فصل جديد يضاف لمعاناة سكان
مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق؛ فبعد الحصار المفروض على الحي منذ ما يزيد على 390 يوما، توقفت عملية إدخال
المساعدات الإغاثية الأخيرة للحي لليوم الثاني على التوالي.
وأدت
الاشتباكات العنيفة بين مسلحي "الجبهة الشعبية- القيادة العامة" من جهة ومسلحي "فتح الانتفاضة" من جهة أخرى، إلى توقف توزيع الطرود الإغاثية بعد سقوط ضحايا من المدنيين وهرب الآخرين "لإنقاذ أرواحهم" بعيدا عن رصاص الفصائل المتناحرة.
وقال الناشط الميداني مطر إسماعيل، في حديث خاص لـ "عربي21"، إن الاشتباكات الأخيرة والتي نشبت بين فصيلين يعرف عنهما أنهما "مواليان للنظام السوري"، كانت بسبب رفض الجبهة الشعبية للهدنة مع تأكيد موافقة "فتح الانتفاضة" على الهدنة، حيث بدأت الاشتباكات بين الفصيلين عند دخول "تراكس" لإزالة الركام والسواتر الترابية من جهة أول المخيم منذ عدة أيام.
وبيّن إسماعيل أن الاشتباكات الأخيرة، أدت لمقتل لاجئة فلسطينية من سكان المخيم وإصابة عدة أشخاص إثر قصف للجبهة الشعبية– القيادة العامة، على الطريق الرئيسي للمخيم، في الوقت الذي أفاد فيه ناشطون بمقتل مسلح تابع للجبهة الشعبية وعنصر من الأمن السوري أيضا، ضمن الاشتباكات المندلعة.
من جانب آخر، أكد الناشط، وقوف فصائل المعارضة العاملة في الحي موقف المتفرج من الاشتباكات الأخيرة رغم اتهامات الإعلام الموالي للنظام للمعارضة باستهداف دورية أمنية كانت ترافق وفد المساعدات الإنسانية التي توزع عند المدخل الشمالي للمخيم على الأهالي.
وكان مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في
سوريا "أنور عبد الهادي" صرح لصحيفة "الوطن" الموالية للنظام، بأن الاشتباكات قد أسفرت عن مقتل عنصر من الأمن السوري، مضيفا أنه "عمل جبان، والذي قام به مسؤول عن كل معاناة الشعب الفلسطيني داخل المخيم".
وقال إن "هذا يدل على ارتباط "المسلحين" بأجندات صهيونية" حسب تعبيره، وأكد "ضرورة إخلاء المخيم من السلاح والمسلحين في أقرب وقت"، مطالبا "المسلحين" بالذهاب إلى الجولان وفلسطين ليقاوموا هناك "إن كانوا مناضلين حقيقيين".
من جهته، أوضح إسماعيل أن الخاسر الأوحد في هذه المعادلة هم المدنيون الذي يئسوا من الوضع بعد محاولاتهم العديدة للضغط والتأثير على القيادة العامة للجبهة الشعبية لقبول الهدنة، مؤكدا استمرار باقي الأطراف بالمفاوضات أملا في تحقيقها.
ولفت إلى أن حملة التحريض الإعلامية التي يشنها النظام مؤخرا على كتائب المعارضة والناشطين العاملين في الحي لم تؤثر على شيء من نشاطاتهم، مؤكدا تطور عمل الناشطين في جميع المجلات رغم الحصار المفروض.
يشار إلى أن اشتباكات مماثلة جرت في الخامس من الشهر الجاري بين نفس الأطراف نجم عنها سقوط قتيلين، أحدهما من الجبهة الشعبية، وإصابة عدد من المدنيين ممن كانوا ينتظرون استلام المعونات الغذائية.