للمرة الأولى منذ تأسيس
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة
السورية، غاب ممثلو جماعة الإخوان المسلمين، وهي أحد المكونات الأساسية في الائتلاف، عن القيادة الجديدة للائتلاف التي انتخبت الأربعاء، في حين أكد قيادي إخواني سابق أن ابتعاد الإخوان المسلمين عن قيادة الائتلاف "لم يكن برؤية إخوانية ولا بقرار إخواني".
وكانت الهيئة العامة للائتلاف التي تضم 116 عضوا؛ قد انتخبت
هادي البحرة رئيسا، خلفا لحليفه أحمد الجربا، حيث حصل على 62 صوتا مقابل 41 لمنافسه موفق نيربية. وانتخب أعضاء الائتلاف أيضا نصر الحريري أمينا عاما للائتلاف بحصوله على 62 صوتا مقابل 50 لمنافسه خالد الخوجة. كما تم انتخاب ثلاثة نواب للرئيس وهم: محمد حسين قداح وعبد الحكيم بشار (ممثل عن الاكراد) ونورا الأمير (مقعد المرأة).
وكان لافتا غياب ممثل عن الإخوان المسلمين ضمن نواب الرئيس، حيث درجت العادة منذ تشكيل الائتلاف؛ على أن يشغل القيادي الإخواني محمد فاروق طيفور مقعد أحد نواب الرئيس الثلاثة.
وسبقت
الانتخابات الجديدة تجاذبات واتصالات مكثفة بين أعضاء الائتلاف لتزكية انتخاب البحرة المدعوم من السعودية رئيسا وخالد خوجة المدعوم من قطر أمينا عاما، في خطوة تعكس توافقا إقليميا بعد طول نزاع بين قطر والسعودية حول النفوذ والقرار. إلا ان أصواتا ارتفعت داخل الائتلاف تطالب بعدم تهميش الدور السوري على حساب ترك الاطراف الخارجية تقرر مصير الائتلاف، ما دفع أعضاء من الائتلاف، وبينهم نيربية والحريري، إلى الترشح.
لكن معلومات سبقت الانتخابات وتداولتها وسائل الإعلام؛ تحدثت عن سعي قوى في الائتلاف لتشكيل تحالف لمنع الإخوان المسلمين من تولي أي منصب. وهو ما يفسر امتناع أي من ممثلي الإخوان المسلمين عن الترشح.
وعلق زهير سالم، مدير مركز الشرق العربي والقيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين، بالقول: "في الحقيقة كان هناك قرار من جهة ما بإبعاد الإخوان المسلمين عن الائتلاف".
لكن سالم أوضح في تصريحات لـ"عربي21" أنه "لا يمكن أن نعزو ذلك لنظرية المؤامرة، وإنما يبدو ولأسباب تنافسية عديدة بين قوى الائتلاف، ونتيجة مباشرة لبعثرة جهود القوى ذات التوجه الإسلامي، وممارسات بعض الأطراف والشخصيات، ومخطط أصلي في نفوس فريق منذ إعادة تشكيل الائتلاف". كما أشار سالم إلى "رغبة بعض الدول الداعمة بإقصاء الإخوان كسياسة عامة في المنطقة".
وأضاف: "كل ذلك دفع إلى تشكيل تحالف قوي ضد وجود الإخوان المسلمين في الانتخابات التي جرت وتجري، ولم يكن ذلك برؤية إخوانية ولا بقرار إخواني".
ورغم ذلك، أكد القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة "كقوة وازنة وراشدة ستقبل نتيجة الانتخابات بطيب نفس، تعبيرا عن قبولها بقواعد العمل الديمقراطي"، مضيفا لـ"عربي21": "ربما ستبادر (الجماعة) إلى اتخاذ مبادرات جدية لمعالجة الوضع الجديد والأسباب التي أدت إليه والتداعيات التي يمكن أن تنشأ عنه".
وكان الإخوان المسلمون في سورية قد دخلوا الائتلاف الذي تأسس في الدوحة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012؛ ضمن حصة المجلس الوطني السوري الذي ينتمون إليه، في حين دخل القيادي الإخواني علي صدر الدين البيانوني ضمن قائمة الشخصيات الوطنية.
وقد استقال البيانوني من عضوية الائتلاف الشهر الماضي على خلفية التهنئة التي أرسلها الجربا إلى المشير عبد الفتاح السيسي بفوزه في انتخابات الرئاسة المصرية. لكن البيانوني أشار إلى أن تهنئة السيسي هي القشة التي قصمت ظهر البعير، معتبرا أن هناك سلسلة من الإخفاقات والمشكلات في الائتلاف دفعته لاتخاذ قراره بالاستقالة.
أما جماعة الإخوان المسلمين فقد اكتفت بإعلان رفضها للتهنئة التي أرسلها الجربا للسيسي دون اتخاذ أي خطوة إضافية بشأن عضويتها في الائتلاف.