صحافة دولية

نيويورك تايمز: يجب الحفاظ على الهدنة وتقوية عباس

بعض الإسرائيليين يرون أن عباس هو الحل - ارشيفية
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الحرب على غزة أنهت أي أمل بدعم الإسرائيليين لإنهاء الاحتلال للضفة الغربية وإنشاء دولة مستقلة للفلسطينيين، وذلك في معرض حديثها عن ثمن الحرب الأخيرة.
وقالت الصحفة إن أي اتفاق في القاهرة يجب أن يقوي سلطة عباس ويمنحه دورا يتجاوز دور الشرطي على المعابر.

 وجاء في افتتاحيتها أنه كان من السهل إحصاء خسائر الحرب، فمن الجانب الفلسطيني قتل  أكثر من 1800 معظهم من المدنيين، وقتل 67 جندي إسرائيلي، وتقول إحصائيات الأمم المتحدة أن 408 طفلا فلسطينيا قتلوا وجرح 2502، أما الدمار الذي تعرضت له غزة فيقدر بـ 6 مليارات دولار أمريكي.
 
وفي الجانب الإسرائيلي كانت هناك خسائر أقل ولكنها ملموسة من ناحية اضطرار الإسرائيليين للعيش في خوف ورعب في الملاجئ، والتوتر في العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية والنقد الدولي لإسرائيل، واندلاع الغضب المعادي للسامية والعنف ضد إسرائيل في أوروبا.

وتقول الصحيفة "كل طرف يحاول لوم الطرف الآخر، وفي العديد من الحالات قامت إسرائيل باستخدام أسلحة لضرب المدارس والملاجئ وفشلت بحماية المدنيين الفلسطينيين بشكل مناسب.

وتتهم الصحيفة في المقابل حماس بإطلاق صواريخ على التجمعات المدنية الإسرائيلية فيما تراه  خرقا للمعايير الحضارية، كما  وقامت بشن هجماتها على إسرائيل من التجمعات المدنية في محاولة منها- أي حماس- لتوجيه النار الإسرائيلية باتجاه المدنيين حسب زعم الصحيفة.

 وبعد نهاية الحرب "كل طرف يدعي النصر، إسرائيل التي تقول إنها دمرت 32 نفقا حفرتها حماس لضرب إسرائيل وحماس تدعي النصر لأنها لا تزال حية".

وتقول الصحيفة إن قادة حماس من الجناح السياسي الذين يزعمون انفصال العسكري عنهم كانوا يتحدثون عن إصرار المقاتلين على التجمع ومواصلة القتال.

وبعيدا عن كل هذا ترى الصحيفة أن "أيا من الطرفين لم يحقق هدفه الرئيسي، وهو  القضاء على خصمه. فإسرائيل لن تذهب وكذا الفلسطينيون ومن بينهم المتشددون الذين سيجدون مكانا وجمهورا  طالما غاب الأمل والقائد المسؤول المعتدل الذي يوجه الطريق نحو مستقبل أحسن".

 وتعتقد الصحيفة أن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني لم يعد مشكلة ضيقة يمكن تحديدها واستمرارها واحتواؤها والسيطرة عليها، فبقدر ما أصبح الشرق الأوسط مكانا غير مستقر – يتدفق منه اللاجئون، وينتشر فيه المتشددون السنة في كل من سوريا والعراق، ويتناحر فيه السنة والشيعة، بل ويتقاتل السنة فيما بينهم، حيث تهاجم قوات السنة الأكراد إضافة للمسيحيين والأقليات الأخرى، وتعيش المنطقة تطرفا وعدم استقرار في كل مكان.

كل هذا يجعل من المحادثات غير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وبوساطة مصرية مهمة وتعبد الطريق أمام شيء كبير ومستمر يتجاوز وقف إطلاق النار.

 وهناك شروط واضحة تتعلق بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل سواء من حماس أو غيرها من الجماعات، كما ويجب وقف عمليات تهريب الأسلحة عبر الأنفاق وانتاج أسلحة جديدة في غزة.

 وتستدعي الحاجة عقد مؤتمر للمانحين لإعادة إعمار غزة ولكن بعد الحصول على تأكيدات بعدم حرف الدعم المخصص للمدنيين واستخدامه لإنتاج الصواريخ وبناء الأنفاق. وبدون هذا فلن توافق إسرائيل على إنهاء الحصار والذي حصر الغزيين في مكانهم وحرمهم من الاستيراد والتصدير وفرص العمل.

و"تريد حماس من إسرائيل  إطلاق سراح المعتقلين، وتريد السلطة الوطنية التي تعترف بإسرائيل دورا في الإشراف عى المعابر بين غزة وإسرائيل، وقد عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي عن رغبته بتوسيع سيطرة السلطة لغزة ولكن يجب أن لا تلعب دور الشرطي فقط. فأي اتفاق يخرج من القاهرة يجب أن يصمم كي يقوي السلطة ورئيسها محمود عباس من خلال منحه إدارة الأموال التي سيتم التبرع بها لغزة، وقد يكون من المناسب حضور حماس في القاهرة لكن الجماعة لا تمنح الفلسطينيين سوى العدمية والمعاناة الدائمة".

وتنهي بالقول "كنا نتمنى دائما مأساة كهذه تؤدي لدفعة حقيقية نحو سلام دائم، ولكن الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الهش هو هدف كبير في حد ذاته".