جو عدائي بين الجيش السوري الحر والنصرة لقصف التحالف مقرات الأخيرة - أرشيفية
قال قيادي ميداني في "الجيش السوري الحر" في منطقة ريف حلب، شمال سوريا، الأربعاء، إن قصف التحالف الدولي لمقرات "جبهة النصرة" جاء "مفاجئا".
وحذر من أن قصف "النصرة" خلق جوا عدائيا ضد الجيش الحر في الشارع السوري، ووضعه في "حصار" بين جبهات ثلاث هي "جبهة النصرة، و"تنظيم الدولة" وقوات النظام السوري.
يأتي ذلك، بينما قلل مصدر قيادي في "تنظيم الدولة" من أهمية الضربات التي استهدفت التنظيم في منطقة الرقة، شرق سوريا، موضحا أن 90% من مقراته في هذه المنطقة كانت "خالية" من المقاتلين.
وأوضح القيادي في "الجيش السوري الحر"، بريف حلب، أن "المسؤولين الأمنيين الأمريكيين أبلغونا بأن الغارات ستستهدف مقار داعش، فتفاجأنا بهم يقصفون مقرات النصرة، حيث وقع نحو 100 قتيل للجبهة في قصف استهدف فقط مقرين، واحد في بلدة كفردريان بريف إدلب (شمالا)، والثاني في ريف المهندسين بريف حلب (شمالا)".
وأضاف: "ضرب مقرات النصرة زاد الأمور تعقيدا، خصوصا على مستوى ردة الفعل الناس المؤيدين لضرب داعش"، حيث صار هؤلاء يعتبرون أن الضربات الجوية "تستهدف الإسلام والسنّة، وليس داعش التي يتفقون على ضربها"، مشيرا إلى أن ذلك خلق "جوا عدائيا ضد الجيش الحر يتهمه بالخيانة والعمالة للأميركيين".
ولفت القيادي، الذي انشق عن قوات النظام السوري منذ أكثر من سنتين، إلى أن "أحدا لم يتوقع ضرب مقرات النصرة وبالتالي فإن الجبهة لم تخل مقراتها"، شارحا أن "قصف مقرات النصرة في هذا التوقيت جعل الجيش الحر وقوى المعارضة المعتدلة محاصرة بين جبهات ثلاث".
وأضاف: "صحيح أنه لا استنفار على الأرض لمسلحي النصرة ضدنا حتى الآن، لكن الأمر مرشح للتبدل؛ لأن القصف الأمريكي يجعل داعش والنصرة في خندق واحد، وبالتالي تنتقل النصرة من قتال داعش إلى قتالنا وتصبح هي عدوا جديدا لنا".
وانتقد استراتيجية التحالف المتمثلة في قصف جبهة النصرة، معتبرا أنها "لا تأخذ الحساسيات السورية أو ما يجري على الأرض في الاعتبار".
وقال القيادي إن "نوعية السلاح وكميته، الذي تلقيناه مؤخرا، لم تتغير عما كنا نحصل عليه قبل الضربات" الجوية التي بدأها التحالف الدولي والعربي بقيادة الولايات المتحدة منذ فجر الثلاثاء، لكنه أوضح أن "كمية ونوعية السلاح التي لدينا ستصبح أكثر فاعلية بعد إضعاف داعش نتيجة الضربات الجوية".
وبدأت الولايات المتحدة ودول أعضاء في التحالف الدولي، فجر الثلاثاء، شن هجمات على تنظيم "داعش" في سوريا في دير الزور والرقة (شرقا) وحلب وإدلب (شمالا)، وأعلنت تنسيقيات سورية معارضة أن القصف طال أيضا مقارا لجبهة النصرة.