تقدم المحامي نبيه الوحش ببلاغ إلى النائب العام المستشار هشام بركات، يطالب فيه بالتفريق بين الإعلامي إبراهيم عيسى وزوجته، لارتداده عن الإسلام، بحسب البلاغ.
وقال الوحش -في بلاغه- إن إبراهيم عيسى ظهر في إحدى القنوات الفضائية في شهر رمضان الماضي، وسب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنكر فرضية الحجاب الأمر الذي يخرجه بدوره من دين الإسلام، حسبما جاء في البلاغ.
ووصف الوحش في بلاغه إبراهيم عيسى بالجاهل الجهول، واتهمه بأنه أخذ على مدار ثلاثين يوما من شهر رمضان الماضي عبر برنامج "مدرسة المشاغبين"، على قناة "أون تي في"، المملوكة للعلماني نجيب ساويرس، بحسب تعبيره، يذيع تبولاته الفكرية، وتقيؤاته الإعلامية، وتبرزاته العفنة الكريهة، ومنها اتهامه لسيدنا عمر بن الخطاب بالتحرش بإحدى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم.
واتهم الوحش عيسى بأنه قال في برنامجه إن آيات الحجاب نزلت لوجود حالات تحرش في مدينة رسول الله، وادعى أن الشباب والرجال كانوا يتحرشون بالنساء أثناء قضائهن حاجتهن، ثم قال بالحرف الواحد إنه لا يوجد في اللغة ولا في الشرع شيء اسمه الحجاب، وذهب إلى حد إنكار عذاب القبر، واعتبر ذلك بدعة.
واتهم الوحش عيسى في بلاغه بأنه شيعي الفكر بهائي التوجه، وقد قال مجمع البحوث الإسلامية إنهم خارجون من الملة، ويجب إقامة الحد عليهم إذا لم يستتابوا.
وأضاف: "باستعراض ما تقدم يكون المشكو في حقه قد أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وسب وقذف رسول الله، وآل بيته، وصحابته الطاهرين، وسب وقذف الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، وازدى أحد الأديان السماوية، وهو دين الإسلام، والطائفة المنتمي إليها من المسلمين".
وتابع الوحش أنه باستعراض ما تقدم يكون المدعى عليه قد أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، بإنكاره سورة النور التي فرضت الحجاب، مشددا على أن عيس بهذا الكلام الوقح الذي صدر عنه يكون قد خرج من ملة الإسلام، وأن الخارج عن ملة الإسلام لا ينعقد له زواج بمسلمة أو غير مسلمة، لأن الردة بمثابة الميت، والميت لا يكون محلا للزواج.
وطالب الوحش بتطبيق أقصى العقوبة على عيسى، لخروج آرائه السابقة عن الشرعية الدينية والقانونية. وطالب النائب العام بتطليق (آمال عبداللطيف) زوجة إبراهيم عيسى منه؛ لأنه خرج من الإسلام بتصريحاته تلك، فلا يجوز دينا أن تظل زوجته المسلمة في عصمته.
وكان عيسى أثار موجة من الغضب إثر ظهوره في برنامجه "مدرسة المشاغبين"، الذي أنكر فيه عذاب القبر أيضا، ما اضطر عددا من علماء الدين المحسوبين على المؤسسات الدينية الرسمية للدخول في جدال معه.
وكان القضاء
المصري حكم بالتفريق بين الدكتور نصر حامد أبو زيد وزوجته الدكتورة ابتهال يونس بعد إقامة
دعوى حسبة تطالب بالتفريق بينهما، على أثر اتهامه بالكفر من قبل لجنة من أساتذة جامعة القاهرة، أبرزهم رئيسها الدكتور عبدالصبور شاهين، حول كتابه "مفهوم النص" إذ قالت اللجنة إن الكتاب تضمن عداوة شديدة لنصوص القرآن والسنة والدعوة لرفضهما، والهجوم على الصحابة، وإنكار المصدر الإلهي للقرآن الكريم، والدفاع عن الماركسية والعلمانية، وعن سلمان رشدي.
وعلى أثر هذا التقرير نشأت معركة فكرية واسعة بين أنصار أبي زيد ومؤيدي تقرير شاهين، وطالبته لجنة مكونة من 20 عالما من الأزهر بإعلان التوبة عن بعض الأفكار التي وردت في كتابه "مفهوم النص"، ورأوا أنها مخالفة لأحكام دين الإسلام.
وفي ساحة المحكمة طالبت هيئة المحكمة أبا زيد بالنطق بالشهادتين، وهو ما رفضه لرفضه فكرة التفتيش عن النوايا، كما قال هو في محاضرة له بالخارج بعد ذلك، وبدأ المحاضرة وقتها بنطق الشهادتين.
وعقب الحكم بالتفريق بينه وبين زوجته الدكتورة ابتهال يونس، أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة القاهرة، خرج أبو زيد إلى المنفى الاختياري في هولندا برفقة زوجته، ولم يعد إلى مصر إلا قبل وفاته بعدوى فيروسية غامضة في 2010.
في السياق نفسه، تقدم نبيه الوحش ببلاغ ضد الكاتبة نوال السعداوي في عام 2001، ومنعه من إقامته تعديل المادة الثالثة من قانون الحسبة عام 1996 عقب الجدل الذي أثاره الحكم في قضية أبو زيد، التي قصرت دعوى الحسبة على النيابة العامة.
وكانت القضية أثيرت بعد حوار للسعداوي بجريدة "الميدان" المصرية بسبب آراء وردت لها فيها، وبعث المفتي آنذاك الدكتور نصر فريد واصل بخطاب مطول للصحيفة أكد فيه أنه "إذا ثبت صحة ما هو منسوب إلى السعداوي تكون خرجت عن دائرة الإسلام". وفي تحقيقات أجراها مكتب النائب العام بناءً على البلاغ المقدم مع سعداوي، أقرت باحترام الأديان السماوية كافة.
واتهم الوحش السعدواي بازدراء الأديان والكفر لتعرضها لثوابت الدين في حوارها مثل الحجاب والحج وطالب بتفريقها عن زوجها الدكتور شريف حتاتة، إلا أن السعدواي قالت إنها عرضت الوجهة التاريخية للفرائض، وإنها لم تنكر فريضة الحج، إلى أن أنهت المحكمة الدعوى بالحكم برفضها لإقامتها من غير ذي صفة طبقًا للقانون، وظلت متزوجة من حتاتة حتى طلاقهما عام 2009.