أوضحت صحفية
إسرائيلية في مقال مطول لها، في صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن السلام بين "إسرائيل" والأردن "ليس حقيقيا أبدا"، معللة ذلك بـ"خيبة آمال الأردنيين وإحباط ثقتهم من الإسرائيليين، بعد التوقعات التي بنوها بعد التوقيع على
اتفاق السلام قبل عشرين عاما، وذلك لأسباب عدة" تناولتها في مقالها.
ونقلت الكاتبة سمدار بيري انطباعاتها ومشاهداتها خلال زيارتها المتكررة إلى الأردن إلى جانب انطباعات الأردنيين عن اتفاق السلام في مقال تحت عنوان "تعالوا نقل الحقيقة: لن يكون ذلك سلاما حقيقيا أبدا"، وقالت إن "الاتفاق مستقر، لكن السلام ليس هو ما ظنه الأردنيون ولم يرق إلى ما تطلعوا إليه، ويبدو أنه لن يكون حقيقيا أبدا".
ونقلت الكاتبة ما يتداوله الأردنيون الغاضبون من ممارسات إسرائيلية، "لم تحلوا المشكلة الفلسطينية بل زدتموها تعقيدا، بالبناء في المستوطنات والمس بالأماكن المقدسة في القدس، ونثرتم عندنا خطط مصانع ومشاريع اقتصادية، ومعبر مفتوح للسلع، ومناطق تجارة حرة، فما الذي أنتجه كل ذلك؟ لا شيء تقريبا. ومن المذنب؟ نحن نرى أنكم أنتم المذنبون لأن إسرائيل قوية والأردن هي الجانب الضعيف، وقد خلصنا في هذه السنين العشرين إلى استنتاج أنكم لا يهمكم ما الذي نشعره وما الذي نحتاج إليه، وأن السلام مع الأردن لا يهمكم حقا".
وقال: "ما هي الحال اليوم؟ إذا ضبط معارضو السلام في
الاردن تاجرا أو رجل أعمال أو صحفيا يُجري علاقات باسرائيل فانهم يعلنون بأنه خائن ويُدخلون إسمه في القوائم السوداء. وقد أخذ يختفي المستعدون للحديث معكم خارج الاجهزة الحاكمة لأنه لماذا يورطون أنفسهم؟ بل إن العلاقات بين الملك عبد الله ورئيس الوزراء نتنياهو جمدت عند الحد الأدنى الضروري. وعلى العموم يعمل ذلك فقط في السياقات الأمنية بسبب مصالح مشتركة".
ونقلت عن مدير ميناء العقبة سابقا، الدكتور دريد محاسنة، قوله: "ما هي الحال اليوم؟ إذا ضبط اليوم في الأردن تاجر أو رجل أعمال أو صحفي يُجري علاقات مع إسرائيل فإنهم يعلنون بأنه خائن ويُدخلون إسمه في القوائم السوداء".
موضحا لقد "أخذ يختفي المستعدون للحديث معكم خارج الأجهزة الحاكمة، فلماذا يورطون أنفسهم؟ بل إن العلاقات بين الملك عبد الله ورئيس الوزراء نتنياهو جمدت عند الحد الأدنى الضروري. وعلى العموم يعمل ذلك فقط في السياقات الأمنية بسبب مصالح مشتركة".
وقالت الصحفية الإسرائيلية إنه "تم الحفاظ على العلاقة جيدة حتى آخر أيام الحسين، لكن النشوة في شوارع عمان أخذت تخفت. والآن، في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، يرد رجال الملك على كل التوجهات إلى الملك عبد الله من وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تطلب إليه أن يمنح لقاء صحفيا احتفاليا لذكرى مرور عشرين سنة على السلام، بأنه مشغول جدا. وبرغم ذلك يحاولون في القدس إقناع الملك بالاحتفاء بتلك الذكرى والموافقة على لقاء نتنياهو في إسرائيل، في بيت جبرائيل على ضفة بحيرة طبرية".
وتساءلت الصحفية: "كيف يشعر الإسرائيلي اليوم في عمان؟"، مجيبة أنه "يواجه تحذيرا من السفر من وحدة مكافحة الإرهاب، ويوجد شعور غامض بعيون تخزك في ظهرك حينما تعرض جواز سفر أو حينما تقول لمارة فضوليين إنك جئت من إسرائيل، وهكذا هي الحال في الحانوت وسيارة الأجرة والمطعم".
مضيفة أنها تلقى عدم ترحيب من الأردنيين في الشارع، حيث خلص الأردنيون إلى استنتاج مفاده "أننا لا نفهم معنى العيش مع الجيران"، وفق ما نقلته عن أمين سر الملك عبد الله، الذي أضاف: "إسرائيل لا تسعى إلا إلى الكسب من اتفاق السلام، وأن العلاقات المتبادلة بيننا لا تعنيكم في الحقيقة".
وأشارت في مقالها إلى إهمال الجانب الإسرائيلي إنشاء مطار مشترك بين العقبة وإيلات، إلى جانب مجادلة الإسرائيليين مثلا في أي ارتفاع ستطير الطائرات الأردنية في سماء إسرائيل، حيث تساءل الأردنيون "ما أهمية ذلك؟".
ونقلت أيضا "المشاريع التي تناولها شمعون بيرس في خطبه ووعد بها لم يتحقق منها شيء إلى اليوم"، "ولو أنكم اتجهتم إلى السلام بين الشعبين عن طريق الاقتصاد وأوفيتم بوعودكم وتوقعاتنا لبدت الصورة اليوم مختلفة تماما"، وفق ما نقلته الصحفية عن الأردنيين.
وأشارت إلىما حدث مع ممثلان ساخران أردنيان قدموا إلى إسرائيل لتأدية عروض ودفعا ثمنا باهظا إذ أدخلوهما في القوائم السوداء في بلدهما، وهرب الجمهور ودُفع الاثنان إلى نزاع سياسي بينهما".