اتهم المسؤول السابق لمكتب رعاية المصالح
الإيرانية في
مصر، مجتبى أماني،
السعودية بإعاقة تطور العلاقات بين إيران ومصر.
وأوضح أماني: هناك رغبة سعودية في "إعقام كل ثورة عربية، لأنها تخشى من سريان هذه الأحداث إلى داخل أراضيها، لذلك قام السعوديون بتحشيد جميع طاقاتهم للوقوف بوجه المد العارم للصحوة الإسلامية، لكن الأحداث التي تشهدها الساحة اليمنية اليوم تدل على أن التحولات التي عصفت بالبلدان العربية لم تنته بعد، وهناك وقائع جديدة سيشهدها العالمان العربي والإسلامي".
وقال إن سياسة مصر تجاه إيران "ما زالت تسير على خطى الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك". وفقا لوكالة أنباء "فارس" الإيرانية.
ولفت إلى أن الانتخابات التي حدثت بعد انتصار الثورة في مصر أكدت رغبة الشعب المصري بقيادة الإسلاميين، وكذا هو الحال في ليبيا وتونس، مشيرا إلى أن "هذا التوجه لا يعني بالضرورة خلوص التيارات الإسلامية الموجودة على الساحة ونقاءها من الانحراف كما أن أعداء الإسلام بكل تأكيد لهم مخططاتهم الخبيثة في هذا المضمار".
وأضاف: "بما أنني عاصرت خمس حكومات في مصر، لاحظت أن الشعب المصري له ميول جادة في انتخاب التيار الإسلامي، وهذا ما شهدته في الانتخابات البرلمانية والرئاسية".
وكشف أماني عن تفاصيل لقائة بالصحفي المصري محمد حسنين هيكل والذي وصف بأنه عراب الانقلاب العسكري بمصر وقال "إن هيكل كان متحمساً لما حدث وسألني عن رأيي بهذه الأحداث، فأجبته بأن الإطاحة بمرسي هي مزيج من الثورة الشعبية والثورة الملونة والانقلاب العسكري، لذا لا بد من تعيين عنوان خاص لها غير هذه العناوين، لكنه لم يوافقني الرأي ودافع عما قام به العسكر، وكان يتوقع بأنني أؤيده في رأيه".
ولفت إلى إخباره هيكل بأن "الانقلاب العسكري يتجسد في قيام العسكر باعتقال
مرسي ونقله إلى جهة مجهولة".
وقال أماني: "مرسي سقط اليوم، وأُنشِئت حكومة جديدة على أساس انتخابات شعبية، لذلك فإن المصلحة تقتضي أن لا نتوقف على الماضي ونفكر بمصالح الإسلام والمسلمين وعلينا أن نقوي علاقاتنا بالحكومة المصرية التي ورثت حكم بلد عريق في حضارته وإسلامه، ولكننا لن نتنازل عن علاقاتنا الحميمة مع مصر ونرجو ان تعي النخبة في مصر هذا الأمر لتجاوز مخططات المتصيدين في الماء العكر".
وأماني هو سابع مسؤول عن رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، بعد إعادة افتتاح السفارة الإيرانية عام 1990، وقد امضى السنة الأولى إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك وبعد ذلك حكومة المشير حسين الطنطاوي ومحمد مرسي وعدلي منصور، وفي نهاية المطاف حكومة السيسي.