تعالت الأصوات في الشارع الفلسطيني حول تقصيرات في الهيئات الدولية الناشطة في المجال الطبي، وبخاصة منظمة
الصليب الأحمر في تقديم الإسعاف للحالات المستعجلة في ساحات المجابهة والاستهداف في قطاع
غزة.
وقال الصحفي أحمد الفيومي إن أسرته المحاصرة اتصلت مرارا بالصليب الأحمر طلبا للمساعدة دون جدوى. فيما شكا مواطن آخر من أن مكاتب الصليب الأحمر الدولي في مناطق الأراضي الفلسطينية ومكتب القدس يغلقون هواتفهم في وجه المناشدة لإنقاذ الناس التي تتعرض للخطر في أكثر من منطقة في قطاع غزة. مواطن آخر أغلق الهاتف بوجهه بعد أن شتم، وقال له الموظف إن هذا ليس عمل الصليب الأحمر الدولي.
فيما أضاف آخر: "الصليب الأحمر لا يقوم بواجبه على أكمل وجه، لا يعقل أن غزة تعيش حربا منذ 11 يوما وأعداد العاملين في مكاتب الصليب الأحمر كما هي، لماذا لا يزيدون العدد؟ ولماذا لا يحضرون سيارات إسعاف عليها شارتهم حماية للجرحى؟"، بحسب قوله.
بدوره أكد الباحث في القانون الدولي عماد صلاح الدين أن الصليب الأحمر مكلف بالقيام بواجبه تجاه الشعوب الخاضعة للاحتلال، وتتعرض للمخاطر وفقا للمواثيق الدولية المتعارف عليها في القانون الإنساني وما انبثق عنه من اتفاقات دولية، وبخاصة ميثاق جنيف خاصة للشعوب التي تعيش حالة حرب في ظل الاحتلال.
وقال لـ"عربي21": "على طواقم الصليب الأحمر بذل كل جهد بالرغم من عراقيل الاحتلال الإسرائيلي في توفير أجواء مريحة للعمل لها ولباقي الطواقم الإنسانية والإعلامية، ما يفقدها المقدرة على التحرك بحرية تامة ويساهم في إيقاع الضرر الكبير في الحالات الإنسانية المحتاجة".
وفي حالة وجود شكاوى عن تقصيرات في عمل الطواقم الطبية أوضح: "ينبغي الشروع بتحقيقات بغطاء سياسي وحقوقي للوقوف على الشكاوي وإظهار الحقيقة ومعرفة نقاط الضعف، والعمل على بقاء عمل تلك الطواقم وتحسين ظروف عملها كونها جزءا من المنظومة المدنية".
وقالت الناطقة بلسان الصليب الأحمر في الأراضي الفلسطينية نادية الدبسي، إن الظروف الأمنية في قطاع غزة صعبة، ويصعب الاستجابة لكل المناشدات الكثيرة؛ معتبرة ما يجري في غزة وضعا إنسانيا صعبا وخطرا للغاية.
وقالت لـ"عربي21": "طواقم الصليب الأحمر تعمل على مدار الساعة بالتنسيق مع طواقم الهلال الأحمر وعبر الاتصالات مع كل الأطراف، بما فيها الجانب الإسرائيلي والجهات الفلسطينية لضمان الأمان لسيارات الإسعاف، للوصول الآمن إلى أماكن النزاع".
وأضافت الدبسي أن "هناك احتياجات كثيرة وكبيرة في غزة وهناك صعوبة في الوصول لكل أصحاب المناشدات رغم مطالبتنا لكل الأطراف بتوفير الأجواء الملائمة للوصول إلى مناطق النزاع، هناك صعوبات في وصول سيارات الإسعاف، ومع ذلك فالسيارات لم تتوقف، لكن الجهد كبير، تنقل الجرحى للمشافي ثم تعاود الكرة، وهذا يستلزم وقتا وجهدا غير بسيطين".
وأوضحت أنه "تم تدعيم طاقمنا في غزة فأدخلت ثلاث مركبات جديدة، وتم استبدال الطواقم أيضا من اجل المتابعة الحثيثة والعمل على مدار الساعة من أجل الاستجابة المستطاعة لأي مناشدة رغم الاحتياجات الهائلة".
وأشارت إلى أن المطلوب هو توفير الحرية لحركة سيارات الإسعاف واحترام المدنيين وتجنيبهم مخاطر الصراع من أطراف النزاع كلها واحترام المواثيق الدولية من كل الأطراف.
تجدد القصف على الشجاعية
في سياق متصل، قالت القناة العاشرة الإسرائيلية، إن وقف إطلاق النار في حي الشجاعية الذي وافقت قوات الاحتلال عليه لمدة ساعتين قد انهار، وإن الهجمات تجددت.
وكان من المقرر حسب ما أعلن الاحتلال أن تستمر الهدنة من الساعة الواحدة والنصف وحتى الثالثة والنصف، بعد طلب من الصليب الأحمر بهدف إخلاء الجرحى والشهداء من الحي، لكن عند الساعة الثانية والنصف عاود الاحتلال استهداف الحي الذي ارتكب فيه مجزرة مروعة.
وقالت القناة إن الصليب الأحمر تقدم بطلب لـ"
هدنة إنسانية" لدى منسق شؤون المناطق الفلسطينية في الحكومة الإسرائيلية "بولي مردخاي"، حيث وافق عليها المستوى السياسي في "إسرائيل".
وقال الناطق باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري في بيان صحفي، إن الصليب الأحمر اتصل بالحركة وعرض التوسط لعقد تهدئة إنسانية لمدة ثلاثة ساعات لتمكين الإسعاف من إخلاء الشهداء والجرحى.
وأضاف أن "حماس" وافقت على ذلك، ولكن الاحتلال رفض وهو لا يسمح لسيارات الإسعاف بالقيام بدورها.
ويرتكب الاحتلال مجزرة في حي الشجاعية، راح ضحيتها حتى وقت كتابة التقرير أكثر من 60 شهيدا ومئات الجرحى، إضافة إلى آخرين تحت الأنقاض.