كتب
مكرم محمد أحمد: تزداد الأوضاع في
ليبيا سوءا ويتفاقم خطرها على أمن
مصر الوطني، بعد أن نجح تحالف قوى الشر هناك الذى يضم جماعة الإخوان المسلمين وقوات فجر وأنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة وميليشيات مدينة مصراتة في الاستيلاء على العاصمة طرابلس وجزء كبير من بنغازي.
وعدد من المدن الليبية الأخرى أهمها درنة التى تشكل القاعدة الأساسية لكوادر جماعة الإخوان الهاربين من مصر، يأملون فى إعلانها مقرا مؤقتا لخلافة إسلامية جديدة تنافس خلافة أبو بكر البغدادي رئيس داعش التى أعلنها من فوق أكبر جامع فى الموصل!. ولايزال تحالف الشر تسانده تركيا وقطر يواصل ضغوطه إلى حد أن أصبحت ولاية طبرق آخر ولاية ليبية على حدود مصر، الخط الدفاعي الأخير لتجمع القوى الوطنية والقومية التي تضم القبائل وبقايا الجيش الليبي ومعظم فئات المجتمع المدني، يرفضون جميعا سطوة الجماعات المسلحة على مصير البلاد، ويدعمون الشرعية الدستورية ممثلة فى الحكومة والبرلمان المنتخب الذي يمارس مهامه من فوق عبارة شحن تقف فى ميناء طبرق!.
والأخطر من ذلك أن الشعب الليبي يعيش حالة انقسام حادة تهدد بنشوب حرب أهلية واسعة تأخذ البلاد إلى فوضى عارمة، خاصة مع حجم الأسلحة المهول في أيدي جماعات الإرهاب (2 مليون قطعة)، والدعم المالي والمادي الضخم الذى تقدمه قطر لهذه الجماعات التى ترفض كل محاولات التهدئة، ليبقى المشهد الراهن فى ليبيا على حاله، يشكل تهديدا متزايدا لأمن مصر الوطني.
ومع الأسف فان المجتمع الدولي يبدو غافلا عن مخاطر تحول ليبيا إلى قاعدة لجماعات الارهاب، باستثناء فرنسا التي حذر وزير دفاعها جون إيف من خطر وقوع ليبيا، بوابة أوروبا إلى شمال إفريقيا والصحراء الغربية، فى براثن جماعات الإرهاب، لتشكل تهديدا مباشرا للأمن الأوروبي وأمن البحر المتوسط، فضلا عن مخاطرها الحالة على معظم دول الجوار الجغرافي لليبيا فى شمال إفريقيا بما في ذلك مصر وتونس والجزائر والمغرب.