهم علاقة بالحادث فيما قالت منظمات المرأة المصرية إن خمس حالات اعتداء وتحرش حدثت أثناء الاحتفال الجماهيري بتنصيب السيسي.
وزادت حالة الغضب الشعبي عندما بررت المذيعة التلفزيونية مها بهنسي للمعتدين حيث قالت "مبسوطين.. شعب بهيص"، وجاء تعليقها بعد يوم واحد من تجريم الحكومة للتحرش الجنسي ولأول مرة.
وأصدرت 29 منظمة نسوية وحقوقية بيانا مشتركا اتهمت فيه الحكومة بالفشل في حماية المرأة ومواجهة الهجمات.
وقالت المنظمات هذه إنها وثقت 250 حادث اعتداء وتحرش جنسي، في الفترة ما بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 و كانون الثاني/ يناير 2014 وجاء في البيان "هناك حاجة لاستراتيجية وطنية لمواجهة المشكلة".
وفي أثناء التظاهرات التي خرجت للشوارع في الصيف الماضي ضد مرسي قال الناشطون إنهم وثقوا 169 حادث تحرش منها 80 حادثا في يوم واحد. وبحسب الناشطين فهجمات كهذه تبدأ بتحرشات من مجموعة صغيرة سرعان ما ينضم إليهم آخرون.