علق ديفيد إغناتيوس، الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" على مقتل الصحافي الأمريكي على يد تنظيم الدولة الإسلامية (
داعش)، قائلا إن الدعائيين في الدولة تخيلوا عندما صوروا عملية قطع رأس فولي أنهم سيرعبون العالم، لكن الناس لم يخلقوا بهذه الطريقة، "ليس في الدول الإسلامية أو أي مكان آخر، فهم يشعرون بالقرف والغضب، عندما يشاهدون عملا ساديا وتصرفا غير حضاري".
وأشار الكاتب إلى حديث الرئيس باراك
أوباما يوم الأربعاء، عندما علق على إصدار الشريط بكلام دقيق وأخلاقي واضح، أن الدولة الإسلامية "لا تمثل أي دين، فغالبية ضحاياهم هم من المسلمين، فلا دين يطلب من الناس ارتكاب
مذابح، ولا إله عادلا يقف إلى جانب ما فعلوه يوم أمس وما يفعلونه في كل يوم".
ويمضي الكاتب معلقا بأن شريط ذبح الصحافي يعبر عن "حالة ضعف" داعش وليس مصدرا للقوة "فأشخاص كهؤلاء عادة ما يفشلون"، وعلق أوباما: "يفشلون لأن المستقبل ينتصر فيه من يبنون لا من يهدمون".
وكان أوباما يتحدث كرئيس يجب أن يتحدث عن نتائج قتل المدنيين الأمريكيين، مؤكدا استمرار الولايات المتحدة بالحذر والتصميم على تحقيق العدل والاقتصاص ممن يتعرضون بالأذى للمواطنين الأمريكيين في أي مكان في العالم.
ويقول إغناتيوس إن "حياة وموت أسامة بن لادن تلخص لماذا كتب على استراتيجية القاعدة بالفشل، في حال تمسكت الأمم المتحضرة بإرادتها"، مشيرا إلى أن أوباما هو من صادق على العملية التي أخرجت أسامة بن لادن من عرينه في أبوت أباد في الباكستان، "لكن بن لادن اكتشف قبل وفاته بأشهر أنه فشل".
ويشير الكاتب هنا إلى الوثائق التي أخذت من مخبئه والتي تظهر معلومات عن الأيام الأخيرة لـ "بن لادن"، وأنه كان مهموما بالأخطاء التي ارتكبتها القاعدة. فالقتل الوحشي الذي مارسته الحركة أرعب وأبعد المسلمين عنها لدرجة فكر فيها بن لادن بإعادة تسمية وإخراج التنظيم بصورة مختلفة. واقترح 10 أسماء يمكن أن تكون مقبولة لأذان العالم.
وتأمل بن لادن في رسالة عن "سوء الحسابات الخاطئة" و"قتل المدنيين الذين لم يكن له داع" والذي أضر بالقضية الجهادية. قائلا إن "ارتكاب هذه الأخطاء فعل عظيم". ولاحظ أن سفك دماء المسلمين قد أضر بكل الأمم الإسلامية، وذهب بعيدا عندما طالب القادة التابعين للقاعدة بالاعتذار وتحملهم مسؤولية ما فعلوا.
ويربط الكاتب هنا بين ما قاله بن لادن وعمليه الإعدام المروعة، تعيدنا لكل ما شجبه بن لادن وعنف فيه قادة القاعدة في العراق، فالجماعة التي جاءت بعدها أيا كان اسمها قررت تدمير نفسها بثورة متطرفة ومتعطشة للدماء "وأفعالها وفخرها ما هو إلا
فنتازيا جهادية تحتفل بعنف إباحي لقتل ديني وذبح وصلي للشيعة المسلمين والإيزيديين والمسيحيين والمعارضين السنة".
ويعلق الكاتب: "شاهدنا الشر من خلال فتحة عيني اللثام الذي لبسه قاتل فولي، ولكن وقف هذا الشر يظل عملية صعبة، فكما شاهدت الولايات المتحدة خلال العقد الماضي، فالهوس لوقف
الإرهاب قد يجر البلد في حروب لا يمكن الانتصار بها وأفعال لا أخلاقية".
ويقول الكاتب إن أوباما قاوم وفكر في كيفية احتواء ومحو الدولة الإسلامية بدون جعل الولايات المتحدة عدوا للعالم الإسلامي. ودافع الكاتب عن سياسة الرئيس الذي يتمنى لو أنه كان واضحا وأكثر حسما في البداية. ومع ذلك، فالأساس الذي قامت عليه سياسته كان صحيحا ومشى خطوة بعد خطوة من أجل مواجهة هذا الخبث.
ويشير إلى رفض أوباما مطالب الحكومة العراقية لضرب العدو الذي يهددها حتى تم تغيير المالكي. وأكد على محدودية العملية العسكرية وطابعها الإنساني، وهي إنقاذ الإيزيديين الذين علقوا في جبل سنجار وتعهد بالدفاع عن إربيل، ثم جاءت المرحلة المهمة في هذه الحملة وهي الدفاع عن سد الموصل واسترجاعه من الجهاديين لأهميته الاستراتيجية، وقامت الطائرات الأمريكية بـ 59 غارة على السد من 90 غارة نفذتها في العراق من 8 آب/ أغسطس.
وفي نفس المقام يدافع الكاتب عن رفض الإدارة الأمريكية دفع فدية لداعش مقابل الإفراج عن فولي، حيث نفذت القوات الخاصة عملية في 4 من تموز/ يوليو لإطلاق سراحه وآخرين، لم تنجح.
ويرى الكاتب أن هذه قرارات صعبة ولكنها صحيحة في عملية طويلة ضد قتلة شرسين.