أُغلقت المداخل الثلاثة لمدينة مُراكش
المغربية (وسط)، ولم يعد من منفذ إليها إلا طريق واحد، تكتظ السيارات على جنباته، فيما ينشغل الممثل الأمريكي توم كروز على الطريقين الأخرين الواصلين بين مدينتي مراكش وأغادير (جنوبا)، بأداء مشاهد من فليمه المُقبل "المهمة المستحيلة 5"، وتتكدس شاحنات المُعدات والديكور على طول الطريق، فيما يضطر القادمون من الجنوب لتحويل مسار رحلاتهم.
السلطات المغربية أعلنت، في بيان لها أن الطريق السيار الرابط بين مدينتي مراكش وأغادير (وسط البلاد) سيكون مقفلا في وجه حركة العبور العادية ابتداء من 30 أغسطس/ آب الماضي حتى 12 سبتمبر/ أيلول الجاري، حيث سيخصص خلال هذه الفترة لتصوير مشاهد من
الفيلم الأمريكي "المهمة المستحيلة 5" للنجم العالمي توم كروز.
وقال كمال نجاح العائد إلى مدينة أغادير بعد قضائه عُطلته الصيفية في رحاب مدينة مراكش، بنبرة غاضبة، في اتصال هاتفي مع الأناضول، أنه اضطر لتغيير مسار رحلته بعد إغلاق مسلك عبوره المُعتاد في اتجاه محل إقامته، لغلق الطريق ، وتوقف حركة
السير به بسبب أعمال تصوير فيلم توم كروز.
وأضاف "إن لم تكن من العارفين بمداخل مدينة مراكش، ولم تتأمل طويلا في الإشارات التي وضعت قرب الطريق ، فقد تقود سيارتك في اتجاه طريق مسدود، وتضطر أن تدفع أجرة استغلال الطريق (حكومية) التي تصل إلى حوالي 10 دولارات، فيما لم تعبر سيارتك غير بضع كيلومترات تائها".
والشركة الوطنية للطرق السيارة في المغرب، هي شركة مساهمة عمومية تخضع ماليتها لمراقبة الدولة كما هو حال سائر شركات المقاولات العمومية.
حركة السير التي ستتوقف على هذا الطريق مدى 14 يوما تزامنت مع موسم العودة من العطلة الصيفية التي يقضيها المغاربة في المزارات السياحية التي تتصدرها مدينتي مُراكش وأغادير، أكبر المدن السياحية في البلاد، أربكت حركة السير على الطريق الرابط بين المدينتين، وأثارت استياء واستنفار المئات من مستخدمي الطريق الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لتتبع إشارات وعلامات تغيير مسارات الطريق، ليسلكوا الطرق الفرعية عوضا عن الطريق المُباشر، حيث تصور مشاهد الفيلم.
يؤدي "توم كروز" دور البطولة في فيلمه الجديد "المهمة المستحيلة 5"، الذي من المرتقب أن يعرض في دور السينما العالمية أواخر العام المقبل، إلى جانب عدد من ألمع نجوم هوليود مثل سيمون بيج وباولا باتون وجيرمي راينز، واختار مخرج الفيلم الانتقال إلى المغرب لتصوير بعض من مشاهد الفيلم الذي صُورت أغلب لقطاته بالعاصمة البريطانية لندن، ودار الأوبرا بالعاصمة النمساوية فيينا.
وكان الجزء الأخير من سلسلة "المهمة المستحيلة"، التي عرض أول أجزائها عام 1996 ، قد حقق عائدات مالية مهمة بلغت حوالي 694 دولار أمريكي، ويُذكر أن الجزء الثاني من هذه السلسلة قام بإخراجه سنة 2000 المخرج الأمريكي الشهير "جون وو" بميزانية بلغت 125 مليون دولار، فيما خصصت للجزء الثالث الذي عرض عام 2006 ميزانية بمقدار 150 مليون دولار، بينما أدى دور بطولة الجزء الرابع الذي عرض عام 2011 من هذه السلسلة النجم الأمريكي براد بيت بميزانية بلغت 145 مليون دولار.
ورغم تداول عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية المغاربة لمبالغ تقول إن الشركة المُكلفة بتدبير الطرق السيارة في المغرب، قد حصلت عليها مقابل استغلال الطريق ، إلا أن هذه الأخيرة لم تكشف عن قيمة الصفقة واكتفت بإعلام المواطنين بأن الطريق الرابط بين مراكش وأغادير متوقف مؤقتا ولن يتم استئناف العبور فيها بشكل عادي قبل 12 سبتمبر/أيلول الجاري.
وتُخصص الشركة المُكلفة في المغرب بتسيير الطرق السيارة عوائد استخدام الطرق بشكل رئيسي في تغطية نفقات صيانة الطُرق والديون المتراكمة عليها للشركات الدولية في مجال إنشاء الطرق التي يعهد إليها ببناء هذه الطرق في المغرب.
وتحتضن عدد من المناطق المغربية تصوير أفلام سينمائية عالمية، نظرا لما تتوفر عليه من مؤهلات ومناظر طبيعية ومآثر تاريخية، في مقدمتها مدينة ورززات، حيث استقطبت هذه المدينة واستوديوهاتها عددا من المخرجين العالميين الذين صوروا بها أعمالا خالدة في السينما العالمية، كالمخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي في فيلمه المثير للجدل "الإغراء الأخير للمسيح" والأمريكي جوزيف فون ستيرنييرغ الذي قصد مدينة ورزازات أوائل القرن الماضي لتصوير فيلمه "القلوب المحترقة".
وكان المخرج الأمريكي "ريدلي سكوت" قد صور فيلميه "المصارع" و"كينغ أو هافن" بضواحي "وزرارات" (جنوب شرق)، كما دارت أحداث أفلام للمخرج أنتوني كوين والمخرج أوليفر ستون بهذه المدينة واستوديوهاتها وقلاعها وقصورها التاريخية وواحاتها، التي تعد مكانا مناسبا لتصوير الأفلام التاريخية بالنظر لمعمارها الأثري والبسيط وجوها الصحرواي الجاف، كما تتمتع مدينة ورزازات باستوديوهات "فرعونية" شهدت تصوير عدد من الأفلام التي تناولت أحداثا تاريخية تعود إلى هذا العهد القديم، كفيلم "كليوباترا" وأخرى تؤرخ لقصص الأنبياء وحياتهم كأفلام "لابيبل'' و"عيسى" و"النبي يوسف''.
وازدهرت في الآونة الأخيرة بشكل لافت مشاريع الصناعة السينمائية في المغرب، حيث من المرتقب أن تحط عدد من شركات الإنتاج السينمائية العالمية الرحال بمناطق مغربية لتصوير مشاهد من أفلام عالمية لها، من بينها السلسلة الأمريكية "كينغ توت"، وفيلم آخر للمخرج الأمريكي "زاك سنيدير" بالإضافة إلى أفلام سينمائية دولية أخرى .