اتهم د. أنس التكريتي، رئيس مؤسسة قرطبة، كلاً من السعودية والإمارات بالوقوف وراء قرار
بنك (HSBC) إغلاق الحسابات الشخصية الخاصة به وبأسرته بسبب مواقفه الداعمة لغزة والمناهضة للانقلاب العسكري في مصر.
ووصف التكريتي خلال اتصال هاتفي قرار البنك بالتعسفي، ويشمل القرار أيضاً إلغاء بطاقات الائتمان وإنهاء العلاقة بشكل نهائي مع أسرته، مشيراً إلى أن القرار تزامن مع إغلاق حسابات مؤسستين إسلاميتين معروفتين بدعمهما للقضية الفلسطينية.
وقال رئيس مؤسسة قرطبة إن القرار لم يتضمن أي قرارات بتجميد أرصدة أو الاستيلاء على الأموال، وإنما المستغرب أن البنك قام بالإجراءات ورفض تماماً إبداء أية أسباب، موضحاً أنه أعطى مهلة للبنك لمدة 5 أيام لإعلان سبب تلك الخطوة إلا أنه لم يتلق أي رد.
وتابع التكريتي: "تجاهل البنك توضيح أسباب الإجراءات التعسفية التي قام بها ضدي، ما دفعني لاستنتاج أن السعودية والإمارات هم من ضغطوا على إدارة البنك بسبب مواقفي من دعم
غزة، ومعارضتي للانقلاب العسكري في مصر".
ونفى التكريتي امتلاك أي دليل على كلامه، لكنه مجرد استنتاج. مشيراً إلى أن المعلومات التي لديه تشير لامتلاك الإمارات أسهماً في بنك (HSBC)، لكنه لا يعرف تحديداً حجم الأسهم، إلا أن نسبة الأسهم ليست قليلة، على حد قوله.
وبسؤاله إن كان للحكومة البريطانية دخل في قرار البنك، قال التكريتي إنه يستبعد ذلك لأن الحكومة لا تتدخل عادة في قرارات الهيئات والمؤسسات الداخلية.
وأكد أن هناك مسيرات يومية في
بريطانيا تنظمها عشرات المنظمات التي تضم كل أطياف المجتمع البريطاني من مختلف الأعراق والأديان، إضافة إلى يهود مناهضين للصهيونية، مشيراً إلى أن هناك مسيرة نظمت الأسبوع الماضي شارك بها نحو 120 ألف متظاهر، 70 بالمئة منهم غير مسلمين.
وتعليقاً على اعتقال السلطات الفرنسية متظاهرين شاركوا في مسيرات منددة بالعدوان على غزة، قال رئيس مؤسسة قرطبة، إن فرنسا تمارس سياسات تعارض القيم الأساسية للمنظومة الديمقراطية بشكل فج، منبهاً إلى أن عدة دول أوروبية شهدت مسيرات عدة للتضامن مع غزة في كل من ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والنرويج.
وأنس التكريتي أكاديمي بريطاني من أصل عراقي، ومؤسس ورئيس مؤسسة قرطبة، له باع في العمل السياسي ويسعى لدمج وانخراط المسلمين في بريطانيا بالعمل السياسي. واشترك بعدة حملات ضد ظاهرة الإسلاموفوبيا والعنصرية في بريطانيا، وحملات أخرى مناهضة لحرب العراق.
ومعروف عن التكريتي مواقفه الداعمه للقضايا العادلة، وهو قائد حركة مناهضة للغزو الأمريكي على العراق عام 2003، ويدعم الربيع العربي.