لم يبق لأتباع الديانة
الأيزيدية في قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى شمال
العراق، سوى الهروب إلى سفح
جبل سنجار بعد أن سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على المنطقة.
جبل سنجار يقع على الحدود العراقية السورية ويبلغ ارتفاعه حوالي 1200 متر، هربت إليه آلاف الأسر الأيزيدية، حيث يقول أحد النازحين في حديث خاص لـ "عربي21"، إنهم تركوا كل شيء في منازلهم، حتى إن بعضهم نسي مستمسكاته الثبوتية، بعد أن سيطر تنظيم داعش على الأحياء الأيزيدية في قضاء سنجار على أثر انسحاب قوات
البيشمركة الكردية.
ويؤكد صابر سعيد وهو ناشط أيزيدي في حديثه لـ"عربي21"، أن "آلاف النساء والأطفال والشيوخ المرضى محاصرون في الجبل، وهناك حالات وفاة كثيرة بسبب العطش والجوع"، وأضاف أن "أكثر من 1000 شخص حياتهم مهددة خلال 24 ساعة إن لم تصلهم المياه والطعام"، مطالبا الأمم المتحدة بإرسال المساعدات الغذائية عن طريق الجو وتأمين ملاذ آمن للعالقين في الجبل.
وقال سعيد إن القسم الجنوبي من جبل سنجار تعرض فيه النازحون لهجوم من قبل تنظيم داعش، مشيرا إلى أن هناك حالات خطف وقتل عديدة حصلت في هذا القسم، حيث أكد أن تنظيم داعش خطف أكثر من 200 عائلة من تلك المنطقة، دون أن يتسنى لنا تأكيدات من جهات مستقلة حول هذا الموضوع.
ويقول سعيد: "في مجمع خانصور تم خطف عشرات منهم، وهم الآن في مخيم الهول في مدينة الحسكة السورية الذي يبعد عن سنجار مسافة 60 كلم، ويقع تحت سيطرة داعش".
واتهم سعيد سكان القرى العربية المجاورة لقضاء سنجار بالقيام بنهب بيوت الأيزيديين بعد نزوحهم من مناطقهم، مؤكدا أنه حال دخول قوات تنظيم داعش فإنهم قاموا بنهب ممتلكات الأيزيديين.
مصادر على اتصال مع النازحين أكدت لـ "عربي21"، أن هناك أكثر من 1500 فرد ينتقلون بين مزار شرف الدين والحدود السورية، والكثيرون منهم الآن بالقرب من نقطة اليعربية الحدودية مع سوريا، مشيرين إلى أن قوات الحماية الشعبية الكردية تؤمن لهم النزوح الآمن.
من جهته ناشد الصحفي الأيزيدي خضر الدوملي المجتمع الدولي، التدخل الفوري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى العالقين في سفح جبل سنجار. وقال الدوملي في حديث مع "عربي 21" إنه ومنذ 48 وساعة والناس الهاربون من داعش في سفح الجبل ليس لديهم أي طعام وشراب.
ويصف الدوملي التحرك العسكري من قبل حكومة
إقليم كردستان أو الحكومة المركزية في بغداد بأنه غير فعال، حيث يؤكد أنه ليس هناك أي تحرك عسكري تجاه قضاء سنجار لاستعادتها من تنظيم داعش.
ويؤكد الدوملي أن أكثر من 100 ألف أيزيدي وصلوا إلى إقليم كردستان وينتظرون المساعدات الإنسانية، في حين أن هناك أكثر من 300 شخص عالقون قرب منطقة ربيعة الحدودي مع سوريا، معبرا عن خشيته من أن يصيبهم القتل أو الخطف.
وتعتبر الديانة الأيزيدية من الديانات المتواجدة في العراق منذ زمن طويل، ويقطن المنتمون لهذه الديانة في شمالي العراق في محافظة نينوى، وذلك في مناطق سنجار وشيخان وبعشيقة المحاذية لإقليم كردستان.