دعت جماعة الإخوان المسلمين في
مصر العراقيين إلى إعمال صوت العقل والحكمة وعدم الانجرار وراء دعاوى الفتنة والفرقة.
وقال بيان صادر عن الجماعة، الإثنين، إن جماعة الإخوان المسلمين وقد آلمها ما يجري على أرض العراق من فتن دهماء، تسال فيها الدماء وتدمر فيها وحدة الأوطان وتقطع فيها الأواصر والصلات، فإنها تدين كل هذه المظاهر.
وأكد البيان على أنّ ما يجري على أرض العراق هو نتيجة تراكمية للممارسات التي تمت خلال السنوات الأخيرة بدءا باحتلال العراق وما أفرزه من عدم بناء مؤسسات الحكم في البلاد على أسس صحيحة وعدم المسارعة إلى معالجة مظاهر الفرقة والتناحر بين أبناء الشعب الواحد، فإن وحدة الأوطان وقد أضحت واجب الوقت في هذا الظرف العصيب الذي تتعرض فيه المنطقة لمخاطر التقسيم والتفتيت، تجعل الحفاظ على وحدة أراضي العراق وصيانه هذه الوحدة، أمانة في عنق كل الأطراف، وهي أمانة ومسئولية سنسأل عنها جميعا أمام الواحد القهار ثم أمام محكمة التاريخ.
وأشار إلى أن الاختلاف في وجهات النظر السياسية ومعالجة أي اختلالات في شئون حكم العراق ومظاهر عدم العدالة فيه والحفاظ على أمن الأوطان وضمان عدم تجاوز أي سلطة على حساب غيرها هو بالأساس مسئولية الدولة وكذلك مسئولية المجتمع كله بمؤسساته الرسمية وهيئاته الشعبية وقواه السياسية ولا يجب على الإطلاق ان يتم فيه استخدام دعاوى المذهبية أو تحويلة إلى فتنة طائفية مدمرة وملعونة.
ودعا البيان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومعهما الأمم المتحدة إلى المسارعة في جمع الفرقاء على أرض العراق في مؤتمر جامع لنزع فتيل الأزمة، ونناشد دول الجوار والأخوة الأكراد في كوردستان العراق - فهم أهل البلد الواحد- على وجه الخصوص، بتقديم كل دعم وعون لإنجاح هذا المؤتمر.
الجماعة الإسلامية في
لبنان تحذر
وفي سياق متصل حذرت الجماعة الإسلامية في لبنان من الدعوات
الطائفية "البغيضة"، التي انطلقت تحت مسمّى الجهاد ضد الإرهاب، مؤكدة أنّها الأخطر على مستقبل العراق، مع إصرار المنتفضين على تحرير بغداد من سلطة المالكي، وإصرار المالكي وأصحابه على الدفاع عن المكتسبات التي تحققت لهم بعد الغزو الأمريكي.
وفي بيان صادر عنها، الإثنين، أكدت الجماعة أنّ أصحاب دعوات محاربة الإرهاب "وعلى مدى أعوام خلت لم يسجّلوا موقفاً ضد الظلم والتهميش والإقصاء الذي كان يمارس بحق شرائح كبيرة من الشعب العراقي".
ودعت "الجماعة" الخصوم السياسيين في العراق إلى عدم تحويل خلافاتهم السياسية إلى خلافات مذهبية وطائفية، وقال البيان: "قد يكون التنافس السياسي والخصومة في إطار سياسي مشروعاً، لكن أن تحّول القادة السياسيون هذا التنافس والخصومة السياسية إلى نزاع واصطفاف وقتال مذهبي فهذا ما هو غير مقبول على الإطلاق، لأنه يحوّل المنطقة كلها إلى محرقة للجميع لا يستفيد منها إلا المتربصون بهذه المنطقة شرّاً".
وأشادت الجماعة بمواقف بعض المرجعيات العراقية والإسلامية التي رفضت تحويل النزاع إلى اقتتال وتحشيد طائفي ومذهبي، وأكدت على رفضها لذلك من أي جهة كان، ودعت إلى تدارك الأزمة من خلال العودة إلى منطق العقل الذي ينصف المظلوم ويضع حداً لحالات الإقصاء والتهميش ويوفّر إراقة الدماء، ويكفّ يد العابثين بالسلطة الذين لا يضيرهم أن يحرقوا العراق وأهله من أجل البقاء في سدة الحكم.
ورأت الجماعة أن ما وقائع الصراع على أرض العراق تؤكد أن الأمر لا يتعلق بإرهاب وإنما بجهات مظلومة، وقال البيان: "بينما حاولت وسائل الإعلام العراقية الموالية للحكومة ولبعض الأنظمة العربية والإقليمية المجاورة الترويج لما جرى على أنه "موجة إرهابية جديدة تقوم بها ما يعرف بـ الدولة الإسلامية في العراق والشام" وملخصه "داعش"، أكد الميدان أن ما جرى هو من صنع أبناء هذه المناطق الذين ضاقوا ذرعاً بتصرفات الحكومة المركزية، بحيث أنهم حوّلوا حراكهم السلمي الذي أطلقوه قبل قرابة العام، إلى عمل مسلّح لمواجهة عنف الحكومة وبطشها وظلمها، فانتفض أبناء مدن الموصل وتكريت وصلاح الدين وغيرها في وجه السلطة وطردوا جيشها من مناطقهم بعدما سامهم سوء العذاب، ولعل أعداد المعتقلين الذين أطلقوا من السجون خير دليل على عنف وظلم هذه السلطة"، على حد تعبير البيان.