أفاد ناشطون مدنيون من محافظة إدلب شمال
سوريا، بأنّ قوات الأمن السوري والشبيحة التابعة له بدأوا بمصادرة ممتلكات وبيوت المعارضين للنظام السوري ضمن مدينة إدلب، مضيفين أن الكثيرين من موظفي دوائر الدولة الرسمية قطعت رواتبهم بسبب تهمٍ وجهتها لهم الأجهزة الأمنية السورية، كالارتباط بتنظيمات "إرهابية"
معارضة أو الحصول على تمويل خارجي.
وقال عضو تنسيقية مدينة إدلب محمد أبو الشام في تصريح خاص لـ "عربي21": "لقد بدأت قوات الأمن السوري والشبيحة بمصادرة بيوت وأموال معارضيه أو من تربطه صلة قرابة بالثوار، متابعا بأنهم بدأوا أيضا بتهجير عائلاتهم وأطفالهم بشكل ممنهج ويومي".
وأكد أنه يسمع كل يوم عن استحواذ أحد
الشبيحة على منازل المطلوبين بالقوة مع الأثاث المنزلي والحاجيات الخاصة بالنساء، وخاصة حي الشيخ ثلث، شرق المدينة، بسبب كثرة الثوار من أبناء الحي، وهم في معظمهم من عائلة زرزور وسيد عيسى وسميع.
وأوضح أبو الشام، أنه عندما يستحوذ الشبيح على المنزل من غير علم أصحابه الفارين من المدينة يقوم بتغيير قفل الباب ويسكنه أو يقوم بتأجيره. ونتيجة لذلك سعى أقرباء المطلوبين للالتفاف على هذا الخطر؛ فمنهم من قام بتأجير البيوت التي هجرها أصحابها، ومنهم من قام بتأمين دعم من أحد الشبيحة ليمنع أي شبيح آخر من الاستحواذ على المنزل.
من جانبها، قالت إحدى زوجات المطلوبين، إنها حينما عادت إلى منزلها في حي الضبيط حاولت أن تفتح الباب، فوجدت أن القفل قد تم تغييره. وعندما سألت الجيران أظهروا الخوف وتهربوا من الإجابة، وبعد لحظات شاهدت باب منزلها يفتح ويخرج منه أحد عناصر شبيحة إدلب ليخبرها بأن هذا المنزل أصبح ملكه هو وكل ما يحويه.
بدوره، قال محمد بازرباشي وهو شقيق الناطق الرسمي لـ"حركة أحرار الشام الإسلامية" المعارضة في تصريح خاص، إن النظام صادر كل ممتلكات العائلة من أراض وبيوت ومحال تجارية، مؤكدا أن مبنى عائلته المكون من ثلاثة طوابق تسكنه عائلات لضباط من المخابرات الجوية والأمن العسكري.
وجاء هذا بعد اعتقال أكثر من أحد عشر شخصا من أفراد عائلة بازرباشي، وتمكنت "أحرار الشام" من تحرير والده وعمه من خلال صفقة تبادل مع جنود علويين من النظام.
أما أبو محمود، فبين أن كتائب "الدفاع الوطني" أي الشبيحة في المدينة، صادرت سيارته مبررة ذلك بانتماء أخيه لإحدى كتائب المعارضة المسلحة، مضيفا أن سيارته يركبها اليوم عناصر من أمن الدولة وأنه يشاهدها كل يوم دون أن يتجرأً على المطالبة بها.
أما فيما يخص قطع رواتب العاملين في الدولة، قالت الصحافية السورية نور مارتيني، إنها تعرضت لمضايقات بسبب آرائها المناهضة للنظام في سوريا بعد ثورة آذار/ مارس 2011 في عملها، وكانت تعمل بالمركز الثقافي في مدينة إدلب، إلى أن خرجت من المدينة وتم فصلها فيما بعد وقطع راتبها بشكل كامل.
يشار إلى أن إدلب تخضع لسيطرة النظام السوري منذ نيسان/ إبريل 2012 بعد معارك استمرت لثلاثة أيام مع قوات المعارضة سقط خلالها عشرات القتلى الجرحى، كما أنه نزح المئات من سكانها.