صورة السيسي "الرئيس المضحي" لاستدرار تعاطف الشعب

نشطت الصحف المصرية الصادرة الأربعاء 25 حزيران/ يونيو 2014 في صنع صورة لعبدالفتاح السيسي باعتباره "الرئيس المضحي"؛ الذي يتنازل عن نصف راتبه (الذي تمت مضاعفته أربع مرات قبل توليه مباشرة)، ونصف ممتلكاته (التي لا يعرفها أحد) أمام أبناء الشعب، بعدما أعلن ذلك بكلمته في تخريج الدفعة 108 من طلاب الكلية الحربية الثلاثاء، داعيا الشعب إلى التضحية، رافضا -في الوقت نفسه- الاستجابة لأي مطالب فئوية، مهما كانت عدالتها، علاوة على رفضه التصديق على الموازنة، مما اُعتبر مؤشرا لاتجاهه لفرض إجراءات تقشفية تزيد من المتاعب الحياتية للمواطن العادي.
 
وأبرزت الصحف كافة، في مانشيتاتها، دعوة السيسي تلك، وركزت على تأكيده حاجة مصر لتضحيات الجميع، مع صورته، وهو يتلقى التحية العسكرية من إحدى الخريجات تارة، وكذلك وهو يلقي كلمته في خلال حفل التخرج بالكلية الحربية تارة ثانية، وأيضا  وهو يقلد أحد الأوائل نوط الواجب العسكري تارة ثالثة.
 
وبدا أن هدف الصحف من وراء صنع صورة "السيسي المضحي" هو تهيئة الشعب لقبول مزيد من الإجراءات التقشفية التي ستلجأ إليها حكومة السيسي، حسبما هو متوقع، في المرحلة المقبلة، في ظل العجز الحاد بميزان المدفوعات، والعجز في موازنة الدولة للعام المالي المقبل، وما تضمنته من تقليص الأموال المخصصة لدعم أسعار الوقود والسلع الأساسية وخدمات الماء والكهرباء والصحة والتعليم والإنشاءات والطرق.. إلخ.
 
وللترويج الإعلامي لصورة "السيسي المضحي" بدأت صحف الأربعاء في شن حملة للتبرعات، والتنازل عن بعض المستحقات، وقالت "الوطن" في افتتاحيتها بعنوان: "صراحة الرئيس.. ومسئولية المصريين" إنه كان رائعا أن يبدأ السيسي بنفسه فيتنازل عن نصف راتبه، ونصف ما يمتلكه بما في ذلك ما ورثه عن والده، وهي إشارة إلى أن مصر لن تتحاوز محنتها إلا بتضحيات وتكاتف الجميع".
 
وأعلنت "الوطن" أنها تؤكد دعمها لهذا التوجه، وتعلن تبرع العاملين بها كافة بنصف مرتبهم لشهر يونيو الحالي ل"مصر التي صنعت منهم رجالا ونساء قادرين على العمل ، والإنتاج"، على حد تعبيرها.
 
وأضافت الجريدة أنها تدرك أن "هذه المبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي سوف تلقى استجابة كبيرة من الشعب المصري للإسهام في إقالة بلدهم الحبيب من عثرته، وأن الشركات ورجل الأعمال والمستثمرين سوف يبادرون بالتبرع في الحساب الجديد المخصص لهذا الغرض، لأن من منحته مصر الحياة لن يبخل عليها بجزء من ثروته"، بحسب الصحيفة.
 
وبينما قالت الوفد إن "السيد البدوي (رئيس الحزب) تبرع بنصف دخله السنوي استجابة لمبادرة الرئيس، علما بأنه متهم بالتهرب من سداد ضرائب مستحقة للدولة، كما أدين في قضايا عدة بتحرير "شيكات" بدون رصيد، أشارت "الدستور" إلى أن "البنك المركزي فتح حسابا تحت اسم "تحيا مصر" لاستقبال التبرعات"، ونقلت "التحرير" عن مجلس الوزراء تأكيده: سنعمل على تخفيض العجز من 340 إلى 240 مليار جنيه، وقول رجال أعمال: مبادرة الرئيس جيدة، ويجب أن تكون اختيارية دون إلزام.
 
في الوقت نفسه صدرت جريدة "الأهرام المسائي" بمانشيت يقول: "الشعب يستجيب لمبادرة الرئيس.. ترحيب واسع بتنازل السيسي عن نصف راتبه لدعم الوطن وتطبيق الحد الأقصى للأجور على نفسه.. القوى السياسية: الرئيس بدأ بتطبيق العدالة الاجتماعية.. ومنظمات الأعمال: نسبة من الأرباح لصندوق "تحيا مصر".
 
وذهبت جريدة "المساء" إلى مدى أبعد عندما قالت في عناوينها الرئيسة: "بعد مبادرة السيسي التاريخية: محافظون ورجال أعمال ومواطنون يتبرعون لدعم الاقتصاد المصري.. القصاص وهدهود ولهجان وعشماوي بدأوا بأنفسهم.. البدوي والأمين تنازلا عن نصف ثروتيهما وأبو هشيمة 5 ملايين جنيه.. أديب شارك بنصف راتبه.. سيدة تنازلت عن معاشها.. مواطن قدم منزله وشقة ابنه.. الرئيس لطلبة الحربية: "ضحوا.. من أجل مصر".. الخبراء والشخصيات العامة: مبادرة السيسي.. تفجر المشاعر الوطنية".
 
مانشيتات متطابقة والهدف واضح
 
عود على بدء لمطالعة مانشيتات صحف الأربعاء، وقد جاءت في ثوب تقليدي روج دعائيا لخطاب السيسي وتوجهاته دون إعمال ملكة الجدل والنقاش.. فجاءت كالتالي:
 
قالت الأهرام: مصر تحتاج تضحيات حقيقية من الجميع.. الرئيس يبدأ بنفسه ويتنازل عن نصـف راتبه ويتبرع بنصف ميراثه للدولة.. السيسى: أرفض التصديق على موازنة تزيد العجز لأكثر من تريليونى جنيه.. لن ألبى أى مطالب فئوية أو أتسبب فى إحراج الوطن أمام الأشقاء.
 
وقالت الجمهورية: الرئيس يتنازل عن نصف ممتلكاته لمصر.. لا للمطالب الفئوية.. لا مساس بمؤسسات الدولة.. لا تدخل في القضاء.. الجيش ليس ملكا لأحد والوطن العربي أمانة في أعناقنا.. معمرة مطروح تبرعت بمعاشها اقتداء بالسيسي.
 
وقالت الأخبار: الرئيس يتبرع بنصف راتبه ونصف ممتلكاته من أجل مصر.. السيسي: الوطن في أزمة اقتصادية وأمنية ويحتاج إلى تكتف الجميع.
 
ومن جهتها، قالت الوطن: السيسي يبدأ بنفسه: حانت لحظة التضحية.. الرئيس يرفض التصديق على الموازنة العامة ويتنازل عن نصف ثروته وراتبه ويطالب الشعب بالتضحيات.. والمركزي يفتح حسابا لتبرعات "تحيا مصر".
 
ومشابهة ل"الوطن"، قالت المصري اليوم: الرئيس يبدأ بنفسه.. الحكومة تتجه للتقشف بعد تنازل السيسي عن نصف راتبه وممتلكاته.. تعديل الموازنة لتقليص العجز.. وخفض الأقصى للأجور.. وحساب لدعم الاقتصاد".
 
وقالت الشروق: السيسي للشعب: حان وقت التضحيات.. الرئيس يرفض مشروع الموازنة.. ويطالب الحكومة بتدابير جديدة لخفض العجز.. السيسي يتنازل عن نصف ثروته ونصف راتبه لصالح مصر.. ويناشد الأثرياء المساعدة.. ويؤكد: لن نقبل المطالب الفئوية.. محلب ل"الشروق": بدأنا أول الطريق الصعب.. ومصدر: هدفنا تخفيض العجز 40 مليار جنيه.. سيف الدين ومجلس العربية للتصنيع يتبرعون بنصف مرتباتهم لمدة عام.
 
وقالت اليوم السابع: ثورة الرئيس.. أتنازل عن نصف راتبي وثروتي عشان خاطر مصر.. محش هياخد أكتر من الحد الأقصى 42 ألف جنيه.. لم أقبل الموازنة لوصول عجزها لتريليوني جنيه.. قضاء مصر مستقل ولن نتدخل في أحكامه.
 
وجاء عنوان التحرير "غريبا" إذ اعتبرت ما قاله السيسي "تبشيرا"، فقالت: السيسي يبشر الشعب بأيام صعبة.. الرئيس: لن تكون هناك استجابة لأي مطلب فئوي مهما كانت الظروف.. ما أقدرش أتحمل إني أوافق على الموازنة ويكون بها هذا العجز.
 
ومن جهتها قالت الدستور: السيسي يصارح الشعب بالوضع الاقتصادي الخطير للبلاد.. الرئيس يعلن بوضوح استحالة استمرار الاعتماد على مساعدات دول الخليج ويؤكد على ضرورة أخذ إجراءات سريعة لإنقاذ مصر من الانهيار والضياع.. السيسي يعلن تنازله عن نصف ثروته وراتبه للدولة والبنك المركزي يفتح حسابا تحت اسم "تحيا مصر" لاستقبال التبرعات.
 
أما الوفد فقالت: "السيسي يرفض التصديق على الموازنة.. الرئيس يتنازل عن نصف ثروته وراتبه . ويطالب القادرين بدعم مصر.. لن يحصل أحد على أكثر من الحد الأقصى للأجور.. وحان وقت التضحية والمصلحة الوطنية.. لا تدخل في  شئون القضاء ولا تعليق على أحكامه حتى لو لم يفهم الآخرون".
 
قضايا متنوعة
 
غير بعيد عن أجواء خطاب السيسي، اهتمت الصحف بتغطية القضايا التالية:
 
قضايا سياسية
 
تنوعت القضايا السياسية في صحف الأربعاء بين ما يلي:
 
قالت الأهرام: الرئيس يزور الجزائر اليوم في طريقه إلى غينيا الاستوائية.. فيما قالت الشروق: السيسي يتجه إلى الجزائر للقاء بوتفليقة قبل القمة الأفريقية.. وقالت اليوم السابع: السيسي يتوجه للجزائر اليوم في أول زيارة خارجية قبل المشاركة بالقمة الأفريقية.
 
وقالت الأهرام المسائي: قمة مصرية - جزائرية اليوم في أول زيارة خارجية للسيسي.. فيما قالت الدستور: إثيوبيا ترحب بعودة مصر للاتحاد الإفريقي .. وقمة مع السيسي.. في حين قالت التحرير: مصر في حضن إفريقيا.. غدا السيسي يلقي كلمة في افتتاح قمة الاتحاد الإفريقي.. كيف يصبح سد النهضة سببا لعودة إفريقيا إلى مصر وعودة مصر إلى إفريقيا؟
 
وفي قضية سياسية ثانية،  قالت الأهرام: قرار جمهوري بتعيين رؤساء الجامعات.. فيما قالت الوطن: قرار جمهوري بتعديل قانون الجامعات يقضي بتعيين الرؤساء والعمداء.. اختيار رئيس الجامعة من بين 3 ترشحهم لجنة متخصصة.. وللرئيس حق إقالته.
 
وغير بعيد، قالت المصري اليوم: الرئاسة تستبدل انتخاب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات بالتعيين.. أمين الأعلى للجامعات: يمنع المشاكل.
 
وفي سياق آخر، قالت الشروق: وزير الأوقاف لقيادات النور: لن نسمح باعتلائكم المنابر.
 
وقالت اليوم السابع: انسحاب موافي من التحالفات الانتخابية بسبب الخلافات.. شفيق يقود تحالف "الالتئام المدني لدعم الدولة القانونية" في الانتخابات البرلمانية.
وقالت الدستور: وزير الدفاع: حريصون على دعم التعاون العسكري مع جميع الدول العربية.
 
بينما قالت المساء: مصر صاحبة النصيب الأكبر من الاستثمارت في شمال إفريقيا.
 
قضايا اقتصادية
 
من القضايا الاقتصادية التي ركزت عليها صحف الأربعاء ما يلي:
 
قالت الوطن: جهات سيادية تجبر الحكومة على تأجيل رفع أسعار الوقود إلى يناير.. فيما قالت الوفد: الحكومة تبحث بدائل سد عجز الموازنة.. اجتماع بين قدري ومحلب لتقليل العجز إلى 290 مليار جنيه.
 
وقالت الأهرام: حنفي: تخفيض 50% على السلع المدعومة في رمضان.. فيما قالت الشروق: حنفي: إلغاء نظام التموين القديم.. و15 جنيها دعما للمواطن لشراء سلع بتخفيض 20%.
 
وقالت الدستور: البورصة تواصل الهبوط وتخسر 4,8 مليار جنيه. بينما قالت الشروق: أسعار مضان ترهق ميزانية الموظفين.
 
وقالت الوطن: مصر فقدت 150 ألف فدان خلال 3 سنوات.. وزير الزراعة: مش هيكون عندنا أرض زراعية في الدلتا بعد 60 عاما.
 
وقالت المصري اليوم: مذبحة مرتقبة لمستشاري قطاع الأعمال العام.. مصادر: عددهم 600.. وإقالتهم توفر الملايين.
 
وفيما قالت الأخبار: صرف 90 مليون جنيه مكافآت لعمال النسيج خلال أيام.. قالت الدستور: البورصة تواصل الهبوط وتخسر 4,8 مليار جنيه.
 
قضايا أمنية
 
قالت الأخبار: الطب الشرعي: استشهاد ضابطي أسيوط وسوهاج ب4 طلقات في الرأس والبطن.. فيما قالت الجمهورية: الآلاف في وداع شهيدي الشرطة.
 
وقالت الشروق: تفاصيل ليلة الهروب الفاشل من قسم الموسكي.. محتجزون تعدوا على القوة الأمنية.. وأهاليهم تجمهروا بعد شائعة إطلاق النار عليهم.
وقالت الوفد: اليوم.. محاكمة متحرشي التحرير.. 12 متهما بتهمة الخطف والاغتصاب والتعذيب.. ومحاكمة 494 في أحداث الفتح ورمسيس 16 يوليو.. اتهام الجناة بتدنيس المسجد والقتل العمد وتخريب المنشآت.
 
وقالت الوفد: جسم غريب يثير الذعر في المهندسين. كما قالت الوفد أيضا: النائب العام: خلية ماريوت بثت مشاهد كاذبة للأوضاع الداخلية على الجزيرة.
 
وبينما قالت الأخبار: القبض على المتهم الرئيس في اقتحام مركز العياط.. قالت الدستور: ضبط مخزن متفجرات لتنظيم القاعد بالجيزة.
 
وزعمت الدستور أن ال"C.I.A" قالت: تورط الإخوان وقطر وتركيا في مقتل السفير الأمريكي بليبيا.
 
قضايا مجتمعية
 
في هذا الجانب، قالت الوطن: تحقيق استقصائي يكشف: مياه الجيزة بها "سم قاتل".. عينات المياه تثبت وجود "عناصر سامة" تهدد حياة 80 ألف مواطن في 3 قرى.. ومسئول القابضة: لا نعترف بتحاليل جامعة القاهرة.
 
وقالت المصري اليوم: "المصري اليوم" تكشف في تحقيق استقصائي بين مصر وإيطاليا: مقامرة بأرواح الأطفال في مراكب الموت.. آباء يدفعون أبناءهم لموت محتمل غرقا أو ضياع مؤجل في الغربة.
 
وعن الثانوية العامة، قالت الجمهورية: الشكاوى مستمرة من طلاب الرياضة.. والعلوم بلا مشاكل.. فيما قالت المصري اليوم: إجماع علمي - أدبي على سهولة الجيولوجيا والميكانيكا.. نتيجة عينة الرياضة البحتة 89,5%.. والقضاء يوقف التحفظ على 20 مدرسة إخوانية.
 
ومن جهتها، قالت المصري اليوم: مدبولي وبخ المسئولين بسبب تعرية غرفة الصرف 4 أشهر.. وزير الإسكان يغير مسار جولته بالأقصر لمتابعة شكوى مواطن من بالوعة.
 
وقالت الوفد: لعبة القط والفأر مع المرافق.. الباعة الجائلون ينتظرون المحلات البديلة.
 
ومن جهتها، قالت اليوم السابع: كارثة.. أدوية منتهية الصلاحية بمستشفى الزهراء الجامعي.
 
قضايا المعارضة
 
على صعيد متابعة قضايا المعارضة والمعارضين، وتحديدا الإخوان المسلمين، في صحف الأربعاء، قالت الشروق: القضاء يبطل التحفظ على أموال 18 إخوانيا.. ومصدر قضائي: الحكم يطبق على الجميع.
 
وقالت الأخبار: بالوثائق والمستندات: موقعة الجمل سيناريو وإخراج إخواني!
 
وقالت اليوم السابع: عبود الزمر يقود انقلابا على تحالف الإخوان.. الزمر: مرسي ليس رئيسا.. والإخوان تتهرب من التقويم وتلقي بالفشل على غيرها.. ومن سقط في رابعة دون معرفة قاتله فله دية من الدولة
 
وبالنسبة لحزب الوفد، قالت الوفد: فصل فؤاد بدراوي من حزب الوفد وجميع تشكيلاته.
 
وقضايا دينية
 
أخيرا، قالت الشروق: مجمع البحوث: تجسيد الأنبياء لا يجوز .. وحديث بعض المثقفين تجاوز للشرع.