قال الكاتب
الإسرائيلي إيلي فوده إن دول منطقة
الشرق الأوسط تعامل إسرائيل بمنطق "العشيقة" التي يلتقون بها سرا.
وقال الكاتب في مقاله المنشور في صحيفة هآرتس الثلاثاء، إن مشاركة وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني في اللقاء الذي جمع عددا كبيرا من وزراء الخارجية العرب في نيويورك سرا إنجاز مهم للسياسية الخارجية الإسرائيلية، لكنه بنفس الوقت مؤشر سيئ حين يفضل جيران إسرائيل معاملتها بمنطق "العشيقة".
وأشار إلى أنه وعلى مدى سنوات من الصراع الإسرائيلي العربي كان لإسرائيل علاقات سرية مع أشخاص ودول في الشرق الأوسط، كانت أهمها مع الأردن حيث لفت فوده إلى أن الملك عبدالله الأول دفع حياته ثمنا لهذه العلاقة السرية التي كادت تؤدي إلى أول اتفاق سلام مع العرب.
كما أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا وإيران وإثيوبيا والسودان في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات كانت سرية، بحسب الكاتب.
وكشف الكاتب أن إسرائيل شاركت بشكل سري في الحرب الأهلية اليمنية في الستينيات، وساعدت الملكيين في صراعهم ضد الحكم الجمهوري الذي كان جمال عبد الناصر يؤيده، كما ساعدت إسرائيل أيضا الأكراد في العراق بسرية في صراعهم ضد نظام البعث في منتصف الستينيات.
وتابع: "بعد ذلك قامت إسرائيل بمساعدة المارونيين في لبنان، وعندما انكشف هذا التعاون في حرب لبنان الأولى عام 1982، أنكر المارونيون ذلك".
وأضاف: "منذ الإعلان عن مبادرة السلام العربية في 2002 تم نشر أنباء كثيرة عن لقاءات بين ممثلين إسرائيليين وسعوديين".
وأردف أن الفترة الوحيدة التي استطاعت إسرائيل فيها التخلص من متلازمة العشيقة كانت بعد التوقيع على اتفاقات أوسلو في 1993 حيث مثل عقد التسعينيات المرحلة الذهبية لعلاقات إسرائيل مع دول المنطقة؛ ففي حينه أقامت علاقات دبلوماسية في مستويات مختلفة، ليس فقط مع مصر والأردن، بل مع المغرب وتونس وموريتانيا وعدد من الدول في الخليج العربي.
غير أن المرحلة الذهبية التي تحدث عنها الكاتب انتهت بعد فشل الاتفاقات مع الفلسطينيين واندلاع انتفاضة الأقصى؛ عندها عادت إسرائيل إلى مكانتها التقليدية كـ"عشيقة" في الشرق الأوسط.
وختم فوده بأن تاريخ اتفاقات أوسلو "يعلمنا أن إسرائيل واجهت العزلة والمقاطعة وهذا نتيجة أفعالها. إن عدم حل المشكلة الفلسطينية واستمرار البناء في المستوطنات ورفض مبادرة السلام العربية منعت قبول دولة إسرائيل. وفرصة قبولها من جديد في الشرق الأوسط تكمن في قدرتها على المبادرة والتفكير".