قال السفير البريطاني في
إسرائيل ماثيو غولد إن الدولة العبرية تخسر دعم الرأي العام البريطاني وبشكل متزايد؛ بسبب سياساتها التوسعية والحرب الأخيرة على غزة.
وجاءت تصريحاته في وقت وصف فيه وزير سابق الوضع في الضفة الغربية بأنه يشبه "الأبارتيد"، أو حالة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا في القرن الماضي.
ووصف السفير، الذي تحدث لراديو إسرائيل،
التصويت في البرلمان، الذي نظم يوم الإثنين للاعتراف بفلسطين، بأنه إشارة عن تراجع دعم الرأي العام البريطاني لإسرائيل.
وقال غولد "بعيدا عن المسألة الضيقة المتعلقة بالاعتراف بدولة
فلسطين، أنا قلق، في المدى البعيد، على التحول في الرأي العام البريطاني وخارجها تجاه إسرائيل".
وأضاف "خسرت إسرائيل الدعم بعد الحرب في هذا الصيف، وبعد سلسلة من الإعلانات عن بناء مستوطنات، وتصويت البرلمان هو إشارة حول اتجاه الرياح، وستواصل بالهبوب دون تحقيق تقدم في العملية السلمية".
وبحسب صحيفة "إندبندنت"، فقد قال عدد من النواب، الذين تحدثوا حول التصويت في البرلمان، إن موقفهم قد تغير حول المسألة الإسرائيلية – الفلسطينية قبل التصويت، لصالح المذكرة التي تقدم بها النائب العمالي غراهام موريس.
وفي سياق مشابه انتقد سير ألن دانكن، الوزير السابق في دائرة التطوير الدولي في وزارة الخارجية، في محاضرة ألقاها يوم الثلاثاء في المعهد الملكي للدراسات المتحدة، خوف المجتمع الدولي من انتقاد إسرائيل.
ووصف الوضع في مدينة الخليل، التي تعتبر منذ مدة طويلة، مشهدا للمواجهات القاسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يمكن أن ينظر إليها اليوم باعتبارها تعيش في ظل شكل من أشكال "الأبارتيد". وقال إن "رد الفعل الدولي الفقير، وخاصة من قبل الولايات المتحدة، هو الذي سمح لإسرائيل بمواصلة نشاطاتها الاستيطانية؛ لأنها -إسرائيل- تعتقد أنها لن تواجه اعتراضات".
ويرى دانكن أنه "مهما كانت مبررات الإسرائيليين أو محاولاتهم المقصودة لحرف الانتباه عن الموضوع، فعمليات الضم التدريجي التي تقوم بها إسرائيل لأراضي جيرانها وصمة عار على جبين العالم".
ويبين دانكن "احتلال، ضم، خرق القانون، تجاهل، تواطؤ؛ هذا الكوكتيل يعتبر عارا على حكومة إسرائيل، وعلى ما يبدو، ففي الضفة الغربية وُضع القانون الدولي على الرف. ويجب ألا نستخدم كلمة "أبارتيد" بطريقة مخففة، ولكن في حالة مدينة الخليل فالوصف حقيقي ولا يمكن إنكاره".
وتقول الصحيفة إن حكومة بنيامين
نتنياهو زادت من نشاطاتها الاستيطانية هذا العام، بالرغم من الشجب الدولي، ففي أيلول/ سبتمبر أعلنت إسرائيل عن أكبر مشروع استيطاني منذ 30 عاما، وضمت 900 دونم من أراضي مدينة بيت لحم. وقال راديو إسرائيل إن الخطوة جاءت ردا على اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين في حزيران/يونيو.
وكانت سفارة إسرائيل في لندن قد انتقدت التصويت في البرلمان، الذي جاء بصالح 274 صوتا مقابل 12 صوتا عارض المذكرة . وقال بيان من السفارة الإسرائيلية إن"اعترافا دوليا متعجلا يرسل رسالة مثيرة للقلق للقيادة الفلسطينية، التي تعتقد أنها قادرة على تجنب اتخاذ قرارات قاسية، والواجب على الطرفين اتخاذها، وقد تضعف من فرص التوصل لتسوية. ويجب أن يكون الاعتراف بدولة للفلسطينيين نتيجة لمحادثات سلام ناجحة بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية"، بحسب الصحيفة.
ويرد نقاد إسرائيل بالقول إن محاولات عدة للتفاوض أحبطها التعنت الإسرائيلي، وهو موقف عبّر عنه عدد من النواب البريطانيين يوم الإثنين.
وتنقل الصحيفة عن سير إدوارد لي، النائب المحافظ، والذي يعتبر من المؤيدين لإسرائيل، قوله "أعرف أننا سنتهم بالقيام بلفتة، وكل واحد تقريبا تحدث ليس من معسكر اليسار فقط ممن يلوحون بلافتاتهم في ساحة الطرف الأغر، ولكن كل نائب محافظ يعتقد أن الوقت قد حان لتحقيق العدالة للفلسطينيين".
ووصف زعيم حزب العمال الإسرائيليين اسحق هيرتزوغ تصويت
مجلس العموم البريطاني بأنه "فشل ذريع آخر لنتنياهو، والذي فشل في معرفة أن العاصفة السياسية تقترب"، وفق التقرير.
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن اليمين الإسرائيلي اعتبر التصويت في البرلمان ليس مهما، وقد هاجمه داني دايان، رئيس مجلس يشع للمستوطنات السابق وكتب على التويتر "274 نائبا يذهبون للنوم، وقد حللوا ضميرهم من المسؤولية و364 نائبا ظلوا في السرير، ورفضوا لعب هذه اللعبة السخيفة".