حذر "مجلس محافظة
حلب الحرة" الذي يدير شؤون مناطق حلب الخاضعة لسيطرة الثوار؛ أن المدينة مهددة بالحصار والسقوط، بعد سيطرة النظام السوري على المدينة الصناعية في الشخ نجار، شمال شرق مدينة حلب.
وكانت قوات النظام السوري قد دخلت المدينة الصناعية فجأة بعدما انسحبت عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش في قرى شرق وجنوب المدينة الصناعية دون قتال، ما أتاح لقوات بشار الأسد المرور دون عوائق. وتؤدي السيطرة على هذه المنطقة إلى قطع أحد خطوط الإمداد الرئيسية للثوار من الشمال وصولا إلى الحدود التركية. كما باتت قوات النظام على مقربة من أحياء حلب الشرقية وبلدات الريف الشمالي الخاضعة لسيطرة الثوار.
وقال المجلس في بيان: "لم يعد الحديث عن إجرام النظام الأسدي وعدوانه الآثم على الشعب السوري أمراً مجدياً أو ذا مردود فعلي على أرض الواقع، وذلك في ظل الصمت الدولي الذي يصل إلى حدّ التواطؤ الفاضح من المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية التي فقدت مصداقيتها تماماً حيال ما يجري بحق شعبنا من جرائم ومآس".
ويذكر التحذير الذي أطلقه المجلس المحلي بسقوط مدينة حمص بيد النظام السوري بعد
حصار طويل، وسلسلة "المصالحات" التي عقدها النظام السوري للدخول إلى مناطق محاصرة في ريف دمشق.
ويتبع النظام السوري سياسة الحصار على المدن الخارجة عن سيطرته، حيث يمنع دخول أبسط ضروريات الحياة، مع قصف تلك المنطق لإجبار المدنيين على النزوح منها، ومن يتبق منهم تحت القصف يضطر للخروج لاحقا بسبب الحصار.
وأضاف
مجلس محافظة حلب الحرة في بيانه: "الحقيقة التي علينا مواجهتها جميعاً هي أن كرامة السوريين وأرضهم وأعراضهم لن يدافع عنها سوى السوريين أنفسهم وأن دماء السوريين فقط هي من ستحرر سورية من براثن النظام الأسدي وأعوانه".
واعتبر المجلس أنه "لن ينفعنا الحديث عن عدم تكافؤ القوى (مع قوات الأسد) – وهي حقيقة واضحة – لأن فداحة الموقف وخطورة الحالة الأمنية الراهنة لا تتيح لنا التفكير إلا بالمزيد من رص الصفوف وتوحيد كافة القوى المجاهدة واستنهاض الهمم واستبعاد النزعات الفردية والنفعية، وجعل كل الجهود تتجه إلى العمل بكل الوسائل الممكنة وبكافة أشكال الجهاد لإنقاذ مدينة حلب التي تكاد أن تحاصرها قوات النظام الأسدي وتحاول التوغل فيها من جهة المنطقة الصناعية مدعومة من قوى البغي والظلام (داعش)".
وتوجه البيان بـ"الدعوة والمناشدة لكافة الإخوة المجاهدين أولاً إلى الثبات والاعتماد على الله وعلى إيماننا بعدالة قضيتنا وإيماننا بحتمية انتصارنا (..)". كما توجه إلى "إلى كل المؤسسات المدنية والعسكرية التي تمثل الشعب السوري: (ائتلاف قوى المعارضة والثورة في سورية – الحكومة السورية المؤقته – هيئة أركان الجيش السوري الحر – الجيش الحر) ندعو هؤلاء جميعاً أن يدركوا خطورة المرحلة الراهنة وحقيقة ما يجري من حصار لحلب تمهيداً لاجتياحها، وهذا ما يجعلنا نطلق نداء أخيرا".
وحذر مجلس محافظة حلب الحرة من أن سقوط المدينة بيد النظام "ستكون له تداعياته الكارثية ليس على حلب وحدها بل على مصير الثورة السورية برمتها، وإن عدم مساندة حلب ومؤازرتها وتقديم الدعم اللازم الذي يمكن الثوار من الدفاع عنها هو إسهام حقيقي بخذلانها وتسهيل انقضاض النظام عليها".