احتل
المغرب المرتبة 67 من بين 161 دولة، ضمن تصنيف الدول الأكثر تعرضا للتهديدات "
الإرهابية"، كآخر دولة عربية في إفريقيا تتعرض للتهديد "الإرهابي"، فيما تقدمت تونس ومصر والجزائر في هذا التصنيف، ما اعتبره الباحث عبد الرحمن المكاوي ردا على فرنسا وبعض الدول الغربية، التي دعت رعاياها إلى تجنب السفر إلى المغرب.
وتراجع تأثر المغرب بالإرهاب بـ13 درجة محتلا الرتبة 67 دوليا، حيث انتقل من المرتبة 40 سنة 2011 إلى 54 سنة 2012 ثم 67 سنة 2013، ليستمر تراجع التهديد "الإرهابي" للمغرب للسنة الثانية على التوالي، حسب "مؤشر الإرهاب الدولي"، الذي صدر الثلاثاء، عن معهد الاقتصاد والسلام الدولي (IEP).
وجاء المغرب في المرتبة 67 دوليا (من بين 161 دولة)، من حيث الدول الأكثر تأثرا بخطر الإرهاب، ليتراجع تأثير الإرهاب على المملكة المغربية بـ13 درجة، بعدما احتل في تقرير السنة الماضية المرتبة 54 من بين 162 دولة، كما احتل سنة 2011 المرتبة 40 دوليا من بين 162 دولة شملها التصنيف.
واعتبر عبد الرحمن المكاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الحسن الثاني، "أن هذا التصنيف الجديد للمغرب، رسالة قوية لبعض الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا التي حذرت مواطنيها من السفر إلى المغرب محاولة تصوير المغرب منطقة غير آمنة".
وتابع المكاوي، في تصريح لـ"عربي21"، هذا "التصنيف الجديد من طرف "معهد الاقتصاد والسلام الدولي (IEP)"، يعد تقييما إيجابيا للمغرب، ودعوة صريحة للمستثمرين والسياح الأوروبيين والأمريكيين على حد سواء، بأن مجهودات المغرب بدأت تؤتي ثمارها في الحفاظ على الاستقرار والسلم، رغم أن المحيط الإقليمي يعيش الاضطراب".
وعن انعكاس التصنيف الجديد على المخطط المغربي (
حذر) قال "ينبغي التمييز بين مخطط حذر كاستراتيجية وطنية متعددة الأبعاد، فهي تحت الرئاسة المباشرة للملك، وتضم جميع المؤسسات العسكرية والأمنية، وهيئة مدنية من قبيل وزارة التجهيز والنقل السلطة المكلفة بالرقابة على الموانئ والمطارات، وبين استراتيجية مكافحة الإرهاب".
وقلل المكاوي من انعكاس هذا التصنيف على تفعيل مخطط حذر بقوله إنه يقوم على تنفيذه على المدى القريب والمتوسط والبعيد، وثانيا هو مخطط شامل لمواجهة جميع التحديات والتهديدات التي قد تصادف المغرب، وليست فقط لمواجهة تحدي الإرهاب رغم خطورته وحساسيته.
وألمح المكاوي إلى أن "البرنامج المستهدف من هذا التصنيف الجديد، قد يكون استراتيجية مكافحة الإرهاب التي تشرف عليها وزارة الداخلية، من خلال مديريتي مراقبة التراب الوطني" _ جهاز المخابرات الداخلي_ وأشرطة القضائية، التي اعتمدها المغرب منذ سنة 2008 مع وزير الداخلية السابق شكيب بن موسى".
وأفاد أن "استراتيجية مكافحة الإرهاب"، كان مقررا لها أن تستمر أربع سنوات، لكنه تم تجديدها أربع سنوات إضافية منذ سنة 2012 مع وزير الداخلية محمد العنصر، حيث ستستمر إلى سنة 2016.
ولفت إلى أن "حذر" تعدّ درجة من درجات الاحتياط والاستعداد الأمني والعسكري، وتعكس درجة التأهب لدى مختلف جيوش العالم، يقابلها استعمال بعض الألوان، التي تنتقل بشكل تدريجي، وبحسب الخطورة، من الأخضر إلى الأزرق إلى البرتقالي فاللون الأحمر.
هذا وغيرت قوات الجيش المشاركة في مخطط "حذر" لون شارتها، من اللون الوردي، إلى اللون الفستقي، خلال الأسبوعين الأخيرين، ما نظر إليه على أنه درجة أدنى من الاحتياط والاستعداد، وبكونه تقليصا لدرجة الحيطة، ورسالة طمأنة للشارع المغربي.
وبحسب التقرير فإن المغرب أكثر أماناً مقارنة بجارته الشرقية الجزائر التي احتلت المرتبة 21 في ذات التصنيف، وأيضا إذا ماقورن بباقي دول شمال إفريقيا، وقبل تونس التي احتلت الرتبة 46، و ليبيا التي احتلت الصف 15، ومصر التي جاءت تقدمت دول شمال إفريقيا في الرتبة 13.
ولايزال العراق البلد الأكثر تأثرا بـ"الإرهاب"، وعدد
القتلى فيه ارتفع بنسبة 164 بالمائة إلى 6362، وهي أكبر زيادة في المؤشر، فيما حدد المؤشر 13 دولة على الأقل تواجه مخاطر أكبر من النشاط الإرهابي الكبير في السنوات المقبلة.
وجاءت سوريا بعد العراق كخامس بلد في العالم، والثاني عربيا يتهدده الخطر "الإرهابي"، فيما أتت الصومال في المرتبة 7، ثم اليمن 8، والسودان التي احتلت الرتبة 19، والبحرين التي جاءت في الرتبة 34 عالميا، بينما احتلت السعودية الرتبة 55.
واحتلت الأردن الرتبة 70 عالميا، فيما جاءت موريتانيا في الرتبة 91، متبوعة بالكويت في الرتبة 119، وتقاسمت عمان وقطر المرتبة 124.
وذكر التقرير الدولي أن الهجمات "الإرهابية" خلفت زيادة في عدد القتلى بنسبة 61 بالمائة خلال سنة واحدة، وارتفع العدد من 11 ألف و133 سنة 2012، إلى 17 ألف و958 سنة 2013، كما ارتفعت الحوادث الإرهابية حسب التقرير، بنسبة 44 بالمائة، منتقلة من 6825 سنة في 2012 إلى 9814 في عام 2013، في حين شكلت الهجمات الانتحارية أقل من 5 بالمائة.
وحسب التقرير الدولي دائما، فإن أكثر من 80 بالمائة من الوفيات الناجمة عن حوادث إرهابية سنة 2013، سجلت في خمس دول فقط، هي العراق وأفغانستان وباكستان ونيجيريا وسوريا، كما أن 24 دولة شهدت أكثر من 50 حالة وفاة في عام 2013، وهو ما يمثل زيادة بـ60 بالمائة عن سنة 2012.
وحمّل التقرير مجموعة من المنظمات مثل تنظيم
الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة و بوكو حرام و حركة طالبان المسؤولية عن 66 بالمائة من حالات الوفاة نتيجة الهجمات التي وقعت في 2013.
يذكر أن أول مؤشر عالمي للإرهاب صدر في مارس 2012، وقام بترتيب الدول الأكثر تأثرا بالإرهاب مع تحليل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بها. واستند المؤشر على بيانات من قاعدة بيانات الإرهاب العالمي، التي يتم جمعها وترتيبها من قبل الاتحاد الوطني لدراسة الإرهاب والردود على الإرهاب (START)، ومقره في جامعة ميريلاند الأميركية، وتم جمع عشرات المؤشرات لـ158 دولة على مدى السنوات العشر الماضية.