أعلنت قناة فضائية
مصرية خاصة مساء الثلاثاء، تأجيل إذاعة برنامج مثير للجدل لاكتشاف مواهب
الرقص الشرقي بعد إذاعة حلقة واحدة فقط منه الاثنين.
وأوضحت قناة "القاهرة والناس" - في بيان لها - أن سبب تأجيل برنامج "الراقصة" لأجل غير مسمى هو حادث مقتل 11 مجند في كمين بمدينة رفح بشمال سيناء، مشيرة إلى أنه سيتم إعادة النظر في عرض البرنامج مرة أخرى.
ويأتي هذا بعد أيام من الانتقادات الشديدة من قبل علماء
الأزهر وبلاغات من عدد من المحامين والمواطنين في مصر للمطالبة بوقف البرنامج.
وأوضحت القناة أنها حرصت على إذاعة البرنامج "الترفيهي" ليكون مصدرا للبهجة، وتأكيدا لفن مصري أصيل يشاركنا أفراحنا وكل مناسباتنا الطيبة، فن يتلهف إليه العالم ويفتح له مدارس وأكاديميات".
مجون في بلد الأزهر
وكان عدد من علماء الأزهر الشريف قد أعلنوا رفضهم للبرنامج واعتبروه تحديا سافرا وهجمة شرسة على الإسلام وأخلاقياته، وأكدوا أن كل مشترك في هذا العمل بالقول أو الفعل أو حتى الصمت هو "آثم شرعا".
وقالوا في بيان لهم السبت الماضي، إنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تعري النساء في هذا البرنامج.
واستنكر وكيل الأزهر الشريف عباس شومان - عبر صفحته على "فيس بوك" - تجاهل آراء علماء الأزهر حول برنامج "الراقصة"، مؤكدا أنه يساهم في هدم المجتمع.
وقال الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر عبد الحميد الأطرش، إن الرقص من الخلاعة والمجون ولا ينبغي في بلد الأزهر أن يعرض فيها وعلى قنواتها هذه الرذيلة".
وأضاف: "لنعلم أن هدم الأخلاق هو سبب ضياع أي بلد"، مطالبا بأن تتصدى الدولة لهذه المهاترات التي من شأنها نشر الفاحشة في المجتمع.
وقال عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية مظهر شاهين، إن البرنامج يأتي ضمن مسلسل الهجوم الشرس على الإسلام وأخلاقياته، والحرب الضروس على قيمنا وأعرافنا.
وأكد أن عدد من العلماء أصدروا بيانا حول البرنامج لحماية الدين والمجتمع من الانحراف والتشويه، ومن بين الموقعين عليه الشيخ خالد الجندي والدكتور أحمد كريمة والدكتور آمنة نصير والشيخ أحمد تركي.
وجاء في البيان رفض العلماء لكل صور الانحراف، مشيرا إلى أن هناك هجمات متتابعة على قيم المجتمع، كان آخرة ذلك البرنامج الذي تتعرى فيها النساء باسم الفن.
وتساءل البيان "هل يتفق هذا البرنامج العاري مع ما يدعو الله إليه من العفة والحياء وما أقره الدستور المصري من الاهتمام بالقيم الأخلاقية؟ ولماذا يصر البعض على إحراج الدولة واستفزاز الشعور الأخلاقي العام، خاصة والبلاد مقبلةٌ على انتخابات برلمانية فارقة؟".
وتابع "لماذا يعتقد البعض أن علماء الأزهر ينحصر دورهم في فقه العبادات فقط ويمنعونهم من فريضة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولماذا سكت البعض عن هذه المصيبة الأخلاقية، رغم أنهم من وقت قريب أعلنوا فزعهم من ورقة بيضاء تدعوا للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا منع رئيس الوزراء عرض فيلم حلاوة روح وترك هذا البرنامج الكارثي؟".
واختتم البيان بالمطالبة بوقف البرنامج ومنع عرضه حفاظا على القيم والأخلاق، ومنعا للفاحشة من الانتشار في المجتمع.
الريموت معاك
ويقول فريق البرنامج إنه أول مسابقة دولية للرقص الشرقي في مصر والعالم، ويهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الرقص الشرقي وإحياء ذكرى راقصات الزمن الجميل مثل تحية كاريوكا ونعيمة عاكف وسامية جمال وبديعة مصابني".
وشارك في البرنامج 27 راقصة تم اختيارهن من بين الراقصات المحترفات من كل أنحاء العالم بعد أن اجتزن مقابلات واختبارات حية في مصر وعدة دول أجنبية، ثم تمت دعوتهن إلى القاهرة لتصوير البرنامج الذي استغرق نحو شهرين.
وتتكون لجنة تحكيم البرنامج من الراقصة المصرية دينا والسيناريست تامر حبيب والممثلة فريال يوسف.
وصرحت "دينا" - في مقابلة تلفزيونية مع قناة المحور مساء الاثنين - أن البرنامج كان حلما لها منذ فترة طويلة حتى تعرف الجمهور أن الرقص مهنة محترمة تتطلب جهدا كبيرا وتدريبات شاقة.
أما تامر حبيب فقال إنه ليس نادما أو محرجا من المشاركة في البرنامج، واصفا تقييمه لأداء الراقصات بأنه "تجربة محترمة".
وعن مهاجمة البرنامج قال "نحن مجتمع متناقض نشتم بعض الأشياء ونحن في الحقيقة معجبون بها، ونهاجم الرقص والراقصات، لكننا نرقص في الأفراح والشوارع وحتى في الانتخابات، وأقول لمن يرفض البرنامج الريموت معاك.
وكان النائب العام قد تلقى عدة بلاغات تطالب بوقف عرض البرنامج لما يمثله من إهانة للدولة وجعل مظهر ونساء مصر في المجتمعات سيئا في الدول العربية.
وقال مقدمو البلاغات، إن البرنامج استفز مشاعر كثير من المواطنين، وحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحات مشتعلة حيث جعل البلاد مرتعا للفن الهابط.
وأشار سمير صبري المحامي، أحد مقدمي البلاغات، إلى أن قناة القاهرة والناس أذاعت البرنامج في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على رغم أنها تخوفت من إذاعته في عهد الرئيس محمد مرسي، مشيرا إلى أن إذاعة البرنامج في هذا الوقت سيمنح الفرصة للمتربصين والمعارضين للسيسي لاستغلال البرنامج لمهاجمته على اعتبار أنه يوافق على الإباحية.