بعد تصاعد الاشتباكات بين الشباب الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية في المسجد
الأقصى، بعد دعوات من نشطاء إسرائيليين من اليمين المتطرف إلى الزحف للمسجد الأسبوع الماضي، كتب أحد كبار
الحاخامات اليهود رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ندد فيه بهذه الدعوات معتبراً إياها "مزاعم مهدوية".
رئيس "بيت هاميدراش" وعضو مجلس حكماء التوراة ديفيد يوسف ابن عوفاديا يوسف، الحاخام الأكبر السابق لليهود السفارديم في إسرائيل، الزعيم الروحي لحزب شاس، قال في رسالته "لقد أفتى الحاخامات العظام بأن دخول جبل
الهيكل في زماننا بحسب التوراة هو كاريت (
خطيئة كبرى)، ويمكن تشبيه من يدخل جبل الهيكل بمن يأكل في يوم كيبور (يوم الغفران المقدس عند اليهود ويصومون فيه)".
ومن المعلوم أن مجلس حكماء التوراة يمثل حركة من اليهود السفرديين (الشرقيين)، والتي يمثلها في المجال السياسي حزب ساش.
وبحسب الحاخام يوسف فإن "تحريم دخول جبل الهيكل معروف لدى جميع شعب إسرائيل جيلاً بعد جيل" وفقا لميدل إيست آي.
في ضوء هذا التحريم فقد دعا الحاخام يوسف السلطات الإسرائيلية إلى "إغلاق منطقة جبل الهيكل بأسرها في وجه الزوار اليهود" بدلاً من أن "تخدع من قبل أقلية متطرفة سوقية تختلق كل أنواع المزاعم "المهدوية" مستخدمة الشريعة اليهودية في الباطل".
جبل الهيكل هي التسمية التي يطلقها اليهود على منطقة المسجد الأقصى، اعتقاداً منهم بأنها كانت موقع الهيكلين اليهوديين من الأزمنة الساحقة.
يعتقد الحاخام يوسف بأن الدعوات لدخول ساحة الأقصى "تتناقض مع آراء جميع الحاخامات الكبار لبني إسرائيل عبر الأجيال وتلحق أضراراً هائلة بشعب إسرائيل الذي استوطن صهيون، وكذلك بأولئك الذين يعيشون في دول العالم الأخرى" حيث أنهم بذلك "يسلحون من يكرهون إسرائيل بالمبررات لقتلنا، وللإجرام بحقنا، وللهجوم علينا".
وبينما دعا الحاخام إلى الحظر التام على الزوار اليهود دخول ساحة المسجد الأقصى، إلا أنه قال: "هذا لا يعني أننا نتخلى عن حقوقنا في هذا المكان المقدس"، ولكن المنع يرجع إلى "قدسيته العظيمة، التي يحظر دخولها قبل التطهير التام والذي لا يمكن الوصول إليه في هذا الوقت".
وبحسب الحاخام يوسف فإن رأيه هذا يشاركه فيه أعضاء مجلس حكماء التوراة وكذلك مجلس الحاخامية الكبرى في إسرائيل، والذي يقول إنها رفعت يافطة كبيرة بعد حرب الأيام الستة مباشرة في عام 1967 أعلى المدخل إلى الساحة، تعلن تحريم الدخول إليها على اليهود.
وتصاعدت التوترات خلال السنوات الأخيرة بسبب محاولات الإسرائيليين اليمينيين الدخول إلى الساحة وحتى الصلاة فيها، بينما تكثفت القيود المفروضة على دخول المصلين المسلمين.
وكان نشطاء إسرائيليون من اليمين المتطرف قد تجمهروا عند حائط البراق في مدينة
القدس القديمة يوم الخامس من نوفمبر، وهم ينوون الدخول إلى ساحة الأقصى، وذلك بعد أسبوع من إصابة الناشط اليميني يهودا غليك بجراح بليغة جراء عملية إطلاق نار تعرض لها من قبل الشهيد معتز حجازي الذي قتلته قوات الاحتلال عقب مطاردته.