عادت
المركبة غير المأهولة "
دراغون" التي صممتها مجموعة "سبايس اكس" الأميركية الخاصة إلى سطح الأرض السبت بعدما أنهت مهمة هي الخامسة في محطة الفضاء الدولية التي يقيم بها فريق من
رواد الفضاء في مدار الأرض، بحسب ما أعلنت وكالة ناسا.
وكانت هذه المركبة، وهي من أولى ثمار التعاون بين القطاع الخاص في الولايات المتحدة ووكالة الفضاء الأميركية ناسا، أوصلت إلى المحطة الفضائية التي تسبح على ارتفاع نحو 400 ألف متر عن سطح الأرض، معدات ومواد لازمة للتجارب العلمية، وعادت إلى الأرض وهبطت بهدوء في مياه المحيط الهادئ قبالة السواحل المكسيكية.
وكانت "دراغون" التحمت بالمحطة المدارية في الثالث والعشرين من أيلول/ سبتمبر، وأفرغت فيها 2.26 طن من المواد الغذائية والمعدات العلمية واللوازم البحثية، وعشرين فأرا للتجارب وأجهزة لقياس سرعة الرياح واتجاهاتها فوق سطح المحيطات، ومواد طبية تسهل التجارب العلمية على الفئران في ظروف انعدام الجاذبية، وبعض النباتات لدراسة كيفية نموها في هذه الظروف.
ومركبة دراغون حاليا هي المركبة الوحيدة القادرة على الذهاب إلى المحطة الدولية والعودة منها محملة إلى سطح الأرض.
وهذه المهمة هي الخامسة لها منذ الرحلة التجريبية العام 2012، وتعود المهمة السابقة إلى شعر نيسان/ أبريل.
وتجري هذه الرحلات بموجب عقد بقيمة 1.6 مليار دولار وقعته مجموعة "سبايس اكس" مع وكالة الفضاء الأميركية التزمت بموجبه بتنفيذ 12 مهمة مماثلة.
وستشهد محطة الفضاء الدولية في الأيام المقبلة حركة نشطة، إذ يرتقب أن تستقبل مركبة الشحن "سيغنس" التي ستزودها بطنين ومائتي كيلو غرام من المعدات والمؤن، لكن "سيغنس" وبخلاف "دراغون" تنهي مهمتها وتحترق في الغلاف الجوي للأرض.
ومن المقرر أن تقلع هذه المركبة التي صممتها مجموعة "أوربيتال ساينسز" الأميركية الخاصة صباح الاثنين من قاعدة جزر والوبس قبالة سواحل فرجينيا، على أن تلتحم بالمحطة الفضائية في الثاني من الشهر المقبل.
وفي التاسع والعشرين من الشهر الجاري تصل مركبة الشحن الروسية بروغرس إلى المحطة.
وفي التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر، يغادر ثلاثة من رواد الفضاء الستة المقيمين على متن المحطة، عائدين باتجاه الأرض، وسينفذ رحلة عودتهم صاروخ روسي من طراز سويوز.
بعد ذلك، يفترض أن يصل فريق ثلاثي جديد ليحل مكانهم على متن المحطة، وسيكون ذلك في الثالث والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر.
وباتت وكالة الفضاء الأميركية ناسا تعتمد بشكل متزايد على القطاع الأميركي الخاص في مجال الفضاء، في شراكة ما زالت تقتصر إلى الآن على الرحلات غير المأهولة، ولكنها ستتوسع في السنوات القليلة المقبلة لتشمل نقل رواد الفضاء.
وسيبدأ اعتماد الوكالة الأميركية على القطاع الخاص في مجال الرحلات المأهولة في المستقبل القريب، ما سيتيح لواشنطن فك ارتباطها في هذا المجال عن موسكو، ولا سيما في ظل تدهور العلاقات بين البلدين.
ومنذ خروج مكوكات الفضاء الأميركية من الخدمة صيف العام 2011 تعتمد ناسا على وكالة الفضاء الروسية في نقل روادها من المحطة الدولية واليها على متن صورايخ سويوز.