أدان الناشط الحقوقي وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، جورج إسحق، حوادث التعذيب والوفاة داخل أقسام الشرطة المصرية، التي كان آخرها الاثنين، بعد وفاة أحد المساجين في قسم شرطة عين شمس متأثرا بجراحه.
وكان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا فيديو يظهر فيه شاب في حالة إعياء شديدة في الممر الفاصل بين زنازين قسم شرطة عين شمس، وهو يصارع الموت؛ متهمين الداخلية بتعذيبه، وتركه ليموت.
في الوقت نفسه، ترددت أصوات استغاثة برجال القسم في الفيديو، ثم تحولت الاستغاثة إلى هتافات مناهضة للداخلية، وحكم العسكر.
وفي سياق متصل، خرجت جريدة "التحرير" الداعمة للانقلاب الثلاثاء بمانشيت يقول: "عودة فيديوهات التعذيب"، قالت فيه إن ردود فعل غاضبة انتابت قطاعا عريضا من المصريين والشباب عقب نشر مجهولين لثلاثة مقاطع فيديو تظهر مشاهد تعذيب عنيفة وقاسية لعدد من السجناء والمتهمين بعدد من أقسام الشرطة.
وأضافت "التحرير" أن أصحاب المقاطع المسربة أكدوا أن الفيديوهات تظهر مقتل أحد المتهمين، واسمه سامح إبراهيم أبو الفتوح، وقد لقى مصرعه بحجز قسم عين شمس، ومقطعا آخر لشاب مغطى بالدماء بنفس الحجز، ومقطعا أخيرا يكشف البيئة القاسية التي يحتجز فيها المتهمون بنفس القسم.
وكشف الفيديو الأخير أن المتهم سامح مات بدم بارد عقب ترك أمناء القسم والجنود للمجني عليه، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة دون تدخل منهم، وكذلك تجاهلهم لاستغاثات زملائه بإنقاذه حتى فاضت روحه إلى السماء.
وتعود الواقعة إلى السجين سامح إبراهيم أبو الفتوح، 33 سنة، ومحبوس احتياطيا على ذمة قضية مخدرات، وكشفت التقارير الطبية تعرضه للتعذيب، وتقدم أهله ببلاغ إلى النيابة العامة يتهم فيه ضباط القسم بتعذيبه، وتولت النيابة التحقيق في الواقعة.
وتبين من معاينة الجثمان صحة تعرضه للتعذيب، وظهر الاثنين على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قال مسربوه إنه خاص بواقعة تعذيبه وقتله في طرقات حجز قسم عين شمس، ويظهر فيه المجني عليه، وهو يصرخ، وينتفض من الألم، وتغطى الدماء وجهه، ويلفظ أنفاسه الأخيرة وسط استغاثات زملائه السجناء.
ويُذكر أن مسلسل الوفيات الغامضة للسجناء في أقسام الشرطة المصرية لم يقتصر على قسم شرطة عين شمس، حيث توفي ثلاثة متهمين في يوم واحد هو السبت الماضي داخل غرف الحجز بكل من أقسام شرطة: مدينة نصر ثان، وإمبابة، و6 أكتوبر ثان، فيما ترددت أنباء عن تعرضهم للتعذيب بمحابسهم.