تجريد (إسرائيل) من أخطر أسلحتها

أخطر أسلحة (إسرائيل) على الإطلاق في مواجهة الأمة وفلسطين والقضية والمقاومة، هو شرعيتها المزعومة.

وهى الشرعية التي انتزعتها بقبولها عضوا في الأمم المتحدة عام 1949، وباعتراف غالبية دول العالم بها خاصة من الدول الكبرى، ثم وهو الأخطر والأمرّ باعتراف منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بها في 1993، بالإضافة بالطبع إلى اعتراف مصر في 1979 والأردن في 1994.

***

لماذا هو السلاح الأخطر؟ 

• لأنه إن كانت إسرائيل دولة مشروعة، وهى ليست كذلك، فإن من حقها أن تدافع عن نفسها مثل أي دول طبيعية في العالم.

• ومن حقها أن تضرب وتعتدى بل وتقتل كل من يهددها أو يستهدف وجودها وأمنها بالقول أو بالفعل.

• وان تحاصر غزة والمقاومة التي تهدد امنها ووجودها الشرعي.

• وأن تنزع أي سلاح يطلق عليها أو يهددها.

• ومن حقها أن تطارد وتأسر وتعتقل كل من يعاديها ويهدد أمنها. 

• وأن تحول بأي ثمن دون بناء دولة فلسطينية على حدود 1967 لأنها ستتحول إلى قاعدة فلسطينية إرهابية تطالب بباقي الأرض، على غرار ما حدث في غزة بعد انسحابها.

• وأن تحتل مزيد من أردها التاريخية! التي لم تعرف منذ آلاف السنين، كما يدعون، تقسيمات 1948 و1967.

• وأن تهوّد القدس وتحيي مقدساتها الدينية، في مواجهة المقدسات المزعومة للاستعمار العربي، إسلامية كانت أو مسيحية!. 

• وأن ترفض قرار حق العودة للفلسطينيين إلى أرضها التي اعترف العالم بملكيتها التاريخية لها.

• وستصبح الصواريخ الفلسطينية والعمليات الاستشهادية والأنفاق كلها أعمال إرهابية تستوجب كل أنواع الردع الممكن.

• و سيكون إرهابيا أي شخص أو جماعة أو تنظيم أو مفكر أو باحث أو مدرس تاريخ أو ربة منزل، تنكر وجود إسرائيل ولا تعترف بها ولا بشرعيتها ولا بملكيتها وسيادتها على الأرض التي نعرفها نحن بفلسطين، ويسمونها هم ارض إسرائيل. وكذلك كل من يستهدف أو يحلم أو حتى يدعو الله بزوال إسرائيل وعودة فلسطين كاملة إلى أهلها.

• أي بمختصر القول، أن كانت إسرائيل مشروعة فانه يحق لها أن تفعل كل ما تستطيعه من أعمال الدفاع والهجوم والوقاية في مواجهة كل من يهدد وجودها الشرعي اليوم أو في المستقبل، مثلها في ذلك مثل كل أمم ودول العالم الطبيعية.

• وبهذا المنطق المقلوب، سيكونون هم الأخيار ونحن الأشرار.

***

وبالفعل وانطلاقا من هذه الشرعية المزعومة، تبرر إسرائيل دائما أمام الرأي العام العالمي، ما تقوم به وما ترتكبه من جرائم القتل والإبادة والعدوان كل يوم ضد الفلسطينيين والعرب على امتداد اكثر من 60 عاما.

ولا نزال نتذكر جميعا ما قاله شمعون بيريز في مؤتمر دافوس عام 2009 حين أراد تبرير عدوان الرصاص المصبوب الذى أودى بحياة 1500 فلسطيني، حين وجه السؤال التالي إلى الحاضرين من مندوبي الدول: ((من منكم يقبل أن تطلق الصواريخ على أرضه وشعبه كما يحدث لنا في إسرائيل؟))

وكانت إجابة غالبية الحضور هي التفهم الكامل لموقف إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها!.

وهو ما كرره الأمريكان والأوروبيون عشرات المرات في العدوان الأخير.

***

ماذا يترتب على ذلك؟

يترتب عليه ضرورة تصحيح بوصلة أهدافنا ومعاركنا في المرحلة القادمة بحيث يكون على رأسها ((العمل على تجريد إسرائيل من هذه الشرعية الباطلة والمزعومة بأي ثمن)).

أما لو اكتفينا بتوجيه النقد إلى عنصرية إسرائيل وحصارها لغزة، أو عدوانيتها، أو مستوطناتها، أو رفضها تقديم أي تنازلات في المفاوضات الفلسطينية، أو رفضها لحق العودة للفلسطينيين أو اعتقالها لآلاف الأسرى...إلى آخر كل هذه الممارسات الإسرائيلية اليومية، بدون أن نقوم بربط كل قضية منها بالقضية الكبرى والرئيسية وهى بطلان هذا الكيان الصهيوني، فلن يجدينا ذلك كثيرا.

صحيح أن كلها معارك ضرورية وهامة ومؤثرة وواجبة ولكن عدم ربطها بالقضية الرئيسية يضعف منطقها ويهدمه.

***

كيف نبدأ؟

أولا بإعادة الاعتبار إلى الثوابت الوطنية الفلسطينية والعربية المتمثلة فيما يلي:

• فلسطين تحديدا هي كل الأرض الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، بحدودها الدولية مع الأردن وسوريا ولبنان ومصر في عهد الانتداب البريطاني 1922

• عدم مشروعية الاغتصاب الصهيوني لأرض فلسطين الذى بدأ منذ بداية القرن العشرين ولا يزال قائما.

• عدم مشروعية الكيان الصهيوني المسمى بدولة إسرائيل وعدم مشروعية كل الأسس والقرارات الدولية التي قام على أساسها، بدءا بوعد بلفور وصك الانتداب البريطاني على فلسطين الصادر من عصبة الأمم عام 1922 وقرار التقسيم الصادر من الأمم المتحدة رقم 181 وانتهاءً بالقرار رقم 242 ومعاهدات السلام العربية الإسرائيلية. 

• عدم مشروعية أي تسوية سياسية للقضية الفلسطينية يتم فيها الاعتراف بشرعية الاغتصاب الصهيوني لأى جزء من ارض فلسطين.
• مشروعية التحرير لكامل ارض فلسطين المغتصبة.

• المقاومة بكل أشكالها هي الطريق الصحيح للتحرير.

***

ثانيا ـ تنظيم حزمة من الحملات والمعارك الفكرية والسياسية والقانونية من أجل:

• نشر وتوضيح الرؤية الحقيقية والصحيحة للقضية الفلسطينية مبدئيا وتاريخيا ومستقبليا في مواجهة الرؤية الصهيونية.

• إلغاء قرار تقسيم فلسطين الصادر من الأمم المتحدة الصادر في 19 نوفمبر 1947.

• إسقاط القرار 242 وسحب الاعتراف به كأساس للتسوية.

• إسقاط كل اتفاقيات التسوية العربية مع العدو الصهيوني مثل وكامب ديفيد ووادي عربة ومبادرة السلام العربية.

• إسقاط اتفاقيات أوسلو 1993 وكل ما ترتب عليها من اعتراف بمشروعية الكيان الصهيوني والتنازل عن باقي ارض فلسطين، وتجريد الفلسطينيين في غزة والضفة من أي سيادة على الأرض، وتكريس فكرة أن المقاومة هي إرهاب، وان تصفيتها هي الهدف الرئيسي أن لم يكن الوحيد لاتفاقيات أوسلو.

• مع دعوة السلطة الفلسطينية وقيادات منظمة التحرير وفتح إلى الانسحاب من المفاوضات مع إسرائيل والتنسيق معها وسحب اعترافها بمشروعيتها والعودة إلى المقاومة.

• والدعوة إلى وحدة الصف الفلسطيني على أرضية المقاومة من اجل تحرير كامل التراب الفلسطيني.

*** 

ثالثا ـ الأدوات:

• تشكيل جبهة واحدة من أنصار فلسطين ومناهضي إسرائيل والصهيونية على امتداد كل الساحات الفلسطينية والعربية والعالمية بصرف النظر عن مرجعياتهم الأيديولوجية والسياسية.

• جبهة تضم كل من يتبنى هذه المنطلقات المبدئية، وغايتها الاستراتيجية المتمثلة في سحب الشرعية من الكيان الصهيوني. 

• والتنسيق فيما بين أفرادها وحركاتها المتعددة لوضع وتنفيذ خطط وآليات عمل تفصيلية لتحقيق هذا الهدف. 

• وأتصور أن تكون الخطوة الأولى في ذلك هي الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي أول بعنوان ((هي فلسطين وليست إسرائيل)).