رصدت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) توالي ردود أفعال المسؤولين الإسرائيليين الغاضبة حول فشل "إسرائيل"، في حربها المتواصلة على قطاع غزة لليوم الثامن والعشرين على التوالي، وعدم تحقيق أهدافها، ونقلت عن بعضهم أن "الجيش لم يستعد بجدية للمعركة، ولا يمتلك القدرة لإحراز حسم واضح بمعارك التماس".
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي "آري شبيط" إن "عمليّة الجرف الصامد تعرضت للهزيمة، ومقاتلو حماس ما زالوا يطلقون النار، ويتسللون داخل المستوطنات، ويقتلون ويصيبون العشرات من الجنود، لأن الجيش لم يستعد بجديّة للحرب".
وأضاف أن "حماس فجرت الفقاعة في وجه الجيش، وكبدته خسائر فادحة من القوات العسكريّة والبنى التحتيّة، لأنّ المعنى الاستراتيجي للسيادة انتُهكت، والجيش لا يمتلك القدرة لإحراز حسم واضح بمعارك التماس، وقوة إسرائيل الإقليميّة لم تنجح بالتغلب بصورة حاسمة على حماس التي نجحت بتعريض إسرائيل لتهديد حقيقي منذ 4 عقود".
بدوره، قال الخبير العسكري الإسرائيلي الأبرز "رون بن يشاي"، إن "حماس نفذت 5 عمليات أوقعت 20% من عدد قتلى الجيش في المعركة برمتها"، عازيًا "نجاحها إلى استهتار الجيش بقدراتها، وعدم أخذه تهديداتها على محمل الجد".
فيما قالت صحيفة "هآرتس" العبرية في افتتاحيتها: "القتال الحاصل في غزة يكشف مواضع خلل مقلقة بالجيش في الاستعداد للمعركة وشكل إدارتها".
وأضافت: "لكن مواجهة عدو مصمم وقليل الميزانيّة كحماس جعله يُطور قياداته العسكرية، ردًا على التفوق الجوي والاستخبارات المتطورة لإسرائيل، وحرم الجيش من الحيل والمفاجآت، واستند فقط لسلاح الجو، وإهماله للقوات البريّة والوحدات الخاصة".
وتابعت بأن "هناك إخفاقا استخباريا باكتشاف منظومة القيادة والتحكم لدى حماس، والعثور على مكان قادتها، في ضوء أنّ كتائب القسّام ما زالت تواصل التحكم بقواتها، وإطلاق الصواريخ على إسرائيل، والهجوم على القوات".
وأوضحت أنه "في ظل غياب المعطيات الاستخبارية اختار الجيش استخدام النيران الكثيفة ضد المناطق المأهولة وتعريض المدنيين للقتل والتشريد".
من جهته، قال "ناحوم بارنياع" صاحب العمود اليومي الأكثر قراءة: "سيبدأ الجدل عما قريب بعد انتهاء حرب غزة: ماذا علمتم وماذا لم تعلموا، وماذا فعلتم وماذا لم تفعلوا، ماذا عن إنجازات
الحرب وإخفاقاتها، هناك من يجمع ومن يطرح"، مطالبًا بعد أن تنتهي العملية بأن يتم فحص سلوك المجلس الوزاري الأمني المصغر أثناء القتال.