وجه المسؤول الشرعي في
جبهة النصرة أبو ماريا القحطاني رسالة لأمير تنظيم القاعدة أيمن
الظواهري؛ مطالبا إياه أن يبين موقفه ممّن أسماهم "الغلاة"، ويقصد بهم تنظيم "
داعش"، دون مجاملة أو مواربة.
وقال القحطاني في رسالته، عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، الأحد "أنصح شيخنا الدكتور الفاضل أن يبين موقفه من الغلاة، فموقفك السني الحازم مع الغلاة الخوارج سيعوضكم الله بجمهور الأمة ستصف مع المجاهدين هي وأهل العلم فوجود الغلاة داخل رحم الحركة وعدم المفاصلة معهم قد كلف التنظيم الكثير ولطخ به مالم يتبناه التنظيم بمجرد سكوتكم".
وأضاف "شيخنا الدكتور الفاضل وأميرنا الحبيب: أنقل لك معاناة الكثيرين من أهل السبق والفضل يريدون أن تصل لكم رسالتنا".
ونوه قائلا "شيخنا الفاضل الأمر لم يقف على الشام والعراق بل اتسع الخرق فتداركوا الأمور فإن لكم شعوبا مسلمة ضحت بالغالي والنفيس، فلا تخسروهم كما خسرتم سنة العراق وأسأل الله أن لا تفجعنا في سنة الشام لقد صبروا كثيرا، فرسالة التنظيم لا بد أن تصل للأمة بأننا مع الأمة فلقد وصلت رسالتنا على غير المراد".
وشدد القحطاني في رسالته على أنّه "لا بد أن نبين لأمة الإسلام وكوادرها أننا جزء منهم ولقد نقلنا صورة الإسلام والجهاد الحقيقي لأهلنا في الشام لكننا حوربنا وكفرنا وربما نقتل".
وأكد أيضا "أن تنظيم القاعدة بحاجة لمن ينقل عنه صورة الجهاد الحقيقي ويعمل على خدمة الأمة وتحكيم الشرع فيهم، لا لنتزعمهم فالشورى مع الأمة أفضل من حصرنا بزاوية ضيقة، شيخنا في القلب شجون والحديث يطول".
وممّا جاء في الرسالة "نصيحة مودع مني لأميري: اتقوا الله بالمسلمين فوقوفنا مع الأمة أفضل من أن نحرص على بقاء الغلاة بيننا، فوالله لو علمت شعوب أوروبا حقيقة رسالتنا لدخلوا في الإسلام أفواجا، لكن رؤساء الكفر حالوا بين دعوتنا وما بين شعوبهم ثم أفعال الغلاة نفرت عنا المسلمين فما بالك بغيرهم". وأضاف "أردنا أن نبين حقيقة دعوتنا في الشام لكن الغلاة لم يتركونا بسلام، مع عدم اتخاذكم الموقف السني اتجاههم، لقد أضعنا فرصة لم يحلم بها مصلح ولا داع للخير، فلم نجد مثل شعب الشام المسلمة حاضنة فديتهم بدمي وبأهلي لله درهم، لكننا خذلناهم وتركناهم لقمة سائغة للغلاة والطغاة يقتلونهم ويستبيحون دماءهم وأموالهم، والسبب ذلك تمسكنا بالحزبية وعد الصدع واختار منا مصلحة الجماعة على مصلحة الشعب المسلم".
وعاتب في رسالته أمير التنظيم بالقول "إننا لم نلتفت لوصية شيخنا أسامة تقبله الله ولا لوصاياكم، ولا يخفى على مسلم ما حصل في دير الزور والشمال من جرائم ولعل الشيخ الفاتح أطلعكم عليها".
وأضاف "شيخنا الدكتور: نصيحة لله أعيدوا نظركم في سياستكم تجاه الغلاة وتلاحموا مع الشعوب المسلمة فنحن دونهم لا نغير شيئا هم أهلنا فلا بد أن يحسوا بذلك".
وقال "الشعوب المسلمة قدمت أعز ما تملك من مال ومن ولد فلا تخذلوهم، إن شعوب الإسلام مظلومة فلابد من رحمة منا يحسون بها وأقولها من هنا: لو تعارضت مصلحة نصرة الشعوب المسلمة على مصلحة جماعتنا وتنظيماتنا لقدمت نصرتهم فنصرتهم من أوجب الواجبات".
ودعا القحطاني في رسالته إلى إجراء
مراجعات فيما يتعلق بتنظيم القاعدة والحركات الجهادية، مؤكدا أن "الحركة الجهادية في العالم أجمع تمر بمرحلة لم تسبقها سابقة، ضمن غموض مبهم لا يعلمه إلا القليل من أهل السبق والعلم، وستذكرون ما أقول لكم".
وأضاف أنّ "الفكر الداعشي الخبيث تغلغل بكل ساحة ومس غالب الجماعات وخاصة بقية أفرع تنظيم القاعدة، ولقد سبق وأن حذرنا قادتنا من ذلك الخطر".
وأشار إلى تحذيرات الشيخ عزام الأمريكي وتفرسه بعصابة البغدادي؛ لكن القيادة لم تستجب له ولقد كتبنا عدة رسائل ولكنها لم تصل كسابقة رسائل أنصار الإسلام".
ونوه إلى أن نصيحته هذه قد تذهب أدراج الرياح مثلما حدث في رسائل الشيخ الزيعلي ومنصور الأمريكي، مؤكدا على كلامه بأنّ "سرطان الخبث الداعشي اليوم يتغلغل بكل ساحة، ولعلي لا أوضح الآن لكن انتظروا ما سيحصل في بقية الساحات".
وحذر القحطاني من "إعادة سيناريوا العراق والشام ببقية الساحات بمباركة ممن يحسبهم قادة الحركة الجهادية على خير فهم اليوم يدعون قادة الجهاد".
ووصف داعش بالخوارج " كلاب أهل النار"، ووجه رسالة لمن يتعاطف معهم "نحن نقول لمن يدعوا للم الشمل موقفنا واضح ولا نقبل أن نجتمع مع كلاب أهل النار ولا مع من يدافع عنهم لمبايعة عصابة السامرائي والطامة الكبرى من يدعوا لهذا هم من لهم منزلة في الساحة وبقية الأفرع والجماعات"، مؤكدا أن جبهة النصرة لن تجتمع معهم.
ومما جاء في رسالة القحطاني "ننتظر موقفا واضحا من الجميع يبينوا فيه موقفهم من الخوارج ونريد مفاصلة لأن الدروشة الفكرية زمنها قد مات ومن العار علينا أن نترك دماء الشهداء".
وأضاف "قريبا سنبين كل شيء للأمة الإسلامية وانصح إخواني وقادتنا في جبهة النصرة أن يتابعوا صفوفهم فما زال للدواعش اتباع يتبعونهم فكريا".
وزاد على ذلك بالقول "لقد صمتنا كل هذه المدة وصبرنا على جميع المواقف الرجراجة والمضطربة التي كادت أن تنهي الجهاد في الشام واليوم يتسع البلاء إلى خارج الشام".
وقدم نصيحة للمجاهدين في القلمون قال "كما أنصح إخواني في القلمون أن لا يتعاطفوا مع من سفك دم إخوانهم وساهم ببقاء بشار يفسد في الشام، والأمر ليس متعلقا فقط بجبهة النصرة فبقية الفصائل لهذه اللحظة ما زال مندسو الدواعش يخترقون صفوفهم فكريا وأمنيا، ونحن ننصح لله".
وقدم نصيحة عامة لكل قيادات الجماعات الجهادية قائلا "أنصح قادة الجماعات وأولها قادتنا في التنظيم فمصلحة الشعوب المسلمة مقدمة على مصلحة جماعاتنا وتنظيماتنا، فالحفاظ على رأس المال أولى".
وشدد على أنّ "صنمية الأحزاب والجماعات لابد أن تكسر إن عارضت مصلحة الأمة فجهاد الشام كاد أن يضيع وبعض القادة جعلها مسألة شخصنة بين النصرة وداعش".
واستنكر القحطاني عدم تطرق أحد لحرمة دماء أهل السنة في الشام والعراق كأن الأمر خلاف بين تنظيمين ولكن الأمر أكبر، فالدماء التي سالت في العراق والشام والتي ستسيل في بقية الساحات هي سببها الغموض وتأخير البيان والمجاملات، على حد تعبيره.
وأكد أن التنظيم سيتبع سياسة جديدة في المستقبل قوامها "سنبين كل شيء للأمة ولقد أرسلنا رسائل للجميع ولكن صنمية إخوة المنهج تمنع من قول الحق والمفاصلة، ونحن نتعبد الله تعالى بالبيان والصدع ولا نريد أن نكون وزارة أوقاف جديدة ترقع للقادة والجماعات، وسنبقى نبين ولو كلف".