ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن خطط الحكومة
السعودية لتوسيع
الحرم المكي تهدد بتدمير ما تبقى من معالم لها علاقة بمولد
الرسول، حيث تخطط لبناء مراكز تسوق وبناء قصر ملكي على الأنقاض.
وتقول الصحيفة إن المكان الذي يعتقد أن النبي ولد فيه سيدفن تحت الرخام، في خطة خصصت لها مليارات من الدولارات، والتي أدت لتدمير مئات من المعالم التاريخية للمدينة المقدسة.
وتضيف الصحيفة أن المشروع الذي بدأ قبل عدة سنوات يهدف لتوسيع الحرم المكي حتى يستوعب ملايين
الحجاج، الذين يزورون المدينة المقدسة في كل عام.
وتنقل الصحيفة عن معهد اسمه "معهد شؤون الخليج في واشنطن"، وهو معهد يديره مير زوهير حسين، المدرس بجامعة ساوث ألباما الأميركية، أن نسبة 95% من الآثار المرتبطة بالفترة النبوية دمرت من أجل بناء مبان حديثة مثل الفنادق والشقق السكنية ومراكز التسوق.
ويشير التقرير إلى أنه تم في الأسبوع الماضي تدمير ما تبقى من أعمدة عثمانية أقيمت في ذكرى رحلة الإسراء والمعراج، بحسب عرفان علوي مدير مؤسسة التراث الإسلامي.
ويقول علوي للصحيفة إن
بيت المولد، الذي يعتقد أن النبي ولد فيه عام 570 ميلادية، قد يهدم في نهاية العام الحالي. وسيقام في المكان قصر للملك. وتشمل الخطط لتوسيع الحرم بيت المولد، الذي أغلق أمام الحجيج.
ويلفت التقرير إلى أنه تم التأكد من الخطة من مصدر مستقل، حيث قال إن الكثيرين من نقاد الخطة يخشون الحديث علنا؛ خشية عقابهم من النظام. وفي الوقت نفسه يرى علماء السعودية، ومنهم المفتي، أن التوسعة ضرورية لاستيعاب الحجاج.
وتبين الصحيفة أن بيت المولد قد حول في عام 1951 إلى مكتبة للحفاظ على غرفه، لكنه أغلق الآن. ووضعت علامة على مدخل البيت تقول "لا توجد أدلة أن النبي محمد ولد في هذا المكان، ومن غير الجائز تحويل المكان لمكان صلاة خاصة ودعاء خاص".
ويزعم علوي أن الحكومة وضعت شرطة دينية -مطاوعة خارج المكان- لمنع المصلين من دخوله. ويقول: "مكان ولادة النبي يتعرض لتهديد محتوم، وقد ينسى ويندثر تحت ركام من الإسمنت والبلاط"، بحسب التقرير.
ويعلق علوي للصحيفة بأن موسم الحج قد انتهى، ولهذا بدأت عملية البناء من جديد وعلى مدار الساعة "وانتهوا من التوسعة في جانب من المسجد، أما القصر الملكي الذي سيكون أكبر بخمسة أضعاف من القصر الحالي، سيتم بناؤه على جانب الجبل ويطل على الحرم المكي". ومن الأن حتى شهر كانون الأول/ ديسمبر، فمن المتوقع هدم المكتبة وغرف بيت المولد. مبينا "سيصبح المكان تاريخا".
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن تدمير المعالم التاريخية لا يقتصر على الحرم المكي، ففي أيلول/ سبتمبر نشرت "إندبندنت" تقريرا عن دعوة أكاديمي سعودي لهدم القبر النبوي الشريف؛ بدعوى أن ما كتب على جدرانه يخالف العقيدة. وأدى الكشف عن الورقة البحثية لحالة من الشجب في العالم الإسلامي، وهو ما دفع السلطات السعودية لإنكار وجودها.