فبركت قناة "برس تي في"
الإيرانية الناطقة بالانكليزية؛ تصريحات منسوبة للرئيس التركي السابق عبد الله
غول تنتقد الرئيس الحالي رجب طيب
أردوغان، ونسبته لوكالة أنباء كويتية ثبت أنها لم تنشره مطلقا، كما أن غول نفى أن يكون قد أدلى بمثل هذه التصريحات.
وتضمن الخبر الذي نشرته القناة على موقعها على الانترنت أن غول حذر الرئيس أردوغان وحكومته من انهيار
تركيا بسبب السياسية الخارجية التي تنتهجها بلاده بشأن الأزمتين العراقية والسورية، وأنه انتقد أردوغان وقال إن هناك تعاوناً بين "تنظيم الدولة الإسلامية" وجهاز الاستخبارات التركي، بحسب زعم الموقع الإيراني.
وزعمت القناة أن هذه "التصريحات" وردت عبر وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا"، لكن عندما بحثت "عربي21" في الوكالة تبين أن الخبر لا أصل له، بل إن آخر خبر تناولته الوكالة عن غول يعود إلى أيلول/ سبتمبر الماضي، أي خلال فترة مغادرته الرئاسة.
وبالبحث على الانترنت أيضا عبر خدمة البحث لموقع "غوغل"، لا نجد هذه التصريحات إلا في بعض المواقع المجهولة باللغة الانكليزية فقط.
من جهته، كذّب غول المزاعم التي وردت في خبر القناة الإيرانية، وقال الرئيس السابق إن "كافة هذه المزاعم مكذوبة ولا أساس لها من الصحة".
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن بيان أصدره مكتب غول أن ما نُسب لشخصه من تصريحات في هذا الخبر "محض خيال وافتراء"، مؤكدا أنه لم يجرِ أي مقابلة من هذا النوع، وأن ما ورد في الخبر من مسائل، لا تتوافق مع أفكاره على الإطلاق". وجدد غول تأكيده على أن هذا الخبر "كاذب وغير حقيقي".
وتأتي فبركة مثل هذه التصريحات على خلفية تصاعد حدة الخلافات بين تركيا وإيران بسبب الملف السوري، حيث تشدد الحكومة التركية على ضرورة مواجهة النظام السوري وتحذر من أنه لا يمكن القضاء على تنظيمات مثل "تنظيم الدولة الإسلامية" إلا بالتوازي مع ضرب نظام بشار الأسد الذي تدعمه إيران بكافة الوسائل.
ويشار إلى أن محطة "برس تي في" هي إحدى الأذرع الإعلامية الإيرانية وتبث باللغة الانكليزية، وتتبع مباشرة لمكتب المرشد الأعلى علي خامنئي.
ودأبت وسائل إعلام إيرانية على فبركة أخبار عن خصوم إيران أو بما يخدم وجهة النظر الإيرانية، كما قام الإعلام الإيراني بتحريف بعض التقارير الأجنبية عند ترجمتها للفارسية. وفي إحدى الحوادث المشهورة، حرّف مترجم التلفزيون الإيراني الرسمي كلمة الرئيس المصري محمد مرسي خلال مؤتمر القمة الإسلامية في طهران عام 2012، حيث وضع على سبيل المثال مكان "الثورة السورية" عبارة "الثورة في البحرين" كما طال التحريف كلمات وعبارات أخرى تتعارض مع السياسة الإيرانية.